ملخص كتاب تربية طفل آمن. كيف تساعد دائرة الأمان الأبوية على رعاية تعلق طفلك ومرونته العاطفية وحرية الاكتشاف لديه؟ تأليف كنت هوفمان وغلين كوبر وبيرت بويل.
الأب والأم هل أنت أحدهما؟ إن كنت أبا أو كنت. أما هل تدركون أهمية دوركم في حياة أبنائكم فعلا؟ لا شك أنكم تسعون إلى خلق عالم مريح لهم. وضمان مستقبل أفضل ومعيشة أسعد. ولكن ما هو سبيلك لتحقيق هذا؟ هل تعتمدون فقط على التغذية الصحية والحرص على سلامتهم الجسدية؟ إن كنتم يركزون على ذلك فحسب.
دعوني أخبركم أن لصحتهم النفسية أهمية لا تقل عن صحتهم الجسدية، وهو ما يضمن تربية وإنشاء طفل سليم ومعافى، وهذا حتما ما تطمح إليه. ولكن كيف يمكنكم ضمان الصحة النفسية لأطفالكم؟ هذا ما ستجدون إجابته هنا. إنها إجابة ستمنح أطفالكم مستقبلا أفضل بكل تأكيد.
للوالدين دور كبير في خلق شخصية استقلالية لأطفالهم
هل سمعت مسبقا عما يسمى بالتعلق الآمن وأثره على الطفل؟ إن التعلق الآمن هو الثقة باحتمالية الخير. إذ يخلق الطفل منتظرا الخير ممن حوله. فيعد هذا أول أشكال التعلق الآمن. والذي يستمر مع مراحل نمو الطفل كلها وعليه. فإن مفهوم التعلق الآمن يشير إلى إدراك الطفل لحقيقة أنه محاط بالحب والاهتمام، وأنه شخص منفرد ذو قدرات خاصة تمكنه من الانفصال بشكل مؤقت عن ذويه مثل ذهابه إلى المدرسة.
لذا إن أراد الوالدان لطفلهم أن يعتمد على نفسه. عليهم بتنمية ثقته بنفسه ليتمكن من بناء الصلة مع الآخرين، ليكتشف طرق التعامل مع الناس من حوله بمختلف المواقف بعيدا عن معاملة ذويه له. للتعلق الآمن دور مهم في تنظيم عواطف الطفل على نحو يجعل منه شخصا قادرا على التفرد بشخصيته بلا رغبة في الانعزال. سيحرر عقله للتعلم. ويمكن تمييز سلوك الطفل الذي يحظى بالتعلق الآمن عن غيره من خلال ملاحظة إحساسه بالسعادة مع أبويه، فضلا عن تمتعه بمهارة انتقاء الأصدقاء بشكل أفضل، عدا عن علاقته القوية مع أخوته واحترامه لذاته.
فهو طفل يتصف بالتفاؤل. ويثق بالأشخاص المحبين من حوله. في المقابل. إن للتعلق أشكالا عدة يمكن للطفل أن يتخذها خلال نموه في دائرة التعلق الآمن. فهناك الطفل الباحث عن الاهتمام الذي يمتلك غريزة الالتصاق بـ الأبوين. وهناك المكتشف الفضولي والذي يزود الآخرين بالاهتمام سعيا لبناء الروابط. ولكن كيف يمكن للوالدين أن ينشئوا علاقة تعلق آمن مع أطفالهم؟
يستمد الطفل الشعور بالأمان من تواصله مع والديه
إن كنت ترغب في إنشاء ما يسمى بدائرة الأمان مع أطفالك. فلا تجعل من الكمال هدفا لك. وابتعد عن لوم ذاتك، وثق بنفسك بقدرتك الفطرية على منح الحب والاهتمام الكافي لأبنائك. ركز على تواصلك معهم. وحاول تلبية احتياجات أبنائك بترتيب أولوياتك ومهام مهامك قدر الإمكان. بحيث يضمن ذلك تواجدك عند حاجتهم إليك. ببساطة كل ما عليك فعله هو اتباع ما يدعى بخريطة الأمان. فما هي تلك الخريطة؟ باختصار.
تمثل خريطة الأمان أساس الأمان في حياة طفلك. فهذا لكي يزوده بثقة كافية للخروج واكتشاف العالم من حوله والتواصل معه. فخلال اكتشافه قد يصطدم ببعض الحواجز التي تحتاج إلى دعم منك ليكون قادرا على الاستمرار في رحلته الاستكشافية. لذا عليك مراقبة ما يفعله الطفل فذلك سيساعده في الاستمرار. كما أن الاحتفال بإنجازات الطفل هو دافع قوي ومؤثر، فبدلا من ثني لك على فعله بقولك له أحسنت قمت بعمل رائع، بإمكانك مدحه لذاته فحسب بقول أحسنت. أنت شخص مبدع ومثابر وقد أتقنت هذا العمل.
ولا تنسى مساعدته لاستكمال الفعل أو تحفيزه لحل لغز قد استعصى عليه. وأن تشاركه فيما يفعل أحيانا. إن وجهت لك دعوة منه لذلك. كما ينبغي أن توفر الحماية لطفلك حال شعوره بالخوف، وعليك محاولة فهم مشاعره وعدم الاستخفاف بها أيا كانت وتقبله بحالته كافة، فذلك يمنحه شعورا بالراحة والثقة، فيصبح قادرا على تنظيم عواطفه بإدراكه لحقيقة امتلاك الجميع للعديد من التجارب العاطفية الشخصية كالحب حزن والاستياء والمحبة والغضب وغيرها الكثير.
وأننا نستطيع مشاركة هذه العواطف مع من نثق بهم لنحصل بذلك على دعم لتجربتنا الخاصة. وهذا ما ستفهم به أنت كأب وأنت كأم. فلا بد للوالدين من أن يكون لهما تجارب شخصية من طفولتهم قد تؤثر على سلوكياتهم حتى بعد أن يكبروا. وأيا كان نوع هذه التجارب لا شك أنها ستؤثر على أبنائهم مستقبلا.
قد تؤثر طفولة الوالدين على أطفالهم سلبا
لا بد من التطرق إلى أثر طفولة الوالدين. فما لا شك فيه أن الجميع يمتلك عقدة أو سلوكا معينا نتيجة لموقف حدث معه في طفولته المبكرة والذي لا يرغب في نقل أسره إلى أبنائه. ولكن احذر فقد يحدث أن تقوم بذلك في اللاوعي لديك. إذ قد تنعكس ذكرى هذا الموقف على تصرفاتك. فتضطر إلى تجنب تلبية حاجات أبنائك. لأنها ارتبطت بذكرى سيئة لديك ليتوقف ذوويهم بدورهم حائرين محتفظين داخليا بحاجاتهم ويجعلهم ذلك يفكرون قائلين. هذه الحاجة خطيرة تجعل أمي قلقة وتجعل أبي بعيدا عني.
لن أطلب منهم ذلك ثانية. هذا يشعرني بعدم الأمان. سأفعل أي شيء حتى لا يستاء مني. هنا بلا وعي منك. قد أشعرت طفلك بانزعاج لك من تلبية حاجاته التي تذكرك بتلك العقد التي لديك على نحو قد يؤثر عليه مستقبلا. ولتجنب هذا الأثر عليك مصارحة نفسك بما يؤلمك. فمن الجيد سؤالك لنفسك عما تشعر به عند تجاربك مع حاجة طفلك. ولا بأس أن تكون صريحا مع نفسك وتعترف بما تقوم به وما لا تقوم به لتلبية احتياجات طفلك. وتذكر دوما أن ما تقوم به لطفلك هو بدافع الحب. فذلك يساعدك على نقل شعورك وتركيزك على ما يفعله وماذا قد يريد منك والشعور المتولد لديه جراء ذلك. إذ إن أي شعور لدى الطفل مهم للغاية. ولهذه المشاعر ثلاثة أقسام.
تخلق الطفولة مشاعر تستمر في أثرها للمستقبل
تنقسم المشاعر التي قد يأخذها المرء منذ طفولته إلى ثلاثة أقسام وسوف نسميها حساسيات. وهي تلك المشاعر التي يحتفظ بها الآباء وينقلون ها إلى الأبناء إن لم يتم إدراكها. أولها حساسية الانفصال. التي تعني الخوف من التخلي أو التهديد به. إذ يضع الشخص جهوده كافة في العلاقة لإرضاء الآخر خوفا من الهجر. ولعلاج هذا النوع من الحساسية الأساسية على المرء أن يثق بالقدرة الفردية. وأن يتقبل فكرة أن كل شخص عليه أن يتحمل أخطاءه بنفسه ويسمح لنفسه بطلب الاهتمام من الآخرين.
أما الحساسية الثانية فهي التقدير، إذ تتمثل هذه الحساسية في الخوف من النقد أو الرفض في العلاقة. ويركز فيها الشخص كثيرا على ما يظنه الآخرون. ويشعر بالحاجة الدائمة إلى التميز الإيجابي، ويسعى إلى أن يكون الأفضل، ويظهر ذلك في علاقة الأبوين مع أبنائهم جليا. عندما يحاول الأبوان جعل أبنائهم الأكثر تميزا. وعدم قبولهم أي سلوك يجعل من الأبناء أشخاصا عاديين. مما يخلق ضغوطات كبيرة جدا على الأبناء. لذا يكمن علاج هذه الحساسية بالثقة أن الكمال غير موجود بالمطلق.
وفيما يتعلق بالحساسية الثالثة فهي الأمان، وتتلخص في الخوف من سيطرة الآخرين على الفرد في أي علاقة فيخسر نفسه. وعلاج ذلك يتمثل في الثقة بالعلاقة والطرف الآخر المشارك بهذه العلاقة. وباعتماد الصراحة لطلب مسافة في بعض الأحيان مع البقاء على استعداد لتقبل الآخر عند الحاجة. وتنتج هذه الحساسية في علاقة الوالدين بـ طفلهم عند فرضهم لمسافة بينهم، وبينه غير موفقين بذلك حاجة طفلهم إلى الحماية ومنحه الراحة. لذا غالبا ما يعبر الأطفال عن مختلف احتياجاتهم بسلوكيات لا تدل على ما يرغبون فيه.
تتحول احتياجات الطفل إن لم يتم تلبيتها إلى سلوكيات دفاعية
لا يدرك معظم الآباء أن أبناءهم يفسرون احتياجاتهم على شكل سلوكيات، فإن لم يقم أحد الأبوين بتلبية احتياجات الطفل ورفضها، فإن الطفل لن يكون راضيا، وستتحول هذه الاحتياجات إلى سلوكيات. عندها على الآباء أن يلاحظوا هذه السلوكيات فقد تكون غير مباشرة ولا تدل أبدا على حاجته الحقيقية. وعندما يحدث ذلك يعتقد الأبوان أنها أفعال لجذب الانتباه، بينما هي في الواقع طلب تواصل يطلبه الطفل من أبويه ليحظى بحاجته التي طلبها منذ البداية.
سيجد الطفل أن عواقب سلوكياته ستشكل آليات دفاع غير مباشرة أقل ألما من عدم تلبية احتياجاته من قبل والديه. وهذا نوع من أنواع الدفاع عن النفس وفقا لـ سيكولوجية الطفل. وكلما زادت الاحتياجات أهمية كانت السلوكيات أكثر شدة. فإن كان الآباء دائمي تلبية احتياجات أطفالهم. فإن سلوكيات أبنائهم ستكون طبيعية. بينما الأطفال الآخرون الذين يفتقدون لوجود دور الأب والأم في حياتهم، فإنهم يشكلون سلوكيات أكثر شدة. وقد تكون هذه السلوكيات سلبية تتمثل في أن يصبح الطفل أكثر شراسة.
ملخص كتاب تربية طفل آمن
تولي المسؤوليات. بالطبع لا يعني أن تكون طاغية استبداديا. لا يتطلب الأمر أبدا أن تكون لئيما. إن تولي المسؤولية بطريقة لطيفة هي طريقة للقول صراحة وضمنيا. سأكون دائما هناك من أجلك. لكن هذا لا يعني أن علي دائما أن أكون لطيفا للغاية، لأنه في بعض الأحيان يجب أن أدعك تدرك أن هنالك حدا قد تجاوزته وعنده نحن بحاجة إلى التراجع.
أن يكون المرء أبا أو أما لأمر صعب فهي وظيفة تتطلب الانتباه الدائم للأطفال لحمايتهم وإعطائهم الأمان. فالإيمان الذي يشكله الوالدان للأطفال هو ما يجعلهم يستقلون بشخصياتهم عن غيرهم من الأطفال ويجعل مستقبلهم باهرا، لأن الأمان والاستقلالية كفيلان بإنشاء طفل سليم ومعافى نفسيا. كل ما على الوالدين فعله هو خلق مساحة تساعد في تنمية شخصية الطفل، وأن يتخلصوا من كل ما هو سلبي قد أثر على طفولتهم الشخصية كي لا تؤثر على طريقتهم في تربية أبنائهم.
ولن يحفظهم من المشاعر الناتجة عن تلك الآثار السلبية والتي تنقسم إلى ثلاثة أقسام الانفصال وسوء التقدير والخوف من فقدان الأمان. ينبغي على الوالدين السير في رحلتهم التربوية وفق خريطة الأمان التي ستزود الطفل بالثقة اللازمة لاستكشاف العالم من حوله دون خوف. لأنه مدرك تماما أن هنالك من سيدعمه في رحلته الاستكشافية هذه. وبذلك سيتمكن الوالدان من تربية ورعاية أطفالهم ضمن ما يسمى بدائرة الأمان الأبوية.
كتب أيضاً تهم طفلك
كتاب أسئلة طفلك الحرجة
كتاب اجعل طفلك عبقريا ماليا
كتاب كلمات نقتل بها أولادنا لا تقولوها أبداً
كتاب سيكولوجية الطفل
كتاب لن تجدي رجلا كأبيك
كتاب أمراض الأطفال
إرسال تعليق