ملخص كتاب العقل زينة أزمة الحداثة في الوطن العربي. تأليف سائد دزدار. مقولة العقل زينة إلى ماذا تشير برأيك؟ هل تعلم أن لها معنى مغايرا عما هو متعارف عليه؟ فمن خلال هذه المقولة يدعو الكاتب سائد دزدار في هذه السطور الإنسان للتفكير وإشغال عقله من خلال طرح مجموعة من التساؤلات الشائعة.
والتي غالبا ما تراودنا جميعا فيما يتعلق بما هو حولنا وداخلنا. على نحو يجعلنا نضع أيدينا على بعض النقاط التي تحتاج إلى وقفة تأمل وتفكير وإعادة النظر فيها، لعلها تكون مفتاحا لفتح الأفق الجديد عند البعض والحافز إلى التغيير والتغيير عند البعض الآخر.
الفصل الأول- العقل زينة، أنا والكوكب
أنت كإنسان يعيش ضمن هذا النظام الكوني. كيف تنظر إليه؟ وما هو الكون بالنسبة لك؟ هذا نظام قائم منذ بدء الخليقة وحتى نهايتها. فكانت ولا زالت نظرة الإنسان إلى كل ما حوله نظرة متفاوتة. فهناك المرء المتفائل. وهناك المتشائم والفضولي. لكل نظراته وقناعاته حول كل ما يحدث حوله وما سيحدث مستقبلا. ولكن مع كل هذه الاختلافات المتباينة فالواقع قائم لا محالة. أما أنت كإنسان. فأنت كائن من خلق الله البديع. حيث قد زرع فيك العقل المدرك المفكر والأحاسيس. وفطرت على التفكير والتأمل والاستكشاف ومحاولة فهم كل ما يدور حولك.
وبجانب العقل، فالإنسان كتلة من الأحاسيس والمشاعر وبدونها لا يكون إنسانا. حيث إن كلا من العقل والأحاسيس يعدان مكملين لبعضهما البعض. فنحب ونكره نتقدم ونتراجع وفقا لتفكيرنا وأحاسيسنا. وبفضل العقل البشري المتطور والمتطلع إلى كل ما هو جديد، تستمر الحياة بالتقدم والتسارع، لكن هل هذا تقدم وهذه التقنيات هي لمصلحة وراحة الإنسان في العيش على هذا الكوكب. هناك من يوافق، وبالطبع هناك من يعارض كما أن الإجابة قد تكون بسيطة.
إذا ما قارنا بين كيف كان يعيش الإنسان في سلام مع نفسه ومع غيره قبل وجود كل هذه التقنية والتعقيد والتنافس والصراع من أجل البقاء. وبين ما آل إليه حال الإنسان في ظل هذه الأعاصير من التقنية التي تحيط به من كل جانب. وأصبح في حيرة وصراعات داخلية تجاه كل ما يحيط به. من خير وشر. لهذا، إذا نظرنا إلى الأطفال لوجدنا أنهم الأكثر راحة لأنهم لم يخوضوا.
بعد معترك التقنية والحياة فهم ينظرون للحياة. بعفوية وفضول. لذلك يرى الكثير من المفكرين أنه ينبغي على الإنسان إعادة هيكلة الأحاسيس والمشاعر وطريقة التكيف مع الحياة والواقع الذي نعيشه. كي ننعم بسلام أكثر في عالم قد خلا من الرحمة. لكن من كان المسؤول عن تشكيل هذا التاريخ الذي أدى لمثل هذا العالم القاسي.
الفصل الثاني- الذات ما بين التاريخ والأوهام المصطنع
من صنع التاريخ؟ سؤال شائع والإجابة عنه بديهية. حيث يعد الإنسان صانعا للتاريخ باختلاف ثقافته ومعتقداته وعاداته عبر العصور. لذا تتوقف مصداقية التاريخ على مصداقية صانعه وأمانته. فهل هذا التاريخ الذي أصبحنا سجناء له صادق أم مزيف؟ وهل العقل حبيس لهذا التاريخ؟ يجب أن لا نأخذ ما هو موجود كما هو وكأنه منزل لا ينبغي تغييره أو تصحيحه. فالعاقل هو من يتعلم من أخطائه وتجاربه، وكذلك من أخطاء وتجارب الآخرين.
كما أن العاقل من يتمرد على الأوهام المصطنعة التي تحيطنا كي لا يصبح أسيرا لها لأنها من صنع أصحاب المصالح الخاصة حاكوها حولنا لتحقيق مآربهم الخاصة. ولكي تتخلص من هذه الأوهام وتغير من واقعك الذي لا يتماشى معك ومع أحلامك وطموحاتك. عليك بمواجهة خوفك مما هو مجهول، وإلا ستصبح أسيرا لذلك الخوف دائما التفكير به أرفض ما ترغب به وجرب ما تريده دون خوف وقلق زائدين. فقد خلق الإنسان وميزه الخالق عن سائر الكائنات بعقل واع يدرك كل ما حوله.
يغير ويبدع ويبتكر ويقبل أو يرفض له إرادة يتمتع بكتلة من الأحاسيس والمشاعر. وبالتالي لا تقبل أبدا أن تصبح كالرجل الآلي منزوع الإرادة بلا أحاسيس أو مشاعر يتم التحكم بك بكبسة زر. لأنه عندها إن ارتكبت أي خطأ فإن اللوم سيقع عليك وليس على الجاني الحقيقي الذي دفعك لذلك، وهذا تماما ما يحدث مع المجرمين في مختلف المجتمعات، وهذا يضعنا أمام تساؤل آخر بما يتعلق بالمجرم. ودافع إجرامه؟
الفصل الثالث- الجريمة والعقاب
هل خلق المجرم مجرم؟ لو وجهنا هذا سؤاله لأي شخص فإن إجابته بالتأكيد ستكون له، فالمجرم هو شخص انحرف عن المألوف نتيجة ظروف اجتماعية عاشها أو ظلم وقع عليه، أو أنها قد تكون نتيجة عوامل أخرى ساهمت في مجملها لجعله مجرما خارجا عن القانون. هذا القانون الوضعي الذي وضع لعقوبة الخارج عن القانون أو محاولة إصلاحه وتهذيبه أملا في جعله فردا صالحا في المجتمع. لكن. هل القوانين الموضوعة صائبة دائما أم أن بها نقاط ضعف؟ سألت هذا السؤال ذات مرة.
فأجبت، لا بد من أنها قوانين تحتمل الخطأ والصواب، فهي من وضع البشر وليست قوانين إلهية خالية من العيوب. لم يولد منحرفا أو مجرما؟ لذلك قبل أن نعاقب شخصا سرق كي يأكل، يجب محاسبة من يسرق قوت هذا الشخص وغيره. هل نحن بلا أخطاء؟ لا فجميعنا نخطئ وبدرجات متفاوتة ولكننا جميعا لا نرى سوى أخطاء الآخرين. لكن. برأيك ما سبب هذا الأمر؟ لماذا لا نقوم بالبحث والتنقيب عن الأسباب؟ لماذا لا نرى أخطاءنا ونصححها ونطور من معرفتنا؟ هل يا ترى يكمن الخلل في أسلوب تعلمنا للأشياء من حولنا.
الفصل الرابع- معضلة التعليم والتعلم
أزمة التعليم التقليدي العقيم الذي نشأنا نحن وأجيال عديدة عليه، أصبحت أزمة فعلية أمام الإبداع والابتكار. فقط تعلمنا ونشأنا على أسلوب التلقين فلا مجال للبحث والتفكير والاكتشاف والتحليل. لماذا؟ لربما كان إلزامنا بالتقيد بمنهج محدد لا نستطيع الخروج عنه هو السبب. فقد كنا نفعل ذلك خوفا من الرسوب بالامتحان. حيث أصبح همنا الوحيد هو الحصول على مؤهل علمي بأي وسيلة كانت حتى لو تحولنا إلى آلة لتخزين المعلومات دون إبداء أي رأي فيها. ودون الاكتراث فيما إن كنا سنستخدم هذه المعلومات أم لا، ودون الاهتمام بصحتها، فكلمة أنا مهندس أو أنا طبيب كفاية بالنسبة لنا.
من الواضح أن العلم والتعليم في انهيار وتدني مستمر. فأغلب الدول تضع مناهج مسيسة لتتماشى وفق خدمة مصلحة نظام أو معتقد ما. لقد تحول التعليم لتعبئة فكرية وغسيل دماغ لتصبح في النهاية. منقادا مطيعا دون اعتراض أو أدنى ردة فعل مغايرة. لماذا لا نطلق العنان للإبداع ونسانده ونشجعه؟ هل أينشتاين وأديسون وغيرهم من العلماء والمبدعين ولدوا علماء؟ بالطبع لا لكن الطريقة التي تعلموا بها أطلقت لعقولهم العنان في التفكير والإبداع. فاكتشفوا واخترعوا وألفوا.
لذلك إن أردنا الارتقاء علينا الابتعاد عن التعليم التلقيني الممنهج والتوجه بقوة إلى البحث العلمي والتأمل والاستكشاف. يجب أن نطلق آفاق الأطفال والطلاب في فضاءات البحث والعلم والاعتماد على أنفسهم في البحث والدراسة والتحليل ليصلوا إلى إبداعهم وتألقهم الخاص.
العقل زينة pdf
ذلك أن كل أحكامنا على الأشياء مبنية على قصص متناثرة. من أشعار وحكم وأمثال. مبنية على استنتاجات عقيمة وانفعالات عاطفية، وهروب من مواجهة هذه الحياة. عجزنا عن تصور الحياة تصورا صحيحا. وأسرعنا في الحكم عليها بأنها حضارة فاسقة. حتى صار كل إبداع إنساني داخل تصوراتنا. فسادا وفسقا وإثما. النقد عند الشعوب المتحضرة نوع من التصحيح وعندنا خيانة.
سائد دزدار
الإنسان هو صانع التاريخ. فبيده أن يكون معمرا له أو هادماً له ولأجيال من بعده. لذلك هنالك مسؤولية لا بد له من أن يؤديها بأمانة من خلال تحكيم عقله وإشغاله على نحو سيخدم ذاته أيضا. حيث سيمنحه ذلك السلام النفسي. لينظر إلى الحياة بعفوية وفضول تماما كالأطفال. عليه أن يتخلص من الأوهام المصطنعة والأمور التي يعدها من المسلمات. والتي تقبل التغيير للأفضل وذلك دون خوف أو قلق وبعيدا عن أن يكون كرجل آليا منزوع الإرادة. عليه أن يتعلم ويستكشف من يناسب تفكيره ومهاراته ليبدع ويبتكر بهذا العالم. لكي يبني مجتمعا سليما ملائما لأطفاله ولمن بعده للقضاء على أشكال الجريمة التي يصنعها أي مجتمع فاسد.
تحميل كتاب العقل زينة pdf برابط مباشر على موقعنا مكتبة اقرأ كتابك. اضغط هنا لتحميل الكتاب.
قراءة كتاب العقل زينة pdf مباشرة أونلاين بدون تحميل على موقعنا. اضغط هنا لقراءة الكتاب.
إرسال تعليق