استراتيجيات العقل الباطن الدكتور ابراهيم الفقي
كتاب استراتيجيات العقل الباطن المؤلف الدكتور إبراهيم الفقي. قوانين العقل الباطن. هناك أكثر من 670 قانون من قوانين العقل الباطن. والعقل البشري يسير في اتجاهين. أما اتجاه إيجابي أو اتجاه سلبي، وذلك عن طريق ما تقوله لمخك حيث إنه يساعدك على ذلك. فلو قلت لنفسك شيئا إيجابيا فالمخ يساعدك عليه، وكذلك لو قلت شيئا سلبيا.
قوة العقل الباطني
في ملخص هذا الكتاب سنتعرف معا على أهم قوانين العقل الباطن.
القانون الأول: نشاطات العقل الباطن
كل شيء أنت تفكر فيه يتسع التفكير وينتشر من نفس النوع. مثلا لو كنت منزعج سترى كل شيء يزعجك. عندما يفكر الإنسان في شيئا مثل النجاح سيلاحظ الناجحين ويقرأ كتب عن النجاح وهكذا. لا يوجد واقع. إنما هناك إدراك للواقع. فكل واحد يدرك الواقع بطريقة مختلفة عن الآخر. إدراكك هو السبب في الواقع الذي تعيشه. عندما تغير الإدراك يتغير الواقع.
لو كنت تفكر في شخصا بأنه سلبي حسب هذا القانون، سيبدأ عقلك في التفكير في كل الملفات السلبية عن هذا الشخص. لذلك لا تقل عن إنسان أنه فاشل، بل قل لديه نتائج فاشلة، وأنت بدورك عندما تريد نتائج معينة، وتقوم بعمل لا يوصلك لأهدافك عليك أن تعمل شيئا مختلفا لكي تصل إليها حتى لا تتعب وتصل إلى نفس النتائج.
فكر في التغيير الإيجابي لتجد كل الملفات الإيجابية تفتح لك من نوع أفكارك
يمتلك الإنسان عقلين عاطفي وتحليلي. العاطفي يحدث عندما تتعصب وتدافع عن بقائك. عندما يشتعل العقل العاطفي الذي لا يفكر، يقوم إما بالهجوم أو الهرب. هو موجود لكي يدافع عن حياتك؟ فمثلا عندما يهاجمك شخصا بمسدس، لا خيار لك، إما أن تهرب أو تتصرف بسرعة. لكن العقل العاطفي عندما يشتعل مع أحد تختلف معه في الرأي، فهذا أمر غير منطقي حيث نجد أن ضربات القلب تزيد، كذلك تنفس ويرتفع الضغط، فنجد الشخص متعصب جدا.
من الطبيعي جدا أن يختلف الناس معنا في الرأي لكننا غير مدربين على التعامل مع من يختلف معنا. ومن الصحيح أنه كلما اختلفنا مع الناس في الرأي يكون ذلك أفضل. حيث أننا نتعلم من أفكار من يختلف معنا، وهو أيضا يتعلم من أفكارنا. لا بد أن تكون حريصا جدا فيما تفكر فيه. لأن ما يقودك هي الأفكار. احذر من التفكير السلبي.
أوضحت إحدى الدراسات أن ال80% من أفكار الإنسان سلبية وهي تتسبب في 75% من الأمراض العضوية والنفسية والعصبية وتسبب له الإحباط والاكتئاب والقرحة. وأمراض السكر والكلى. وأيضا السرطان. الأفكار في منتهى الخطورة على الإنسان. فكما نقوم باختيار أفضل الطعام لأنفسنا، فمن المؤكد أننا لا نأكل من القمامة كذلك علينا أن نختار أفضل الأفكار لعقلنا.
القوة الذاتية تبدأ من تحمل المسؤولية في حياتك
لكي تعمل على برمجة العقل الباطن. قل أنا مسؤول عن نفسي، إذا أنا مسؤول عن عقلي ومسؤول عن نتائج أفعالي وكل ما أفعله يعطيني نتيجة وانا الذي قمت بذلك. يجب عدم استخدام اللوم كشماعة لتبرير الأخطاء. فألوم والدي والمجتمع والعالم لكي أشعر بأنني ضحية. لو فكرت أنت في الفشل، سيقوم المخ بإنجاحك في الفشل، كذلك لو فكرت في النجاح سيقوم المخ أيضا بإنجاحك. القدرات هي التي أعطانا الله إياها والإمكانيات هي التي نكتسبها من الحياة، كالدراسة واللغة. ونستطيع أن نغير الإمكانيات. بينما لا نستطيع أن نغير القدرات، فلا تخلط بين الاثنين.
عندما تقول أنا. توجد أربعة أشياء تؤثر فينا
المكان، والزمان، والمادة، والطاقة. فإذا قلت أنا أصبحت في كل مكان وزمان، وأصبحت بكل أفكارك وبكل طاقتك. لذلك عندما يقول شخص أنا فاشل. انتهى الأمر وأصبح فعلا كما قال، فلا تبرمج العقل الباطن أبدا إلا على الإيجابيات. لو فكرت في الفشل، فسترى منه الكثير. كذلك لو فكرت في النجاح، ولو سيطر عليك التفكير السلبي سترى منه سلبيات كثيرة.
القانون الثاني: التفكير المتساوي
حسب هذا القانون فإنه عندما تفكر في شيء معين تجد ما يشبهه ويأخذك إلى خارجه ليأتي لك بمشابه. مثلا، عندما تشعر بالانزعاج من ابن عمك بحسب هذا القانون، ينتقل ذلك إلى عمك وخالك ثم أصدقائك، ثم الناس كلهم.
القانون الثالث: قانون المراسلات
إن العالم الداخلي هو المسبب للعالم الخارجي. لو قال شخص إن هذا يعصبني، فهو تعلم العصبية لو كان بداخلك العصبية أو عدمها أو التسامح أو عدمه أو الحقد أو عدمه. في ملفات بداخلك فلا يتغير ما حولك إلا بتغيير ما بداخلك. العالم الداخلي سبب في العالم الخارجي وأفكارك هي السبب في معاملة الناس معك.
لا تقع في أحد القتلة الثلاث:
اللوم والنقد والمقارنة.
فبمجرد أن تلوم، تصبح أنت الضحية، ومجرد أن تنتقد فإنك تبدأ الدفاع عن نفسك.
ومجرد أن تقارن ستخسر دائما. لأنك عندما تقارن بينك وبين شخص، ستقارن فيه شيئا أنت ضعيف فيه بينما هو رائع فيه لذلك فالمقارنة بين الأولاد طريقة ليست بجيدة. فعندما تقول لأحدهم إن أخاك أفضل منك، فهي مقارنة تضر العلاقة بين الأخوة. لا يستطيع أي شخص أن يجعلك تشعر بشعور معين، ما لم تسمح أنت بذلك. فأنت من تقرر أن تحزن مثلا وتشعر بهذا الشعور.
ولو أنك تدربت بشكل جيد وعرفت أن آراء الناس فيك تأتي من مفهومهم، هم بأسلوب حياتهم وإدراكهم. فلماذا تحزن؟ إذا شعرت بالخوف يشتعل العقل العاطفي ويبدأ بالعمل؟ حيث يقوم الجسم بضخ الأدرينالين في الدم فيصبح الجسم غير متزن. وهذا الذي يشعر به بعض الطلبة في الامتحانات. بينما لو كان العقل التحليلي هو الذي يشتعل سيخرج المعلومات لأن العاطفي لا يخرجها. مهمته فقط هي مساعدة الإنسان عند التعرض للمخاطر.
القانون الرابع: قانون الانعكاس
وهو أن العالم الخارجي هو الذي يثبت العالم الداخلي. فكما تقول حكمة للهنود الشرقيين، إن العالم الخارجي لا يؤثر في الإنسان ولكن يظهر ما بداخله. الحب والكره وحب العمل والكفاح والكسل. ستظهر على الإنسان من خلال المواقف، فلكي يتغير الإنسان لا بد أن يغير ما بداخله. من الضروري لأبنائنا أن يتعلموا كيف يتحملون المسؤولية ولا يلقي الابن المسؤولية على كاهل الوالدين أو المدرسين، فتراه مثلا لا يذاكر متعللا بأن المواد صعبة.
لكنه إذا تحمل المسؤولية في حياته، سيقول لنفسه. إذا نجحت أو رسبت، فهذا لي ووالدي فخورين بي وهم يساعداني. الناس تقوم ب90% من سلوكياتها دون أن تفكر بها. وحتى نصل إلى الامتياز علينا أن نقوم بالتقييم اليومي ونتساءل. ما هو الشيء الذي فعلته خطأ حتى أقوم بتحسينه؟ وما هو الشيء الذي فعلته صوابا حتى استمر فيه؟ فكل شيء. تفكر فيه ويدخل في إدراكك تصبح جزء منه. فعندما تقول أنا عصبي في كل مرة إذا تعصبت فيها ستصبح عصبيا أكثر، وهكذا المخ يبني على ذلك.
القانون الخامس: قانون التركيز
إن أي شيء تركز عليه يؤثر على أحاسيسك وحكمك وعلى سلوكك ونتائجك. عندما تركز على شيء ستحكم عليه. وعندما تحكم عليه، ستشعر به. وعندما تشعر به فهذه أحاسيس يتبعها السلوك والسلوك يسبب النتائج. المخ لا يستطيع أن يركز إلا على معلومة واحدة فقط في وقت واحد، ويلغي كل شيء آخر ويعمم ما تركز عليه حتى يستطيع التفكير جيدا. بحسب هذا القانون، فإنه يمكن للناس أن تختلف مع بعضها مثل الزوجين.
حيث ربما يؤدي الخلاف بينهما إلى الطلاق. عندما يتم تعميم السعادة بينهما فكل شيء إيجابي ويتم إلغاء كل شيء سلبي. وعندما يتم تعميم التعاسة بينهما عند الخلافات يكون كل شيء سلبي ويتم إلغاء كل شيء جميل بينهما. لهذا يعتبر هذا القانون من أخطر قوانين العقل الباطني على الإنسان، لأنه عندما نأخذ القانون ونستخدمه لمصلحتنا من خلال إلغاء السلبيات والتعلم منها وتحويلها إلى مهارات نستطيع أن نبني مستقبلنا.
القانون السادس: قانون التوقع
إن أي شيء تتوقعه ينجذب إليك من نفس النوع. عندما تفكر في أهدافك ينجذب إليك كل ما تفكر به. لهذا عليك أن تتوقع كل شيء إيجابيا من الله. وتوقع الإيجابيات من نفسك ومن الناس من حولك. التوقع الإيجابي هو 50% من التغيير. ما تقوم به ينجذب إليك من نفس النوع فإذا أرسلت حبا سيعود لك الحب. وإذا أرسلت حقدا لن يعود إليك إلا الحقد. فإذا أردت أن يحبك الناس ويحترموك أحبهم وأحترمهم.
القانون السابع: قانون الاعتقاد
إن أي شيء تعتقده سواء كان صحيحا أو خاطئا يتحول إلى برمجة ذاتية. الخوف المرضي من بعض المواقف ركوب الطائرات أو الظلام يحدث لأن الإنسان يعتقد به ولا بد من العلاج بتغيير هذا الاعتقاد. العقل يولد الاعتقاد لذلك إذا تم كسر اعتقاد معين لدى الناس وكانوا يعتقدون باستحالة كسره، سنجد فيما بعد أناس كثيرون يكسرونه أيضا.
القانون الثامن: قانون التكرار
كل شيء يمكن تكراره أكثر من مرة وتضع فيه أحاسيسك يصبح عادة بالنسبة لك. كالقيام بالصلاة. أو مثلا الاستيقاظ مبكراً، أو ممارسة الرياضة. وغيرها الكثير من الممارسات اليومية.
القانون التاسع: قانون العادات
عندما تفكر في فكرة تتسع وتنتشر من نفس النوع وتأتي لك بأخواتها وهذا هو العالم الداخلي. أما العالم الخارجي تتعرف عليه من انعكاس منك، يجعلك تركز عليه وتلغي كل شيئا وتعمم وتتخيل نفسك في المستقبل. هذا هو قانون التركيز الذي تكلمنا عنه سابقا. هنا تجد نفسك تتوقع ما أنت ركزت عليه وما اعتقدت فيه، عندما تكرره يتراكم ويصبح عادة وتتكون عادات الإنسان بهذه الطريقة.
يجيب عليك أن تغذي ذهنك بأفكار إيجابية وتغذي ذهنك بالله سبحانه وتعالى. لتجد هذا الغذاء الروحاني ينعكس عليك راحة وقوة ذاتية. لذلك لا تفكر بأنك غاضب من هذا أو ذاك، بل سامح دائما لكي تجعل الطاقة لنفسك. وفي هذه الحالة تقوم بوضعها في الفعل لكي تنتج ولكي تكبر.
وبهذا نكون قد استعرضنا أهم قوانين العقل الباطن التي ذكرها الكاتب إبراهيم الفقي في كتابه استراتيجيات العقل الباطن.
كتاب استراتيجيات العقل الباطن ل إبراهيم الفقي. اضغط هنا.