كتاب خوارق اللاشعور مكتبة جرير

+ حجم الخط -

 خوارق اللاشعور


الكتاب خوارق اللاشعور. المؤلف الدكتور علي الوردي، دار النشر دار الوراق، الطبعة الرابعة. 2015. عدد الصفحات 238 صفحة. الحجم متوسط، السعر سبعة وثلاثون ريالا سعوديا . الكتاب قد يكون في مجمله قريب من كتاب الاستثنائيون في طرحه وافكاره بشكل عام . 



ملخص كتاب خوارق اللاشعور

أقدم للقارئ العربي بحثا قد استنفد مني جهدا ووقتا لا يستهان بهما، فأنا منذ سنتين تقريبا مشغول بمتابعة هذا البحث وقد أقلعت به ولعا كنت أخشى على نفسي منه وقد وصلت فيه إلى نتيجة ربما بدت للقارئ غريبة أو بعيدة عما ألف من حقائق ومعلومات.  


ولعلني لا أبالي إذا قلت إني كنت حينئذ خالي الذهن من كل فكرة سابقة، وكل ما في الأمر أن كتابا وقع في يدي صدفة أثناء رجوعي من أميركا، وكان هذا هو الحافز الأول الذي دفعني إلى مواصلة هذا البحث، وإني لا أبغي أن أقنع القارئ بصحة النتيجة التي وصلت إليها، يكفيني أنني قد اقتنعت بها شخصيا بعدما كنت أشك بها، ولا أكتم القارئ أني كنت عند اطلاع على مبادئ هذا الموضوع أراه مستنكرا أو مستحيلا،


 لقد كنت في أول الأمر مغرورا بالمعلومات الساذجة التي تعودت على قراءتها في الكتب المدرسية، إذ كنت أسخر من كل معلومة أخرى لا تطابق في مقاييسها المنطقية تلك المعلومات البدائية، وسرعان ما كنت أحكم على كل أمر يخالف مفاهيم السابقة بأنه مستحيل، ثم أمط شفتي غرورا كبارا، ويخيل إلي أن القراء سوف يجابهون بحثي هذا بمثل تلك السخرية التي كنت أجابه بها أمثاله فيما مضى.


كتاب خوارق اللاشعور مكتبة جرير

تحميل كتاب خوارق اللاشعور goodreads

إن المقاييس التي نتميز بها بين المستحيل والممكن من الأمور هي في الواقع مقاييس نسبية، إذ هي منبعثة من التقاليد والمصطلحات والمواضيع الاجتماعية التي تعود عليها الفرد أو أوحي بها إليه في بيته أو مدرسته أو ناديه.


إن من البلاهة إذن أن نحاول إقناع غيرنا على رأي من الآراء بنفس البراهين التي نقنع بها أنفسنا. يجدر بنا أن نغير وجهة إطاره الفكري أولا، وإذ ذاك نجده قد مال إلى الإصغاء إلى براهين بشكل يدعو إلى العجب الشديد. لقد وصلت بهذا البحث إلى نتيجة هي في الواقع معاكسة لجميع ما دأب المعلمون والكتاب والخطباء أن يلقن إياها. فهم قد وعدونا وعلموا على أن من جد وجد وأن كل من سار على الدرب وصل وأن مستقبل الفرد بيده، إذ هو يستطيع أن يصنع نفسه حسب ما يشاء بعزمه وإرادته وسعيه واجتهاده.


كثيرا ما نحرص على شيء ودأب في سبيله ونضوب من أجله عزما وإرادة وسعيا ثم نراه يبتعد عنا كلما أردنا ويصعب علينا بمقدار ما حرصنا عليه حتى إذا أهملنا به أو تغافلت عنه وجدناه قد استلامنا بين أيدينا وتراه يضخ بشكل قد يثير فينا الدهشة والمرارة. إن تقصد والتعمد والتكلف أو التعجل أمور مناقضة لحوافز الشعور ومفيدة لها. لذا فإن الحريص المتكلمة على شيء يخطئ كثيرا ويصيب قليلا.


 فإذا تعجل المرء أمرا وأراد وأجهز نفسه في سبيله قمع بذلك وحي اللاشعور. وسهر في طريق الفشل. ونحن لا نحاول بهذا أن التصغير في أهمية الإرادة والجهد والسعي أو ننكر أثرها في نجاح الفرد. واسرار الشخصية الناجحة . ولكننا نريد أن نعين لهذه الأمور حدها الذي تقف عنده ونوضح مجالها الذي ينبغي ألا تتعداه. فهناك أوقات يحتاج فيها الفرد إلى السعي والجهد. ثم يسلك في كل حال. حسبما يقتضيه المقام. 


كتاب خوارق اللاشعور جرير pdf

كتاب خوارق اللاشعور الإطار الفكري. 

 إن الإطار الفكري الذي ينظر الإنسان من خلاله إلى الكون مؤلف جزؤه الأكبر من المصطلحات والمؤلفات والمخترعات التي يوحي بها المجتمع إليه ويغرس بها في أعماق العقل الباطن. والإنسان إذا متأثر بها من حيث لا يشعر فهو حين ينظر إلى ما حوله لا يدرك أن نظرته مقيدة ومحدودة وكل يقينه أنه حر في تفكيره، وهنا يكمن الخطر فهو لا يكاد يرى أحدا يخالفه في رأيه حتى يثور غاضبا ويتحفز للاعتداء عليه وهو عندما يتعدى على المخالف له بالرأي لا يعد ذلك شيئا ولا ظلما، إذ هو يعتقد بأنه يجاهد في سبيل الحقيقة ويكافح ضد الباطل.


وأغلب الحروب والاجتهادات التي شنها البشر بعضهم على بعض في سبيل مذهب من المذاهب الدينية أو السياسية ناتجة عن وجود هذا الإطار، و أثر الحوافز اللاشعورية . على عقل الإنسان. ومن الغريب أن نرى رجلا يضطهد غيره من أجل دينه أو رأيه ثم ينقلب فجأة فيصبح بجانب الذي كان يتهدده حيث يأخذ إذاك باضطهاد من كان على رأيه السابق.


خوارق اللاشعور book


 لقد تغير رأيه ثم بقي شيء واحد لم يتغير هو إطاره الفكري. إن الإنسان لا يستطيع أن يتخلص من إطاره الفكري إلا نادرا فهو فرض لازم عليه. فالأطفال شيء كامن في اللاشعور.  لا يستطيع الإنسان أن يتخلص من أي شيء لا يشعر به. إن كل امرئ في الواقع يلون الدنيا بلون ما في نفسه. ويقيس الأمور حسب المقاييس التي نشأ عليها، فقد يقرأ صديقك كتابا مثل كتاب خوارق اللاشعور book لدكتور علي الوردي، ويعجب به ويتحمس في مدحه ثم تأخذه منه أنت لتقرأه.


 فلا تجد فيه ما يستدعي تلك الحماسة وذلك المديح. ولعلك قد تجد فيه على العكس من ذلك منتهى التفاهة والسخط. وقد يكون هذا الكتاب سببا من أسباب الخصام بينك وبين صديقك. إن هذا السبب في الاختلاف بينكما ناشئ أغلبه من الاختلاف بين وجهتي نظركم، حيث قرأ كل منكما الكتاب على حدة، ربما صديقك  اعتاد على تذوق جزالة في اللفظ والرنين في الأسلوب الكتب، 


فيما لا يروق لك هذه الناحية من الكتاب، إنما تقرأ فيه المعاني والأفكار الجديدة. ليس من العجيب أن يختلف الناس في أذواقهم وميولهم، ولكن العجب بالأحرى أن يخاصم من أجل هذا الاختلاف. إن الإطار الفكري لا شعوري كما أسلفنا والإنسان غير قادر على التحكم في شيء لا يشعر به، ونحن نحاول أن نخرج الإطار الفكري من اللاشعور إلى دائرة الوعي والشعور، ولعلنا نتمكن بهذا من مساعدة الفرد في التعرف إلى ما يقيد عقله ويحدد مجال نظره ويعرقل طريق نجاحه.


كتاب الشعور واللاشعور pdf

يتحدث الكاتب علي الوردي في كتاب الشعور واللاشعور pdf .عن ثلاثة أنواع من القيود موضوعة على عقل الإنسان عند تفكيره أو عند نظره في الأمور، وهذه الأنواع الثلاثة هي القيود النفسية القيود الاجتماعية والقيود الحضارية. فالإنسان قبل كل شيء يملك نفسا معقدة فيها كثير من الرغبات المكبوتة والعواطف المشبوهة والاتجاهات الدفينة في فكره. إذا مقيد بهذه القيود النفسية التي لا يجد عنها محيطا إلا نادرا. و قد ادعى الإنسان أنه يفكر تفكيرا حرا لا تعصب  فيه ولا تحيز. 


وهو صادق أحيانا فيما يقول لأنه لا يعلم ماذا كمن في العقل الباطن من عقد وعواطف ونزوات خفية. وقد تسأل أحدهم مثلا لماذا تحب هتلر من دون بقية الزعماء يجيبك بأنه يحبه بعظمته ونزاهته وإخلاصه وغوامض العبقرية فيه . وما أشبه فهو يخلق الحجج والبراهين لكي يثبت لك أنه يطلب الحقيقة في حبه لهتلر.  والواقع أنه أحب هتلر لأن قصة هذا الرجل قد أشبعت بعض رغباته المكبوتة من حيث حب القوة أو الاعتداء أو بعد الصيت. 


وصاحبنا يشعر بنقص في نفسه وقد وجد في هتلر لا شعوريا ما يسد هذا النقص. وفكر الإنسان مقيد أيضا بقيود اجتماعية علاوة على قيوده النفسية، فهو ينتمي إلى جماعة أو طبقة أو بلد أو طائفة إلى غير ذلك. ولهذا فهو يتعصب لجماعته في الحق والباطل والعقل البشري، إضافة إلى قيوده النفسية والاجتماعية له قيوده الحضارية، وهي القيود التي تشترك بها كل الجماعات في داخل حضارة معينة.


قراءة كتاب خوارق اللاشعور


 يضرب لنا المؤلف علي الوري في قراءة كتاب خوارق اللاشعور. عن البدو مثلا لهم قيم ومثل وأهداف في الحياة عامة يؤمنون بها جميعا رغم اختلافهم في تعصبهم القبلي أو الطبقي أو الاجتماعي. وهذه القيم الحضارية تتغلغل في اللاشعور pdf عميقا، إذ ينشأ الفرد ويعتاد عليها حيث تصبح جزءا لا يتجزأ من منطقه أو أسلوب تفكيره.


هنا مشكلة الحق والباطل، وما كان الناس يحسبون أنه نزاع بين حق وباطل هو في الواقع نزاع بين حق وحق آخر، فكل متنازع في الغالب يعتقد أنه المحق وخصمه المبطل.


ولو سألت أي فرد قد بلغ منزلة رفيعة من منازل الجاه والأسر أو الشهرة. هل كنت في بدء حياتك قد وضعت نصب عينيك هذه المنزلة التي أنت فيها فسعت نحوها حتى وصلت إليها فإنه سوف يجيبك بالنفي على أرجح الظن. إن من النادر أن نجد شخصا قد وضع في بدء حياته خطة دقيقة للعمل، فسار عليها خطوة بعد خطوة، ثم نال النجاح أخيرا على أساسها. 


إن معظم الناس يتجهون في أول أمرهم نحو غاية ثم ينحرفون عنها أخيرا. إن واقع الحياة أقوى من أية خطة يضعها عقل محدود، فالإنسان ينجرف في كثير من الأحيان بتيار الحياة ويسير كما تمليه عليه ضرورات الساعة، فإذا نجح على سبيل الصدفة رأيته يصور خده على الناس وينفعل عليهم لوما وتشريعا حاسبا سوء حظهم من صنع أيديهم.


والغريب أن الحظ لا يؤمن به إلا الفاشلون، فهم يحاولون أن يجدوا تعليل أو تفسيرا لفشلهم، ولا يحبون أن ينسبوا قسطا من فشلهم إلى ضعف صدر منهم فيلجأون اضطرارا إلى عقدة الحظ. أما الناجح فهو قد امتلكه الغرور، فنسب كل فضل في نجاحه إلى نفسه. الفاشل يؤمن بوجود الحظ بينما الناجح ينكر وجوده.


اقرأ أيضا للدكتور علي الوردي كتاب وعاظ السلاطين pdf

إن الإرادة وحدها لا تكفي أبدا لنوال شيء، وربما كانت الإرادة عقبة في سبيل ذلك، فالإنسان ليس بالآلة الطبيعة التي يمكن توجيهها إلى أية ناحية النشأة.


تلعب القوى النفسية الخارقة دورا كبيرا في تكوين هذه المؤهلات، فمن أراد شيئا وهو غير مستعد له نفسيا أساء إلى نفسه وإلى أمته. إن الأبحاث النفسية الحديثة أخذت تكشف لنا مؤخرا عن حقيقة نفسية كبرى كان قد غفل عنها المفكرون في الماضي. وهذه الحقيقة تشير إلى أن الإرادة قد تعرقل سبيل النجاح أحيانا، 


وأن الذي يستعمل إرادته قد يسيء إلى نفسه من حيث لا يدري. إن هذه الحقيقة تسمى بقانون كويست أو قانون الجهد المعكوس. ويمكن تلخيص هذا القانون بالعبارة الموجزة التالية إذا سيطرت فكرة على شخص بحيث أصبحت متغلغلة في أغوار عقله الباطن، فإن كل الجهود الواعية التي يبذلها ذلك الشخص في مخالفة تلك الفكرة تؤدي إلى عكس النتيجة التي كان يبتغي بها منها.


يفسر كوي هذه الظاهرة النفسية العجيبة بتناسق مع الإرادة والمخيلة أو بعبارة أخرى بتنازل الشعور واللا شعور. ومعنى هذا أن الإرادة إذا كانت معاكسة تصبح المخيلة  ضارة. وجدير بالفرد في مثل هذه الحالة أن يكون لا مباليا غير مكترث فذلك خير له من أن يكون حريصا. فهو كلما أراد أن يكون حاذقا في مقابلته واستعد لها من قبل كان مخففا وظهر بمظهر الحذق والرقعة. 


ومن الجدير أن نقول بأن نجاح على قدر الهدوء والاسترسال وعدم التكلف، وذلك لكي نستثمر الومضات المبدعة التي تنبعث من اللاشعور في حياتنا. وكثيرا ما تمر الفرص الثمينة علينا مر السحاب وهي تكون هينة جدا عند مرورها ثم تصعب كلما ابتعدت عنا، والواجب علينا إذن أن نغتنم بها حال مرورها من غير أن نلجأ إلى تفكير أو تردد أو استعداد. إن الذين يعتقدون بأن النجاح على قدر المشقة قد لا يغتنم الفرص، 


ولعلهم لا يتصورون أنها فرص ثمينة حين تمر بهم وذلك لسهولة بنائها فهم لا يقدرون قيمتها إلا بعد فوات. خوارق اللاشعور لم تلق فكرة من الرواج والانتشار في هذا القرن، مثلما لقيته فكرة اللاشعور أو العقل الباطن، وقد أصبح حتى الذين ينكرون وجود بعض القوى الكامنة في أغوار النفس حيث تسير الإنسان وتؤثر في سلوكه من حيث لا يشعر. 


كتاب خوارق الابداع


لقد توصلت جمعية المباحث النفسية في بريطانيا وغيرها إلى أن لدى الإنسان ملكات نفسية خارقة أهمها ثلاث وهي تناقل الأفكار ورؤية الأشياء من وراء حاجز والتنبؤ. والغريب أن كثيرا من الناس يستطيعون أن يحدثون عن واقعة وقعت لهم تشير إلى وجود موهبة في الإنسان تكتشف فكر الغير أو تتنبأ عن بعض حوادث المستقبل . أو تستشف الأشياء المخفية، ولكننا نعزو ذلك إلى الصدفة كما جرت العادة.


والواقع أننا تصرفنا في الاعتماد على الصدفة، والصدفة ليست عمياء كما كان يظن سابقا.


وقد بحث علماء الإحصاء في قوانين الصدفة ولم يبق منها جزء مجهول نستطيع أن نعزو إليه الأشياء التي نعجز عن تعديلها تحليلا معقولا. يعتقد تشيلر بأن ما ندعوه بالعقل الباطن أو خوارق اللاشعور له قدرة على تخطي المسافات المكانية، وذلك لأنه شيء غير مكاني. يقول فينر إن الناحية الشعورية من أذهاننا تمتاز بفرديتها . لكل فرد عالمه الذهني الشعور به، وهذا العالم مغلق عليه لا يستطيع أي فرد آخر أن يطلع على ما به إلا إذا سمح الشخص بذلك عن طريق اللغة أو سواها من الوسائل الاجتماعية الموجود عليها. 


أما ما تحت الشعور في يمتاز بأنه غير فردي، ويمكن القول بأنه الذهن الذي يشارك فيه العالم بأسره، أي إنه ذهن فوق الفردي، وبذلك تكون لديه معرفة بأشياء لا يمكن للعقل الفردي تحصيلها. ويرى شتاينر بأن العقل الفردي . أو ما نسميه عادة بالعقل الظاهري أو الواعي يمنعنا أثناء يقظته وانتباه من الانتفاع بالعقل الباطن الذي يخترق حدود المكان، ولهذا نجد أصحاب المواهب الخارقة لا ينتفعون من مواهبهم إلا حين تركض عقولهم الواعية أو تدخل في ذهول أو غيبوبة. 


فالعقل الباطن يستطيع أن يقرأ أفكار الغير ويستكشف الأشياء المغيبة حينما تسنح له الفرصة، وذلك عند خمود العقل الواعي قليلا أو كثيرا. ولقد اكتشفت الأبحاث الحديثة أنواعا معينة من الأمواج الكهربائية تنطلق من دماغ كل إنسان، وهي تختلف في النوم عنها في اليقظة وفي التفكير عنها في الذهول وفي المرض عنها في الصحة.



وقد اخترع جهاز كهربائي خاص لتسجيل هذه الأمواج الدماغية. ويذهب الدكتور دايفيس إلى القول بأن كل فرد يطلق من رأسه أمواجا دماغية خاصة به دون غيره، أي أن الأمواج الدماغية مثل بصمة الأصابع لا يتشابه فيها اثنان من البشر. وبناء على هذا من السهل جدا أن نحلل ظواهر تناقل الأفكار وغيرها من الأمور الخارقة بأنها من فعل أمواج غير منظورة. ويسهل ذلك أن نتصور الفضاء المحيط بنا مملوءا بمختلف أنواع الأمواج، 


إذ هي تؤثر فينا تأثيرات مختلفة من حيث لا نعلم، وكثيرا ما يجد أحدنا نفسه منشرح أو مكتئبا من غير سبب ظاهر، ويحدث أحيانا أننا نميل إلى موافقة شخص على أمر، فإذا جاءنا شخص آخر رفضناه، وحين يسألنا أحد عن سبب التناقض فينا تمتلكها الحيرة ولا نعرف له جوابا، فمن يدري بنا لعلنا ضحايا تلك الأمواج التي تغمرنا في كل وقت في تحفزنا إلى أعمال متناقضة، ونحن ننساق معها ثم ندعي بأننا عقلاء.


 النفس والمادة. إن مما لا ريب فيه أن الفكر يؤثر في البدن والبدن يؤثر في الفكر فلا يكاد الإنسان يخجل من شيء حتى تحمر وجنتيه ولا يتأسس لحادث حتى يمرض أو يظهر الضعف وشحوب عليه. والفكر قد يتأثر بالمادة على المنوال نفسه الذي يؤثر فيها. فالإنسان حين يتناول شرابا مفكرا أو منعشا أو مخدرا تجد أفكاره قد تغيرت تبعا لنوع المادة التي التي تناولها. 


وعلى هذا قس كثيرا من الوقائع التي نلاحظها في أنفسنا وفي غيرنا في حياتنا اليومية. ولقد سافرت ذات مرة إلى تكريت أنا وجماعة من طلاب كلية الآداب والعلوم، فشاهدنا هناك من الخوارق ما أثار دهشتنا.


ولقد حاولت أن نتحقق بنفسي من صحة هذه الخوارق التي نسمع عنها دائما فوجدتها خالية من الخداع والشعوذة. ولا يهمني أن يقتنع القارئ بصحة ما أقول فإني قد اقتنعت بصحة ما رأيت وهذا يكفيني. إن هذه الخوارق كلها تدخل في موضوع تأثير الفكر في البدن، وهي في الواقع ناتجة عن سيطرة عقيدة معينة على بدن الإنسان.


خوارق اللاشعور أو أسرار الشخصية الناجحة

 حين يمشي على النار الفقير في  الهند، إنما هو معتقد اعتقادا تاما بأن النار لن تؤذيه. إن هذه العقيدة قد استحوذت على ذهنه استحواذا تاما بحيث أصبح في شبه غيبوبة عما حوله، فمجرد شك بسيط يخاطر نفسه يؤدي حتما إلى هلاكه. إن العقيدة في الواقع ليست بيد الإنسان، وهو لا يستطيع أن يحصل عليها أو يتركها كما يريد. إنها قناعة لا شعورية تأتي نتيجة الإيمان القوي وتمرين الطويل والانغماس الذي لا يخاف غيره شك أبدا. 


إن صاحب هذه العقيدة السطحية لا يكاد يضع قدمه على النار اقتداء بالفقراء الهنود مثلا حتى يأخذ عقله الباطن بالتخوف والاستغاثة، فهو يقول لنفسه أقدم ولا تخف، ولكن عقله الباطن يهمس في أغوار النفس همسات الخطر وتنوي الأجل إن الاعتقاد الجازم ينفع الإنسان في نواح كثيرة ولا نكرانه أنه يضره في نواح أخرى. 


خوارق اللاشعور اقتباسات

الاعتقاد يبعث الثقة في نفس الإنسان ويوحي إليه بالنجاح والطمأنينة وحتى الشفاء، ولكنه في الوقت نفسه يمنعه من ممارسة الحياة ممارسة واقعية حكيمة، ويجعله يميل إلى اعتناق السخافات والخرافات والأباطيل منه إلى مواجهة الحقائق المرة.


لطلب النسخة الورقية من كتاب خوارق اللاشعور من هنا .

تحميل كتاب خوارق اللاشعور pdf وجميع الكتب pdf برابط مباشر من موقعنا مكتبة اقرأ كتابك .

اضغط هنا لتحميل .


قراءة كتاب خوارق اللاشعورpdf وجميع الكتب مباشرة أونلاين من موقعنا اضغط هنا 

كتابة تعليق