تحميل كتاب استثنائيون مالكوم pdf كامل مترجم
كتاب استثنائيون
ملخص كتاب الاستثنائيين وكيف ينجحون. كتبه مالكوم جلادويل .ويتمحور الكتاب عن قصص النجاح وعوامل النجاح الخفية وأهم الأسباب التي تجعلك شخص إستثنائي . وهو من أكثر كتب التنمية البشرية أهمية . درج خبراء وممارسي الإدارة والتربية وعلم النفس على ربط النجاح والتفوق والتميز بالمواهب الطبيعية والملكات الفطرية لكل إنسان.
وأخيرا تبين أن النجاح لا يمكن أن يعزى للموهبة أو للذكاء فقط، بل إلى عدة معطيات مثل البيئة المحيطة والتنشئة الاجتماعية ودور الموجهين وعدد ساعات التدريب وغيرها من المكونات،
التي تجعل النجاح مزيجا مركبا من عدة عناصر النجاح مزيج اتحدت مكوناته لتصنع توليفة جديدة يمكن أن نطلق عليها وصف إنسان الناجح، وهو ليس موهبة فريدة ولا ذكاء خارقا ولا تدريبا متواصلا فقط، حيث ثبت إن مولد الإنسان في مكان معين وفي وقت محدد وتعليمه في مدرسة دون أخرى ومصادفته لظروف دون غيرها يمكن أن تساهم أيضا في نجاحه أو فشله.
كتب مالكوم جلادويل مترجمة pdf
وفي هذا يقول نسيم الصمادي رئيس التحرير في مقدمة الكتاب السبب قبل الذهب، من المهم أن يعرف الإنسان أنه مهما بلغ من موهبة، فلا يجب أن يتراخى معولا على موهبته ومهما بلغ به الغباء، فلا يجب أن ييأس فلا يحاول من هم الاستثنائيين؟ الاستثنائيين هم الذين يتعاطون مع الأمور بطريقة خارجة عن المألوف، سواء أكانوا عباقرة أو أباطرة مال وأعمال أو من نجوم الفن أو موظفين.
استثنائيين أو مبرمجين أو أي محترفين ومهنيين. والسؤال الذي يجب أن يطرح هو هل هي المهارات والمواهب أم شيء آخر هو الذي يجعلهم كذلك. الأرجح أن هناك جهلا بالآليات والمعادلات التي تحقق النجاح، فما هو السؤال الصحيح الذي يجب أن نطرحه قبل غيره بشأن الناجحين. هل يجب أن نتعرف على طبيعتهم وأنماط شخصياتهم أو نسب ذكائهم أو مواهبهم الخاصة والفطرية؟ وهل علينا أن نفترض أن سماتهم الشخصية هي سبب وصولهم إلى القمة في السير الذاتية للأثرياء ورجال الأعمال والنجوم والأعلام والمشاهير نجد نفس السيناريو يتكرر.
ترعرع نجمنا في ظروف متواضعة جدا وشق طريقه مستندا إلى عزمه وموهبته حتى اعتلى القمة. لا تجدي هذه التجارب الشخصية، فالناس لا يصلون إلى القمة من العدم. نحن ندين إلى التنشئة والرعاية والتوجيه بالكثير. وقد يتراءى للمرء أن الأشخاص الذين يقفون في حضرة الملوك وينعمون بأعلى مراتب الرفاهية والفخامة الأرستقراطية بلغوا مبلغهم هذا من الإنجاز من تلقاء أنفسهم مع إنهم في الواقع يستفيدون من مميزات وفرص رائعة وموروثات ثقافية خفية.
تسمح لهم بالتعلم والكد في العمل وفهم العالم بطرق لا تتأتى لغيرهم. فعلى سبيل المثال يعتبر مكان وتاريخ الميلاد عاملين فارقا في هذه المنظومة، وتصوغ الثقافة التي ننتمي إليها والموروثات التي تؤول إلينا من أسلافنا أنماط إنجازاتنا بطرق نعجز عن تخيلها. ولذا فإن معرفتنا المجردة بطبيعة وشخصيات الناجحين لا تكفي، ولا يمكننا أن نميط اللثام عن المنطق الذي يفسر من الذي يحقق النجاح ومن الذي يمنى بالفشل دون معرفة ظروف النشأة والتربية بما في ذلك المكان والزمان والإنسان.
أطول شجرة في الغابة. يهتم علماء الأحياء بدراسة البيئة التي ينشأ الكائن الحي فيها، فأطول شجرة بلوط في الغابة لم تعلو على كل ما يحيط بها من أشجار لأنها نبتت من أقوى حبة بلوط أو من أطول فسيلة، بل لأنه تصادف انغرست في أعمق وأخصب تربة في المكان كما لم يوجد حولها ما يحجب عنها ضوء الشمس ولم تنقر الطيور ساقها، ولم يأكل أرنب بري لحائها وهو غض طري ولم يقطع حطاب بعد فروعها وبنفس الطريقة.
نحن نعلم أن الناجحين ينبتون من بذرة صلبة وفي تربة خصبة، ولكن هل فكرنا في الكم الهائل من ضوء الشمس الذي ضربهم وهم يتعرعرون؟ وهل فحصنا التربة التي ضربوا جذورهم فيها؟ وهل أحصينا عدد الأرانب والحطابين الذين مروا بجوارهم دون أن يعيق نموهم وتقدمهم؟ فسر لا يكمن في البذرة ولا في طول الفسيلة فقط، بل في التربة والشمس والمطر والأوكسجين الذي غذاها فأنماها .
تحميل كتاب المتميزون مالكوم جلادويل pdf
قاعدة العشرة آلاف ساعة في كتاب استثنائيون.
دار جدل قوي على مدى جيل كامل بين علماء النفس حول سؤال يعتبره أغلبنا محسوما، وهو هل هناك ما يعرف باسم الموهبة الفطرية؟ والإجابة الصحيحة هي نعم. فليس كل لاعب كرة قدم يولد في أول العام سينتهي به الأمر في دوري النجوم والمحترفين، بحسب ما جاء في إحدى الدراسات التي انتهت إلى أن اللاعبين المولودين في أول العام لديهم فرصة أفضل في التفوق على أقرانهم ممن يولدون في نهاية نفس العام، فبعضهم فقط يحقق ذلك المجد ونعني بهم أولئك الذين يتمتعون بموهبة فطرية فالإنجاز ينتج عن الموهبة والإعداد.
لقد ثبت للعلماء الذين درسوا أداء الموهوبين أنهم كلما درسوا حالات أكثر تأكدوا أن دور الموهبة في تحقيق النجاح أقل مما كان متوقعا أو مسلما به، وهذا يعني أن دور التنشئة أهم بكثير مما كنا نظن الذي يعتمد على الإعداد والتدريب بشكل منظم . أيضا أول دليل على أن دور الموهبة أقل من المتوقع. تلك الدراسة التي أجراها عالم النفس أنديرس إريكسون في أكاديمية الموسيقى في برلين قبل عقد من الزمن، قسم الدكتور إريكسون عازفي الكمان إلى ثلاثة فئات تضم الأولى، عازفين استثنائيين الذين يملكون بذور النجومية العالمية. وتضم الفئة الثانية العازفين الذين سيحترفون العزف في الفرق الموسيقية، أما الثالثة فتضم الطلاب الذين لن يحترفو العزف وسيكتفون بوظيفة معلمي موسيقى في المدارس.
وقد طلب من الطلاب في الفئات الثلاث أن يجيبوا على نفس السؤال على مدار مشوارك المهني. ومنذ أن أمسكت الكمان كم عدد الساعات التي أمضيتها في التدريب على العزف، اتضح أن جميع الطلاب من الفئات الثلاثة، بدأوا العزف وهم في الخامسة من العمر تقريبا. في هذه السنوات المبكرة تدرب بنفس القدر تقريبا أي نحو ساعتين أو ثلاث ساعات أسبوعيا.
وعندما بلغوا الثامنة من العمر بدأ التباين يظهر حيث بدأ المتفوقون يتدربون لفترات أطول من غيرهم ست ساعات أسبوعيا وهم في التاسعة وثماني ساعات أسبوعيا وهم في الثانية عشرة وستة عشر ساعة وهم في الرابعة عشر. وهكذا حتى بلغت ساعات عزفهم أسبوعيا أكثر من ثلاثين ساعة وهم في العشرين من عمرهم رغبة منهم في تحسين أدائهم بعزم وإصرار.
وصل عدد ساعات التدريب التي حصل عليها العازفون الاستثنائيين عشرة آلاف ساعة وهم في العشرين من العمر مقابل أربعة آلاف ساعة تدريب تلقاها العازفون العاديون الذين اكتفوا بوظيفة مدرس موسيقى. المدهش في دراسة إريكسون أنه وزملاءه لم يجدوا عازفا استثنائيا واحدا أصبح نجما في الموسيقى بسبب موهبته فقط، ودون أن يتلقى تدريبا استثنائيا، أي أن من اكتفوا بأقل عدد من ساعات التدريب حصلوا أيضا على أقل عائد وشهرة ونجاح وتفوق، كما أنهم لم يعثروا على المكافحين، ونعني بهم الطلاب الذين كد في تدريبهم وتدربوا لساعات أطول.
لا يمتلكون المواهب الفطرية والهبات الإلهية التي تضمن لهم التفوق، فقد أثبتت الدراسات أنهما أن يملك العازف قدرات كافية تضمن له الالتحاق بمدرسة الموسيقى، فإن ما يميز عازفا عن آخر بعد ذلك هو التدريب وليس الموهبة، فبين الموهوبين يصبح العمل الجاد والجهد الشاق والفارق الاستثنائي، والأهم من ذلك هو أن الاستثنائيين الذين يصلون إلى القمة لا يضاعفون جهدهم وحسب، بل إنهم يبذلون جهودا استثنائية تتجاوز ما كنا نتصوره، وهذا دليل على مغالاة في تقدير دور الموهبة، وهذه بعض العوامل التي تشير إلى مغالاة في تقدير دور الموهبة في النجاح.
قراءة كتاب استثنائيون
الفرصة كتاب إستثنائيون.
إذا جمعنا كافة قصص النجاح في سلة واحدة فسوف ندرك كيف يخطو الاستثنائيين عادة على درب النجاة. مما لا شك فيه أن الناجحين موهوبون، بيد أن الفرص الاستثنائية التي تلوح لهم هي التي تميزهم عن غيرهم. فقد اعترف بيل غيتس على سبيل المثال بأنه كان محظوظا إلى أبعد الحدود لوجود معمل للكمبيوتر في مدرسته في الستينات من القرن الماضي، الأمر الذي لم يتوفر إلا للجامعات الكبرى في ذلك الوقت. وهذا قطعا لا ينفي أنه رجل أعمال بارع أو استثنائي، بل يعني أنه ما زال يتذكر كم كان محظوظا عندما التحق بمدرسة لاكى سايد Lakeside.
عام ألف وتسع مئة وثمانية وستين. لقد استفاد أغلب الاستثنائيين من فرص غير عادية بشكل أو بآخر. ويمكننا القول بأن الفرص المستندة إلى الحظ بالنسبة لرجال الأعمال الذين دخلوا عالم البرمجيات. ونجوم الفن والرياضة هي القاعدة وليست الاستثناء. إذا ما نظرنا إلى قائمة أغنى خمسة وسبعين شخصا في تاريخ أمريكا سنجد ظاهرة عجيبة حقا. سنكتشف أن أبرز أربعة عشر شخصا، فيهم ولدوا في منتصف القرن التاسع عشر ولا يفصل بينهم سوى تسع سنوات، أي أنهم ولدوا في نفس العقد أيضا. لا في نفس القرن فقط، ففي ستينات وسبعينات القرن التاسع عشر شهد الاقتصاد الأمريكي تحولا ربما كان الأكبر في التاريخ الأمريكي حيث أنشئت السكك الحديدية. وظهرت بورصة وول ستريت فبدأت عجلة الثورة الصناعية تدور بكل قوة.
وأعيدة صياغة كل القواعد والأسس التي قام عليها الاقتصاد التقليدي، فمن المهم جدا أن تعرف عمرك ومدى قربه أو بعده عن التحولات. صحيح أن هؤلاء الرجال والنساء الأربعة عشر كانوا يتمتعون بمواهب فريدة، ولكن توقيت نشأتهم كان عاملا مؤثرا فقد لاحت لهم فرص استثنائية واستثمروها تماما، كما تتاح الفرص للرياضيين الذين يولدون في مناطق معينة في شهور معينة فرص لا تتاح لغيرهم. لقد سجل عالم الاجتماع سي رايت مايلز ملاحظة إضافية حول هذه الفئة المتميزة التي ترجع إلى ثلاثينات القرن التاسع عشر.
فقد درس تاريخ وخلفيات صفوة رجال الأعمال الأمريكيين حتى القرن العشرين، فوجد أن الرواد منهم ينتمون في الغالب إلى أسر مسيرة الاستثناء الوحيد هم الصفوة ممن ولدوا في ثلاثينات القرن التاسع عشر، مما يؤكد أهمية وميزة التاريخ ومكان الميلاد في ذلك العقد تحديدا. لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي تصيب فيها مجموعة تولد في ظروف متواضعة ثراء فاحشا. يقول ميلز توفرت أفضل فرصة للفقراء الطموحين في التاريخ الأمريكي لمن ولدوا قبل أو بعد عام ألف وثمانمائة وخمسة وثلاثين بقليل.
أما خبراء وادي السيليكون Silicon Valley. فيرون أن أهم فترة في تاريخ ثورة الكمبيوتر الشخصي هي يناير ألف وتسعمئة وخمسة وسبعين، أي حينما نشرت مجلة بوب يور إلكترونيكس Popular Electronics قصة آلة استثنائية عرفت باسم الت إير 8800،(Altair 8800) وكان سعرها ثلاثمئة وسبعة وتسعين دولارا فقط. كانت آلة غريبة الشكل يسهل على المرء تجميعها في المنزل. وكان الخبر يقول المشروع الطفرة أول كمبيوتر صغير في العالم ينافس النماذج التجارية. فإذا عرفنا أن يناير ألف وتسعمائة وخمسة وسبعين هو عصر بداية الكمبيوتر الشخصي.
فلنتذكر أيضا متى ولد بيل غيتس .
ولد في الثامن والعشرون من أكتوبر ألف وتسعمئة وخمسة وخمسين1955، وهذا تاريخ ميلاد المثالي. وكان أقرب أصدقاء غيتس في مدرسة لاكى سايد Lakeside، بول آلن Paul Allen وكان يرافق غيتس إلى معمل الكمبيوتر طوال الوقت ويشاطره تنفيذ المشروعات التي استمرت لليالي الطويلة. فمتى ولد بول آلن Paul Allen، في العالم الثاني عشر من يناير ألف وتسعمئة وثلاثة وخمسين 1953.
يعد ستيف بالمرSteve Ballmer، أغنى ثالث رجل في شركة ميكروسوفت، وهو الذي تولى إدارة الشركة منذ عام 2000 وهو من أكثر التنفيذيين خبرة في عالم البرمجيات، وقد ولد في الرابع والعشرين من مارس ألف وتسعمائة وستة وخمسين. ولا ننسى Steve Jobs ستيف جوبز، الذي لا يقل شهرة عن غيتس فهو مؤسس شركة آبل للكمبيوتر التي تحتفل هذا العام بمرور ربع قرن على طرح أول حاسباتها.
وعلى العكس من غيتس، لم ينحدر جوبز من عائلة ميسورة ولم يدرس في مدرسة Lakeside لاكى سايد. ستيف جوبز أيضا من مواليد الرابع والعشرين من فبراير ألف وتسعمئة وخمسة وخمسين. ومن بين رواد ثورة البرمجيات الآخرين Eric Schmidt إريك شميدت، فقد أدار شركة نوفل Novell NetWare إحدى أبرز شركات البرمجيات. وأصبح عام 2001 المدير التنفيذي لشركة غوغل.
وهو من مواليد السابع والعشرين من أبريل ألف وتسعمئة وخمسة وخمسين. نحن لا نريد الإيحاء بأن كل أباطرة البرمجيات ولد عام ألف وتسعمئة وخمسة وخمسين، فبعضهم لم يولد في ذلك العام، كما لم يولد كل رجل أعمال مشهور في أمريكا في ثلاثينات القرن التاسع عشر، ولكن هناك أنماط وعلاقات استثنائية تشبه الألغاز هنا ويجب أن ننتبه لذلك. لقد كنا نظن بأن النجاح مسألة جدارة فردية فحسب، لكن التواريخ التي عرضناها توحي بأن الأمور ليست بهذه البساطة. فهذه قصص حول أناس منحوا فرصة للانتباه والكفاح والجد والاجتهاد وكانت لديهم بعض المواهب في استغلوها.
لقد تصادف أنهم دخلوا الحياة العملية في الوقت المناسب وكافأهم فيه المجتمع على جهودهم الاستثنائية، أي لم يكن نجاحهم من صنع أيديهم فقط، إذ ساعدهم العالم الذي نشأوا فيه.
استثنائيون مالكوم مترجم
ثانيا الذكاء معامل الذكاء هل هو حقيقة أم هراء؟ كتاب المتميزون pdf
أجريت دراسات كثيرة للوقوف على العلاقة بين أداء المرء في اختبارات الذكاء وبين نجاحه في الحياة العملية. فالذين يقبعون في أسفل مقياس اختبار الذكاء حيث يقل معامل ذكائهم عن سبعين متخلفون عقليا. ويبلغ معامل ذكاء الشخص العادي مائة بالمائة وعليك أن تتجاوز هذا الرقم لكي تتمكن من الالتحاق بالجامعة ولكي تلتحق ببرامج الدراسات العليا المعتمدة عليك الوصول إلى معامل ذكاء لا يقل عن مئة وخمسة عشر. فكلما كان معامل الذكاء أعلى زادت حصيلة التعليم الذي سيتلقاها والأموال التي ستجنيها.
وصدق أو لا تصدق وطالت حياتك. ولكن في الأمر معامل خفية. ليست طردية لكي تزيد احتمالات النجاح مع ارتفاع معامل الذكاء في العلاقة بين النجاح ومستوى الذكاء. فما أن يصل معامل الذكاء أي منا إلى مئة وعشرين لا يترجم حصوله على نقاط إضافية في اختبار الذكاء إلى نجاح في الحياة العملية. ولكن العلاقة الطردية تنهار عندما نقارن بين معاملات ذكاء عالية نسبيا.
فالعالم أو الباحث أو الأديب الذي يبلغ معامل ذكائه مئة وثلاثين لا تقل فرص فوزه بجائزة نوبل. عن عالم آخر يبلغ معامل ذكائه مئة وثمانين. وعامل الذكاء يشبه طول اللعب في كرة السلة فليس لمن يبلغ طوله مئة وخمسة وستين سنتيمترا فرصة حقيقية لممارسة كرة السلة للمحترفين. يجب أن يبلغ طوله مئة وثمانين سنتيمتر على الأقل لكي يحترف كرة السلة. ولكن بعدما يزيد الطول عن مئة وخمسة وثمانين سنتيمترا تتدخل عوامل أخرى لتحديد مستوى اللاعب.
فمن يبلغ طوله مئة وثمانية وتسعين سنتيمترا لا يملك ميزة كبيرة على من يبلغ طوله مئة وخمسة وتسعين. يجب أن يكون لاعب كرة السلة طويلا بالقدر الكافي وحسب. ونفس الشيء ينطبق على الذكاء. مشكلة العباقرة بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها. التقى لويس تيرمان Lewis Madison Terman، أستاذ علم النفس بجامعة ستانفورد Stanford University .فتى مدهشا يدعى هنري كويل. نشأ كويل وترعرع محاطا بالفقر والفوضى. ولأنه لم ينسجم مع أقرانه من الأطفال، فقد ترك المدرسة وهو في السابعة من عمره، ولكنه كان حاد الذكاء، كما رأى لويس تيرمان.
الذي قرر أن يختبر ذكاءه. استنتج لويس تيرمان، أن الفتى ذكي وقد تجاوز معامل ذكائه مئة وأربعين أي كان قريبا من ذكاء العباقرة. ذهل تيرمان من النتيجة. وتساءل كم هو عدد الكنوز غير المكتشفة إذا في هذا العالم. في عام ألف وتسعمئة وواحد وعشرين قرر هيرمان أن يجعل من دراسة الموهوبين شغله الشاغل طوال حياته. وبعد أن حصل على منحة ضخمة من هيئة الكومنولث شكل فريقا من الباحثين وأرسله إلى المدارس الابتدائية في كاليفورنيا، وطلب من المدرسين ترشيح أذكى الطلاب لديهم ليتم اختبار ذكائهم، ثم أعطى عشرة في المئة من الطلاب.
وهم الذين حققوا أعلى معامل ذكاء اختبار ذكاء آخر وأخضع الذين حققوا أكثر من مئة وثلاثين لاختبار ثالث. وبناء على النتائج انتقى تيرمان الطلاب الأفضل والأذكى بعد أن أنهى تيرمان تجاربه. كان قد فحص سجل مائة وخمسين ألف طالب من المدارس الابتدائية والثانوية واستقر على ألف وأربعمئة وسبعين طالبا ممن تجاوز معامل ذكائهم مائة وأربعين وبلغ مئتان. وسميت هذه المجموعة من العباقرة الصغار آل تيرمان أو تر مانيون، وقدر لهم أن يكونوا موضوعا لواحدة من أكبر الدراسات النفسية في التاريخ.
ما زالت أفكار تيرمان حتى وقتنا الحاضر هي المقياس الذي نحدد من خلاله نظرتنا إلى النجاح. فهناك برامج للموهوبين في المدارس وما زالت الجامعات الشهيرة تخضع طلابها لاختبار تيرمان Terman Merril. وتقيس شركات التكنولوجيا مثل غوغل ومايكروسوفت بدقة شديدة قدرات موظفيها المرتقبين بناء على نفس المبدأ، فهم مقتنعون بأن الذين يحرزون أعلى الدرجات في هذه الاختبارات يتمتعون بأفضل القدرات. لقد استندنا لسنوات طويلة على أدلة ترمانية تشبه أدلة تيرمان، كلما تعلق الأمر بفهم معنى الذكاء والعبقرية.
ولكن تيرمان ارتكب خطأ كبيرا بشأن تيرمانين. حيث لم يفرق بين الأذكياء والاستثنائين وما زلنا اليوم نكرر نفس الخطأ. عندما بلغ آل تيرمان سن الرشد وهم ألف وأربعمئة وسبعين عبقريا. كما نفهم تجلى خطأ تيرمان بشكل واضح. قلة من عباقرته نشروا أبحاثا ونجحوا كرجال أعمال واحتل بعضهم مناصب حكومية فدخل ثلاثة سلك القضاء. واختير اثنان لعضوية مجلس كاليفورنيا وصار آخر مسؤولا رفيع المستوى ولكن قليلا منهم أصبحوا شخصيات يشار إليها بالبنان.
لقد حققوا دخول مالية مرتفعة لأنهم أذكياء درسوا الطب والقانون، بيد أن دخولهم لم تكن جيدة بما يتناسب مع عبقريتهم. لقد شغل أغلبهم مناصب عادية، وانتهى الأمر بأكسرهم للاشتغال بمهن اعتبرها تير مان نفسه فاشلة، ولم يفز بجائزة نوبل أي من أفراد مجموعته من العباقرة المختارين بعناية فائقة. مع أن باحثي ومساعدي الدكتور تيرمان الميدانيين اختبروا طالبين حصل لاحقا على جائزة نوبل وهم ويليام شكلي ولويس ألفاريز ورفضهما، حيث لم يكن معامل ذكائهم عاليا بما يكفي.
كتاب استثنائيون مسموع
وفي نقد لاذع له، أثبت عالم الاجتماع بيتر بومان سكوت مورغان أنه لو كان تيرمان قد اختار عينة منتقاة عشوائية من أطفال ينتمون إلى نفس الخلفية الاجتماعية، واستغنى عن اختبار الذكاء لكان حصل على مجموعة تحقق نفس الإنجازات التي حققتها مجموعة ال تيرمان التي تعب في اختيار أفرادها ووصف عبقريتهم.
يقول بيتر بومان سكوت مورغان معلقا بلا مبالغة أو شطط، فإن أفراد مجموعة الموهوبين لم يكونوا كلهم موهوبين كمجموعة. وعندما أصدر تيرمان المجلد الرابع من كتابه الدراسات الوراثية لـ العبقرية كانت كلمة عبقرية قد تلاشت. يقول تيرمان بنبرة تحمل في طياتها بعض الإحباط. لقد أدركنا أنه ليس بين الذكاء والإنجازات علاقة وثيقة.
ثالثا دور الإعداد الدؤوب في اكتساب الخبرات. كتاب الإستثنائيون
في دراسة مشهورة أجريت على لاعبي الشطرنج اقترح هيربرت سايمون الفائز بجائزة نوبل وويليام تشيس ما أطلق عليه قاعدة العشر سنوات استنادا إلى ملاحظتهم أن أحدا لا يبلغ القمة وينضم إلى صفوة لاعبي الشطرنج قبل أن يمضي عقدا من الدراسة المكثفة. ولم يكن بوبي فيشر استثناء لهذه القاعدة عندما احترف وهو في السادسة عشر لأنه كان حينها قد مارس ودرس الشطرنج لتسع سنوات.
ثم عرضت الأبحاث اللاحقة في مجالات متنوعة قاعدة العشر سنوات، بعدما درس الباحثون الرياضيات العلوم والموسيقى والسباحة والتشخيص بالأشعة والتنس والأدب، وما من أحد من ذوي الإنجازات العظيمة بلغ القمة دون عشر سنوات من الإعداد الدؤوب. فإذا كانت الموهبة تعني أن النجاح سهل وسريع المنال كما هو سائد بين عامة الناس وفي معظم المجتمعات، فما الذي يفسر نجاح من يواصلون التدريب والإعداد الشاق وإخفاء ذوي المواهب التي لم يمكنها الإعداد الجاد.
رابعا دور المعلم الإستثنائيون
اكتشاف السبب الكامن وراء إجادة أي أداء بشكل استثنائي أمر في غاية الصعوبة بدون مساعدة معلم أو مدرب على الأقل في المراحل المبكرة بدون نظرة واضحة وموضوعية لأداء الفرد. يستحيل اختيار أي موهوب لنشاط بعينه كالذي عزف على آلة موسيقية أو كتابة الشعر.
ولأسباب قد تبدو جسدية كما في الألعاب الرياضية أو النفسية كما في الشعر. يتمتع قليلون بالقدرة على تقييم دقيق وموضوعي لأدائهم، وحتى لو تسنى لهم ذلك فليس بإمكانهم ابتكار واكتشاف أفضل نشاط في مرحلة مبكرة من تطورهم بدون وجود معلم يرشدهم إلى أفضل مواطن قوتهم وكيفية تمكينها من خلال الإعداد الدؤوب سواء من الناحية الجسدية أو النفسية.
خامسا البيئة الداعمة. لأي شخص إستثنائي .
ما من أحد يصبح استثنائيا بعشوائية وتلقائية. فإذا كان تقدم المجتمع وثقافته يمثلان أحد طرفي متسلسلة البيئات الداعمة والجانب الأكثر شمولا وثباتا، فإن البيت هو الطرف الآخر، وهو الأهم أيضا أعظم قيمة يقدمها البيت الممثل والمعزز هي أنه يمكن من الشروع في التطور في المرحلة المبكرة. لوحظ ذلك في الرياضات مثل الجمباز والسباحة والباليه، حيث يتكيف الجسم بسرعة لافتة في سن مبكرة قبل أن تتصلب العظام ويصبح التكيف صعبا، فلا يستطيع السباح أن يحرك يديه وساقيه بتناغم مطلق،
ولا يستطيع رقص الباليه أو لعب الجمباز أن يباعد بين ساقيه لمسافات أطول. الإجابة في داخلك ليس سهلا أن نقدم إجابات قاطعة تفسر كل تلك المحركات الداخلية الرهيبة التي تدفع الناس لكي يتحملوا مشاق سنوات من العمل المضني يوميا لعلهم يصلون يوما ما إلى العالمية ويقفون في مصافي الاستثنائيين في نهاية المطاف. دائما تكون محصلة كل فكرة أو نظرية جديدة المزيد من الأسئلة التي تبقى بلا إجابات.
ولكي نمضي قدما يتحتم علينا أن نبحث في المكان الذي ننساه دائما لأنه الأقرب منا وهو ذواتنا. فما الذي يدفعك إلى بذل مجهود استثنائي وإنجاز أعمال هائلة لكي تصبح من أبرز المديرين التنفيذيين أو من أغنى المضاربين في سوق المال أو من أشهر الرياضيين أو من أبرع عازفي البيانو أو من ألمع المحامين.
هل هناك شيء آخر يدفعك غير حب الشهرة والأضواء والرغبة في النجاح؟ تعتمد إجابة هذا السؤال على إجابتك على أسئلة أخرى من أنت وماذا تريد وبماذا تؤمن ولماذا؟
جوجل والتنس بين الفترة والفطر. مالكوم جلادويل
تعتبر جوجل اليوم أكبر شركة تقنية معلومات في العالم وهي تكاد تكتسح مايكروسوفت وترزيحها من على عرشها. ومرة أخرى فإن نجاح غوغل google. لم يكن ضربة حظ ولم يأت من فراغ ولم يتحقق بسبب مواهب لاري بيج وسيرجي برين.
Lawrence Edward "Larry" Page
Sergey Brin
اللذان أسس الشركة فقط. لقد كان الاثنان طالبين يعدان لدرجة الدكتوراه في جامعة ستانفوردStanford University تحت إشراف استاد عبقري. وعندما لاحظ الدكتور المشرف اهتمامهم المشترك بمعادلات رياضية لمحركات البحث اقترح عليهما أن يدمج مشروعهما ويعمل معا. حتى إن لاري وسيرجي لم يختر اسم الشركة ولا اسم الموقع، بل حدث الاختيار بالصدفة. ونتيجة خطأ إملائي أثناء تسجيل الموقع، كان المفروض أن يكون الاسم الذي اختاره لهما زميل ثالث غوغول googol، ولكن لاري بيج، أخطأ وكتبه جوجل google.
إلا أن الاثنان بذل جهدا استثنائيا وعبقري ووصل الليل بالنهار وهم يعملان على تطوير الفكرة والمشروع والموقع. وفي المقابل فإن معظم أبطال التنس العالميين الذين يبلغون المراتب الأعلى و يعتلون القمة يكونون في الأصل أبناء لمدربي التنس أو يعيشون في مناطق وحواضر سكانية يتوفر لها مدربون عالميون متميزون. ولهذا السبب نجد نجوم التنس يخرجون من مناطق ودول دون أخرى ويتقدمون بشكل مفاجئ من المجهول إلى النجومية مثل نبات الفطر الذي يظهر في الصباح ومع شروق الشمس فنظنه نباتا شيطانيا عجيبا، مع أن بذوره وجذوره كانت في التربة المناسبة والوقت المناسب تتهيأ للخروج السريع إلى الحياة.
في الختام نتمنى ان يكون الملخص قد اعجبكم . لطفا لا تقرأ الكتاب او تنزل الكتاب وتذهب دون كتابة تعليق .
تحميل كتاب استثنائيون لكاتب مالكوم غلادويل pdf مجانا برابط مباشر وجميع الكتب pdf من موقعنا مكتبة اقرأ كتابك من هنا
تم رفع كتاب استثنائيون على موقع جوجل درايف لسهولة التحميل .
قراءة الكتاب كتاب الإستثنائيون مباشرة أونلاين بدون تحميل على موقعنا مكتبة اقرأ كتابك