كتاب الهشاشة النفسية pdf

+ حجم الخط -

كتاب الهشاشة النفسية

 ملخص كتاب الهشاشة النفسية. لماذا أصبحنا أضعف وأكثر عرضة للكسر؟ تأليف اسماعيل عرفة. يمكنك تحميل الكتاب pdf  والذي بلغت عدد صفحاته 199 صفحة. برابط مباشر على موقعنا. وأيضاً يمكن قراءة الكتاب مباشرة أونلاين بدون تحميل على موقعنا.


وصف كتاب الهشاشة النفسية

 هل سمعت سابقا عن ما يسمى بالهشاشة النفسية؟ بدأ العالم العربي بالابتعاد عن القضايا الوطنية والقومية وأصبح كل شخص يهتم بنفسه وبتطوير حياته الخاصة فقط. إنه تحول حصل كذلك الأمر مع الدعاة والمشايخ والشخصيات العامة المشهورة. الذين تركوا الاهتمام بالمواضيع الكبيرة التي تهم الأمة الإسلامية والوطن العربي. وانشغلوا بمواضيع تطوير الذات والصحة النفسية وتنمية النفس والاهتمام بشغف الفردي. هذا التحول أحدث ما يسمى بالهشاشة النفسية لدى الأجيال الجديدة.


تختلف الهشاشة النفسية عن الأمراض النفسية الأخرى. كالتوحد والتي تحتاج إلى تشخيص دقيق وعلاج عند مختصين. كما أن منهم في الطبقات الدنيا من المجتمع لا يعانون منها، لأنهم غارقون بالفقر والصعوبات، وهذا ما جعل نفسيتهم صلبة، أما الطبقة الوسطى وما فوقها فهي المعرضة للإصابة بها لأنهم لم يتحملوا أي مسؤوليات منذ طفولتهم. في الفصول الآتية ستتعرف لماذا أصبحنا بحاجة لمعاملة طالب جامعي كمعاملة طالب المرحلة الإعدادية قديما.


كتاب الهشاشة النفسية pdf


يعتقد جيل رقائق الثلج بأنه جيل مميز يستحق كل الاهتمام.


غالبا ما يضخم الشباب والفتيات المشاكل التي تواجههم ويصورونها على أنها كارثة كبيرة ستنهي حياتهم. هذا ما يسمى في علم النفس بتضخيم الألم. فيشعر الشخص بأن المشكلة أكبر من قدراته. هذه المشكلة موجودة بين كثير من الشباب الذين تجاوزوا عمر ال20 أي أنهم فعليا في مرحلة النضج والرشد لكن تتم معاملتهم على أنهم مراهقون لذلك سمي هذا الجيل باسمي رقائق الثلج. لوحظ بعد العام 2018 انتشار مصطلح التنمر في الوطن العربي، لكن قبل هذا العام لم يكن الموضوع منتشرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد ظهوره بدأ الكثيرون يشتكون من تعرضهم للتنمر لجذب انتباه وتعاطف الناس. 


إن عدم تحمل المراهقين لأي مسؤولية وقيام أهلهم بإنجاز جميع المهام نيابة عنهم أوجد الهشاشة النفسية لديهم. وزاد أيضا من حدتها. فالإفراط بالدلال أنتج أجيالا ضعيفة وحساسة غير قادرة على تحمل. أي مشكلة مهما كانت صغيرة وتافهة. يقول الكاتب اسماعيل عرفة في كتاب الهشاشة النفسية pdf  لقد تم اختيار اسم رقائق الثلج لسببين. 


أولا- لأن رقائق الثلج هشة ويمكن كسرها بسهولة. كمشاعر هؤلاء المراهقين التي تكسر بأبسط طريقة.


 ثانيا- كل رقاقة لها شكلها الخاص بها، وهذا الجيل يشعر كل واحد منهم بأنه مميز وفريد ويستحق الاهتمام. يرفض استلام أي مسؤولية متعلقة بمرحلة الرشد حتى إنه لا يحب أن يكبر. ويتحطم عند أول مشكلة تواجهه. 


وسميت هذه الحالة باسم متلازمة بيتر بان. لكن قد يتساءل البعض هل الصلابة أو المرونة النفسية أمر طبيعي يولد معنا؟ أم أنها شيء نكتسبه نتيجة لظروف الحياة التي نمر بها؟ شرح الأستاذ نسيم طالب في كتابه ضد الكسر بأننا نمتلك المرونة النفسية منذ صغرنا. ويمكن تقسيم الناس إلى ثلاثة أصناف هي ضعيف وقوي وميتين غير قابل للكسر. اعتمادا على مدى استجابتهم للمؤثرات الخارجية. فكل شخص له أسلوبه الخاص بمواجهة المشاكل وتعتمد ردة فعله على مرونته النفسية وصلابة عقيدته وعلى طريقة تفكيره بالمشاكل الحياتية، وإيجاد الحلول لها. 


وهذه الأمور تطور استجابة الإنسان لضغوطات الحياة بطريقة طبيعية ليتمكن من العودة إلى استقراره النفسي العادي. ويسمى هذا التكيف النفسي باسم النظام الاستتباب أو الاتزان الداخلي لجسم الإنسان. لكن بدأنا نلاحظ أن الناس أصبحت تفضل الذهاب إلى الطبيب النفسي. وتناول العقاقير التي تعطل مهارات الجسم بإعادة التوازن الطبيعي، بينما يمكن الاستغناء عن ذلك واعتماد الرياضة والغذاء الصحي والامتناع عن التدخين والمخدرات والكحوليات والحصول على الدعم من الأصدقاء لإعادة التوازن. إلى طبيعته، لكن ما تأثير كل هذا على علاقاتنا الاجتماعية؟ 


يفضل المراهقون العلاقات الهشة لأنه يمكن بناءها وإنهاءها بسهولة.


بدأت العلاقات الاجتماعية تتطور بشكل غريب. ففي عالم وسائل التواصل الاجتماعي، إذا أردت إضافة صديق يمكنك قراءة معلوماته كافة وبعدها يمكنك إضافته بضغطة زر، وإذا أردت الابتعاد عنه فيمكنك بضغطة زر محوه من قائمة أصدقائك. هذا النوع من الصدقات أطلق عليها عالم الاجتماع. زيجمونت باومان Zygmunt Bauman. اسم علاقة الجيب العلوي، فعندما تحتاج إلى صديقك تخرجه وعندما لا تريده تعيده إلى مكانه مرة أخرى. وهذا النوع من العلاقات نشأ عند الشباب بسبب تعلقهم بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.


كتاب الهشاشة النفسية pdf



منذ الصغر وهم يفضلونه لأنه يمنحهم متعة كبيرة بأقل التكاليف ويمكنهم إنهائها بأقل الخسائر. من ناحية أخرى، دعنا لا ننسى أننا نمتلك جميعا غريزة فطرية بالانجذاب نحو الجنس الآخر، لكن المشكلة تظهر عندما لا تلبى هذه الرغبة وهو ما يسمى بالفراغ العاطفي. انتشرت هذه الظاهرة في المجتمعات العربية نتيجة لتأخر سن الزواج وتفكك الروابط الأسرية وهشاشة العلاقات الإنسانية، وللأسف أدت الطرق الملتوية التي لجأ إليها بعض الشباب إلى ظهور مصطلح الكراش والذي لاقى اعتراضاً. كبيرا لأفكاره غير الأخلاقية. 


وهذا المصطلح يعني بأنك معجب بشخص ما وتعتقد بأنك تحبه كثيرا. في حين أنه وهم سام، ولا تقتصر هذه الظاهرة على الفتيات الصغيرات، بل تعدت لتشمل الشباب وحتى المتزوجين والمتزوجات. يوجد أيضا ما يعرف بالفراغ الوجودي، أي أن الناس لا يعرفون هدف وجودهم في الحياة فيصبح الناس لا يهتمون بكل ما يحدث حولهم من أحداث وحروب ومجاعات، ويصل بعضهم إلى مرحلة اللامبالاة


فغياب الدين وعدم لعبه لدوره الأساسي بالإجابة عن الأسئلة الكبيرة؟ التي يطرحها الشباب جعلهم ضائعين ومتخبطين في هذا العالم. لا يشعرون بأن هناك فائدة من تحمل الآلام ومواجهة المشاكل، الأمر الذي يقودنا إلى نتيجة أن الكثير من مشاكلنا النفسية مرتبطة باستخدام الأجهزة الذكية والإنترنت. وسأعرفكم الآن على أهمها. 


زيادة استخدام الأجهزة الذكية فاقم من حالة فقدان التركيز لدى الشباب.


تستطيع إيجاد الكثير من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن نصائح في شتى مجالات الحياة. وعلى الرغم من فوائدها الكثيرة إلا أن لهذه المواقع تأثيرات سلبية على صحتنا النفسية. التي تزيد من سوء حالة الهشاشة النفسية للكثيرين. ومن هذه السلبيات. تعزيز النرجسية وتقديس التغيير وفقدان التركيز والخلل في معايير النجاح، وانتشار أفكار من ورق. أي أفكار يمكن تحويرها في أي وقت ويمكن استبدالها بسهولة. فمع انتشار الإنترنت، زاد عدد المستخدمين الذين يتمكنون من نشر ما يريدون على صفحاتهم. ومع إمكانية التعبير عن الذات بشكل مطلق. 


زادت حالة النرجسية عند الكثيرين. ومن الأمور المقلقة أيضا هي السعي نحو معرفة كل ما هو جديد، فكثيرون منهم يحبون تغيير أجهزتهم الإلكترونية ومتابعة تريندات باستمرار. لذلك تحولت هذه الظاهرة إلى هوس خطير. وأصبح هدف الناس التغيير من أجل التغيير فقط وليس من أجل التحسين. لعل من أسوأ التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي! ضياع التركيز طويل الأمد. 


كتاب الهشاشة النفسية pdf


فالأجهزة الذكية شتت انتباه الشباب بشكل خطير جدا، وتسببت بما يسمى بوهم النجاح. فكثيرا ما نقرأ عن قصص على صفحات مواقع متعددة. تتحدث عن نجاح شخص ما، لكن عندما نفكر فيها ونتأكد منها نكتشف بأنها مجرد أكذوبة هدفها الحصول على الشهرة فقط، وهذا الأمر جعل الجميع يخاف من تكوين العدوات وأصبح همهم الوحيد كسب رضا وإعجاب الآخرين. لكن هل لمواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت علاقة بتقبل هذا الجيل لنصح من الآخرين؟


 إصدار الأحكام على الآخرين هو أمرً في فطري  لا يمكن التخلص منه.


عندما يحاول أحد ما نصح أحد أفراد هذا الجيل الجديد. فإن إجابتهم تكون اهتم بنفسك. فمهما كان أسلوبك رائعا ومهذبا فسيتم إيقافك فهم يعتبرونه تدخلا في شؤونهم الخاصة. فقد ميزنا الله بالعقل لنستطيع التمييز بين الخير والشر، وإذا اختلطت المفاهيم على الدماغ يفقد القدرة على التمييز فإصدار الأحكام الأخلاقية على العالم هو أمر فطريً فينا. وتقول أستاذة علم النفس مروى عزب بأنه من المستحيل أن لا نقوم بالحكم على أي شخص نقابله. فأدمغتنا اللاواعية والواعية مبرمجة طبيعياً لإصدار الأحكام على كل شيء تراه. 


لكن الجيل الحالي يحاول محو هذه الرغبة لديهم. فهم يريدون فعل ما يريدون دون أن يصدر أحد ما حكما عليهم. وهذا أنتج ما يسمى بعقلية اللاحكم، المنتشرة في العالم الحديث. وهي التي تسببت بحساسية الشباب تجاه فكرة الحكم عليهم من الآخرين. لكن النصيحة الوحيدة التي يتقبلونها هي المتعلقة بموضوع الاهتمام بالنفس وترك أي شيء يؤثر عليها. فالوظيفة التي تؤثر على نفسيتنا يجب أن نتركها. 



كتاب الهشاشة النفسية pdf


لكن عالم النفس جوناثان هايدت Jonathan Haidt. يقول إن تعظيم مشاعرنا الداخلية هو أمر خاطئ! لأنها ليست صادقةً وحقيقةً طوال الوقت، وقد تضللنا عن الحقيقة وتبعدنا عنها. لاحظ الفيلسوف الفرنسي ميشيل لاكروا Michel Lacroix. بأن الجيل الجديد أصبح يرفع من قدر المشاعر إلى مستوى القداسة. فلغة الحياة اليومية أصبحت تفضل المشاعر القوية وتنفر من المشاعر الهادئة والتأمل. فنلاحظ كثرة العنف  وسرعة التقلبات وكل هذا يدمر العلاقات بين الناس. ويؤدي لانهيار الزواج. لكن السؤال المهم. هل لذلك أي آثار سلبية على النجاح؟ 


الشغف وحده لن يمكنك من تحقيق النجاح بسهولة.


 أصبح الحديث يكثر عن الشغف وتم ربطه من المتحدثين والمؤثرين بالنجاح وتحقيق الأهداف. فهم يقولون بأن الإنسان دون شغف لن يتمكن من تحقيق أي شيء في هذه الحياة. ويقولون بأن الفقير ليس فقيراً بسبب سوء القوانين وانعدام العدالة الاجتماعية، بل لأنه لم يتبع شغفه. لكن مجلة فايس الكندية تقول في أحد تقاريرها بأنه لا يهم مدى نجاحك في المدرسة ومدى تفانيك في العمل في تحقيق الثروة. فأنت تولد غنيا سيمنحك المزيد من النجاح. 

لتتمكن من النجاح عليك أولا. 

1-أن توفر مصدر دخل لك ولأسرتك.

2-حاول أن توازن بين دوائر حياتك الأربعة وهي دائرة الشغف واهتماماتك الشخصية، دائرة العمل والكسب والدخل، دائرة المهارات والإمكانات ودائرة الرسالة والدعوة المطلوبة منك دينياً. 


وهو ما يسمى فلسفة "إيكيجاي"، وهي كلمة يابانية تعني من يستحق العيش من أجله. تنتج الحالة المثلى عندما تنجح بملء هذه الدوائر عن طريق عمل واحد. نعلم أنه أمر صعب، لكن يمكننا على الأقل الموازنة بينها. قد يؤدي شعور الفشل والإحباط لارتكاب البعض أفعالاً سيئةً ولا أخلاقية. 


لكن الغريب بالأمر أن الناس لا تصدر أحكاماً عليهم إلا بعد معرفة حالتهم النفسية وقت ارتكاب الفعل. فإذا كان في وضع نفسي سيئ يتم مسامحته، ففي إحدى الدراسات تساءل الباحثون بأنه لماذا يتعاطف الناس مع سارق أو مجرم لمجرد أنهم علموا عن معاناته في طفولته، فارجعوا أفعال المرء إلى حالته النفسية وظروفه الصعبة. وليس لشروره الداخلية، فأصبح الناس يسامحونه على أفعاله بدلاً من معاقبته. 



اقتباسات من كتاب الهشاشة النفسية

"يمكننا إذن النظر إلى السوشيال ميديا بعين ناقدة لنقول بكل ثقة إنها إحدى أكبر أدوات تعزيز النرجسية في التاريخ"


"يمكن للإنسان إذاً أن يتخلص من حساسيته إزاء النقد والضغوط، إذا صارع  الحياة وصارعته وبدأ في تحمل المسؤوليات منذ صغره"



فقرة بارزة من الكتاب الهشاشة النفسية


هذه الحالة من التعاطفي مع الأشرار أو مع الأفعال الشريرة ليست وليدة اليوم، وإنما هي تابعة لسياق ثقافي يهدف إلى رفع الحالة النفسية إلى درجة من القداسة. تجعلها وكأنها المحرك الرئيس لكل الأفعال، ومن ثم فإن الفعل ذاته لا يمكن محاسبة فاعله قبل أن نتفهم حالته النفسية في وقت الفعل، حتى تصير حالته النفسية عذرا مقبولا لأي إجراء من كان أو على الأقل مبرراً لتخفيف الجزاء عن عاتقه. 


الخاتمة من كتاب الهشاشة النفسية

إن ظاهرة الهشاشة النفسية لم تلقى اهتماما كبيرا من الاختصاصيين النفسيين، أو الخبراء في مجال علم النفس. لكن ما علينا أن نعيه هو أن الهشاشة النفسية منتشرة وبشكل كبير بين جيل كامل أطلق عليه اسمه جيل رقائق الثلج. كما أن آثارها لن تقتصر على هذا الجيل فحسب، وإنما الأجيال القادمة إن لم يتم العمل على علاجها. فهي ما يسبب للشباب حاليا ما يعرفوا بالفراغ العاطفي والوجودي. 


الناتج عن التوجه المبالغ به لاستخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، لذا من المهم جدا تنمية المرونة النفسية لدينا. فردة فعل المرء تجاه مشاكله تعتمد على هذه المرونة. ولا داعي للجوء للأطباء النفسيين أو العقاقير. فقط كل ما علينا فعله هو الاعتماد على مهارات جسمنا لإعادة التوازن الطبيعي له، الأمر الذي يتحقق بتهيئة الفرد منذ الصغر على مواجهة المشاكل والمعيقات وتحمله لكامل مسؤولياته. والاحتكاك بذوي الخبرة في الحياة وأصحاب الإنجازات. والاقتداء بالسلف الصالح الذين كانوا يذمون الفراغ والكسل والضعف، ويدعون للثقة بالنفس وعدم منح النفس الراحة والرفاهية الزائدة وتعويدها على الصبر. 


تحميل كتاب الهشاشة النفسية. اضغط هنا.


قراءة كتاب الهشاشة النفسية. اضغط هنا.

كتابة تعليق