كتاب كيف تفشل تأليف إليزابيث داي

كيف تفشل؟

كيف تفشل؟ كل ما تعلمته من الأمور التي حصلت على نحو خاطئ؟ تأليف إليزابيث داي. بلا شك إن الفشل تجربة مؤلمة لجميع البشر بدون استثناء. وهذا ما يجعلهم يسعون بفطرتهم لتجنبه. والهروب منه. ولكن هل الفشل حقا بهذا السوء؟ ولماذا ينجح البعض في تجاوز فشلهم ؟ بينما يعيش آخرون حياتهم بأكملها تحت وطأة آثاره المؤلمة دون التفكير في النهوض وتكرار المحاولة؟ في الصفحات القادمة؟ سنغوص في أعماق النفس البشرية ونفهم المسببات الأكثر شيوعا للفشل. وسنكشف عن الكثير من الحقائق التي يخبئها بين طياته. لنكتشف الفرص الذهبية التي يقدمها لمن يحسن استغلالها. فهل أنت مستعد؟ 

سنتعلم من هذا الكتاب؟ لماذا نكره الفشل؟ كيف نتقبل الفشل؟ تغير منظور الفرد للفشل مع تقدم العمر؟ والانتقال من مرحلة الطفولة لمرحلة الشباب. عن الفشل العاطفي وكيفية استغلاله في العلاقات المستقبلية. عن الفشل في التعبير عن الغضب وأثر ذلك على الفرد. يقاس النجاح أو الفشل بنسبة تحقيق الفرد لهدفه فيما يسعى إليه.

 الفشل ذلك الصديق القديم

الفشل هو صديق الأقدم للبشر، فقد عاش معهم جنبا إلى جنبا منذ اللحظات الأولى لوجودهم على الأرض. وسار معهم خطوة بخطوة حين بدأوا محاولاتهم الدؤوبة لاستكشاف عالمهم والتواصل مع من حولهم. وبالرغم من أنه كثيرا ما كان. يستفزهم، ويدفعهم إلى البكاء والغضب. إلا أنه كان في النهاية يعلمهم الطريقة الصحيحة لفعل العديد من الأمور. 

جميعنا ندرك أهمية الفشل في فترة الطفولة المبكرة ونعتبره مرحلة مهمة من مراحل التعلم التي يمر بها الأطفال في طريقهم إلى اكتساب أهم المهارات الضرورية في حياتهم. ولكن هذه النظرة سرعان ما تبدأ بالتغير مع مرور الأيام.

وشيئا فشيئا يصبح الفشل أمرا مكروها ومرفوضا. لم تتغير حقيقة الفشل منذ اللحظات التي تعلمنا فيها المشي لأول مرة وحتى الوقت الذي أصبحنا فيه أشخاص ناضجين. ولكن مفهومه تغير كثيرا بالنسبة لنا ولمن حولنا، فعندما كنا أطفال كان من المقبول أن نستمر في الفشل حتى ننجح. 

ولذلك لم يكن لدينا أية تحفظات أو موانع فيما يتعلق به إلا أن نظرة مجتمعنا إلى الفشل تغيرت. بشكل غريب بعد أن كبرنا فهو لم يعد يتقبل منا أن نواصل التعامل مع الفشل بنفس الطريقة التي اعتدنا عليها عندما كنا صغارا، ولم يعد يسمح لنا بأن نجرب ونفشل لنتعلم، بل وأصبح يسارع إلى انتقادنا ولو منا. فور فشلنا مما جعلنا نكره الفشل ونبحث عن المثالية.

 وحش توقعات الفشل

 يبدأ تغير مفهوم الفشل لدى البشر منذ اللحظة التي يبدءون، فيها بفهم ما يتوقعه الآخرون منهم، حيث يسعى الأطفال لتحقيق توقعات آبائهم ومربيهم ليحصلوا على حبهم واستحسانهم، بالإضافة إلى بعض المكافآت المادية المغرية. وفي كثير من الأحيان. يستمر البشر بالتفكير بهذه الطريقة لا شعوريا حتى بعد أن يصبح أشخاص ناضجين، ولذا فإننا نجد أن التوقعات الكبيرة.

عادة ما تضع البشر تحت ضغط هائل يجعلهم يخافون من الفشل ويسعون لتجنبه حتى لو استدعى الأمر أن يتوقفوا عن تجربة الأشياء الجديدة. وذلك لأن الفشل لم يعد يعني التعلم أو صقل المهارات بالنسبة لهم، وإنما أصبح يعني خسارتهم لصورة المثالية التي رسموها لأنفسهم والتي كانت دائما السبب في حصولهم على استحسان الآخرين وإعجابهم. ليس في الفشل بحد ذاته ما يستدعي أن يكون مكروها.

باعتباره ليس إلا مرحلة طبيعية ضمن مراحل حياتهم تماما كالنجاح. ففشل شخص ما في تعلم مهارة معينة أو نجاحه في تعلمها لن يشكل بداية حياته أو نهاياتها وإنما سيشكلان محطتين صغيرتين في رحلة حياته الطويلة، ولذا فإن ما يكرهه البشر في الحقيقة ويهربون منه هو التبعات الاجتماعية المترتبة.

على الفشل. ولكن بالرغم من كل القيود والتبعات الاجتماعية التي تحاصر المفهوم الحقيقي للفشل، إلا أنه لا يزال يمتلك القوة اللازمة لتحرير البشر من هذه القيود إذا تقبلوه وأدركوا حقيقته المجردة كمرحلة من مراحل التعلم على طريق الإتقان. إذ يمكن للفشل المتكرر أن يجعل الشخص أقل اهتماما بالطريقة التي يظهر بها أمام الآخرين.

وذلك لأن الشخص الذي اعتاد على الفشل وإعادة المحاولة لم يعد لديه ما يخسره، حيث إنه خسر صورته المثالية التي كان يحرص عليها منذ زمن بعيد. وهذا بالتحديد ما يجعله أكثر اندفاعا لإعادة المحاولة. وأكثر انفتاحا وتقبلا للتعلم من أخطائه على نحو يجعله أقرب إلى الإتقان.

الفشل بين الطفولة والشباب 

ترتبط الطفولة ارتباطا وثيقا بالفشل في أغلب مراحلها. وذلك لأنها الفترة التي يبني فيها الطفل شخصيته ومبادئه وقناعاته الخاصة عن طريق التجربة والخطأ. إلا أن أكثر مراحل الطفولة صعوبة هي مرحلة دخول الطفل إلى المدرسة. إذ تعتبر هذه المرحلة بمثابة تجربة مصغرة للعيش في المجتمع والتعامل مع البشر بكل تنوعهم واختلافاتهم.

وفي هذه المرحلة بالذات يمر الطفل بالكثير من التجارب الجديدة التي لا بد أن يفشل فيها مرارا وتكرارا حتى يصل إلى طريقته الخاصة في فهم الأمور. والتعامل معها وبناء مرونته نفسية وتطوير بعض الأساليب الدفاعية التي ستساعده على الاعتماد على نفسه والتعايش مع الآخرين. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن مراقبة الطفل المستمرة لمن حوله ومحاولة توقع تصرفاتهم و ردَّات أفعالهم، ستجعله أكثر تعاطفا وأكثر تفهما للاختلافات بين البشر مما سيساعده على تطوير عدة أنماط مختلفة ضمن شخصيته. بحيث يتمكن من التعامل مع الظروف المختلفة التي تمر به بحسب ما يقتضيه الحال. يقضي البشر جزءا لا بأس به من حياتهم في المؤسسات التعليمية كالمدارس والكليات والجامعات.

وبمجرد تخرجهم منها فإنهم يصبحون مستعدين لدخول العالم الحقيقي والعيش كبالغين مستقلين للمرة الأولى في حياتهم. وبالرغم من أن ما تعلموه في مجتمعاتهم المصغرة سيكون مفيدا لهم، إلا أنهم لا يزالون بحاجة إلى تعلم المزيد حول مجتمعاتهم الجديدة. ولذلك فإن الكثيرين.

يلجؤون في بداية حياتهم كالبالغين إلى اتباع أنماط الحياة السائدة في مجتمعاتهم. حيث يحاولون تقليد النمط الذي يروج له المجتمع باعتباره نمط الحياة الأفضل والأكثر نجاحا. وفي الحقيقة فإن النمط السائد في مجتمع ما قد لا يناسب جميع أفراده. 

مما يجعل الكثيرين يعانون في محاولاتهم لمسايرة النمط السائد. وفعل ما يفترض بهم فعله بالرغم من عدم توافقه مع رغباتهم، الأمر الذي سيقودهم في النهاية إلى الفشل الذريع. لكن ذلك في الحقيقة خطوة مهمة في طريق فهمهم لأنفسهم واكتشاف نمط الحياة الأنسب لهم. 

الفشل العاطفي 

يعتبر الفشل في العلاقات الاجتماعية بصورة عامة والعلاقات العاطفية بصورة خاصة. من أسوأ التجارب التي يمكن أن يمر بها البشر على الإطلاق. ولكن بالرغم من ذلك فإن هذا النوع من الفشل ما زال يعلمنا الكثير. يلجأ البعض في علاقاتهم إلى نكران ذاتهم وتحمل الصفات التي يكرهونها لدى الآخرين وفعل المستحيل لإسعادهم والاندماج معهم، 

بل والانصهار في شخصياتهم لدرجة تجعلهم يبدون بلا هوية. إذ يعتبرون أن ما يقومون به نوعا من النبل واللطف النادرين لدى البشر، ولكن الحقيقة غير ذلك، فهذه التصرفات في الواقع ليست إلا نوعا من النرجسية والأنانية الخفية. فبالرغم من عدم إدراك الشخص المتصنع لحقيقة الأمر في كثيرا، من الأحيان، 

إلا أن التفكير بشكل متعمق في الدوافع الحقيقية التي تدفعه إلى التصرف بهذه الطريقة سيجعله يدرك تماما أنه لا يفعل ذلك من أجل الآخرين، وإنما من أجل نفسه. فهو يتصنع اللطف لأنه يريد أن ينال استحسان الآخرين. وتقبلهم ويستمتع بإطرائهم ومديحهم لنبله وإيثاره. وهذا ما يجعل منه شخصا ضعيفا يفتقر إلى المصداقية والأمانة مع نفسه ومع الآخرين. 

يعد الاحترام من أهم الأسس التي تقوم عليها العلاقات العاطفية. فبالرغم من أن الحب والتقبل يمكن أن يشكل بداية ناجحة لأي علاقة عاطفية. إلا أن الاحترام يعتبر العامل الرئيسي الذي يعتمد عليه استمرار هذه العلاقات. ولا يقتصر الاحترام هنا على الاحترام المتبادل بين طرفي العلاقة. 

بل يشمل كذلك احترام كل من الطرفين لنفسه ومشاعره وحاجاته الأساسية، بحيث يتمكن كل منهما من العيش بطريقة مريحة دون أن يرشو أحدهما الآخر بالتنازلات المتتالية في سبيل إنجاح علاقة محكومة بالفشل. 

ومن هنا نجد أن الفشل في العلاقات العاطفية يحمل الكثير من الدروس الحياتية، ويكشف عن الكثير من الأخطاء الأساسية في شخصيات البشر وطريقة تعاملهم مع أنفسهم ومع غيرهم، مما يساعدهم في المستقبل على بدء علاقاتهم بطريقة صحيحة وبنائها. على أسس سليمة. 

الفشل في التعبير عن الغضب

الغضب والحزن شعوران مختلفان تماما ولكل منهما خصائصه ودوافعه المختلفة التي لا تدع مجالا للخلط بينهما. ولكن البشر أحيانا قد يفشلون في التعبير عن غضبهم بالطريقة الصحيحة بسبب الخوف من عدم مقدرتهم على التعامل مع تبعاته أو بسبب اعتبارهم الغضب شعورا مخزيا ومشينا. 

يحتاج إلى الكبت والإخماد بدل الاعتراف به والتصرف وفقا لما يمليه عليهم. ولذا فإن البعض يلجؤون إلى كبت غضبهم وتغليفه بغلاف الحزن بدل إظهاره على حقيقته، مما يجعلهم يؤثرون البكاء بحرقة وصمت كلما تملكهم الغضب بدلا من أن يثوروا في وجه من أغضبهم. يعبر الحزن عن الضعف وقلة الحيلة.

بينما يعبر الغضب عن القوة الكامنة ويرتبط باسترداد الحقوق فتحويل الغضب إلى حزن يعني ضياع الحقوق وإفلات المخطئين من الحساب والعقاب. تنتشر ثقافة تحويل الغضب إلى حزن بين النساء بشكل كبير. 

ويرجع هذا إلى أمر نشأن عليه منذ صغرهن. إذ يعتبر الغضب لدى الكثير من المجتمعات نوعا من المشاعر الرجولية التي لا يجوز للمرأة أن تظهرها، فهو يعني لدى الرجال الشجاعة والقوة، بينما يعني لدى النساء الشر والرعونة، لذا فإن هذا النوع من الثقافة قد يجعل الكثير من النساء عاجزات. 

عن المطالبة بحقوقهن سواء في علاقاتهن الاجتماعية أو في بيئة العمل مما يستدعي منهن أن يبذلن المزيد من الجهد لمحاربة الثقافات والموروثات ذات الأفكار المغلوطة وامتلاك المزيد من الجرأة التي تمكنهن من المطالبة بحقوقهن بقوة. دون الاكتراث بمدى تقبل الآخرين لما يقمن به.

الفشل والرابط بين الرياضة و بين المتعة والاحتراف

عادة ما يتعرف البشر على عدد من الرياضات المختلفة خلال السنوات التي يقضونها على مقاعد الدراسة. وبالرغم من أن جميع الطلبة يتلقون نفس الاهتمام من مدربيهم ويتعلمون المهارات البدنية الأساسية بنفس الأسلوب. إلا أن مستويات هؤلاء الطلبة تتفاوت بشكل كبير فمنهم من يصل إلى درجة عالية من المهارة.

 ومنهم من يتابع تدريباته دون أي تحسن، ولكن هل يعني هذا أن الطلبة الذين لم تتحسن مهاراتهم مع مرور الوقت قد فشلوا بالفعل؟ في مجال الرياضة. أحيانا لا يقاس فشل البشر أو نجاحهم في مجال ما بقدرتهم على منافسة المحترفين فيه، وذلك لأن أهداف البشر من ممارسة مهارة ما تختلف اختلافا كبيرا. 

فبينما يركز البعض على الاحتراف في رياضة معينة، فإن الآخرين قد يمارسونها كنوع من الهوايات التي تساعدهم على الحفاظ على لياقة أجسادهم والاهتمام بصحتهم. وهنا فإن نجاح هؤلاء الأشخاص لا يقاس بمدى إتقانهم لهذه الرياضة وإنما يقاس. بمدى استفادتهم منها ونسبة تحقيقهم لهدفهم من تعلمها. 

اقتباس 

"إن عيش حياتك وفقا لما قد يعتقده الآخرون عنك هو التخلي عن السيطرة عن هويتك. أنه الاستعانة بمصادر خارجية فيما يتعلق بهويتك لمجموعة من الغرباء الذين لا يعرفونك"

 الخاتمة من كتاب كيف تفشل

لا تختلف حقيقة الفشل مهما اختلف الزمان والمكان. ولكن ما يختلف ويتغير هو طريقة تفكير البشر وفهمهم لهذه المرحلة المهمة في حياتهم. ولذلك فإن الفشل يجب أن يبقى دوما موضع الاحتفال والترحيب بالرغم من كل الآلام التي ترافقه.

لأنه كان ومازال الناصح الأمين الذي يأخذ بأيدينا ويسير معنا خطوة بخطوة، على طول الطريق حتى يوصلنا في النهاية. إلى ما نطمح إليه من نجاح وتميز. فاجعل من فشلك بداية لنجاحك ومؤشرا لتحقيقك جميع ما تطمح إليه من خلال إعادة المحاولة مرارا وتكرارا وبعيدا عن عقدة المثالية. 

التي توهم صاحبها بفكرة أن الفشل هو نهاية الطريق في حين أنه فرصة لتجنب معيقات قد جعلت من الطريق سابقا مسارا يصعب السير فيه. فالفشل قد يصبح مرادفا للنجاح إن تم استغلاله على النحو الصحيح. إن الخيار خيارك لانتقاء ما إن كنت ترغب بفشلك كمرادف لنجاحك. أم ضده كليا. 

تحميل كتاب كيف تفشل pdf برابط مباشر على موقعنا مكتبة اقرأ كتابك.

اضغط هنا لتحميل الكتاب.

قراءة كتاب كيف تفشل pdf مباشرة أونلاين بدون تحميل على موقعنا.

اضغط هنا لقراءة الكتاب.