كتاب الكل يكذب
الكل يكذب البيانات الضخمة والبيانات الحديثة وقدرة الإنترنت على اكتشاف الخفايا. للكاتب سيث ستيفنز. منظار المخ وتخاطر الأفكار ولغة الجسد والدجل وعلم الأعصاب وقياس كهرباء المخ أو الهرمونات. كلها طرق سواء كانت عملية أم، ميتافيزيقية Metaphysics حاول بها البشر على مر الزمان قراءة الأفكار سواء بدافع الفضول والسيطرة أم العيش بأمان. ألا تريد أنت نفسك أن تقرأ أفكار من حولك مديرك مثلا أو زوجتك أو عملائك عند عرض منتجاتك لهم. هذا الكتاب الكل يكذب، يعرض طريقة جديدة وفعالة لقراءة أفكار البشر وهي باستخدام البيانات الضخمة.
عن الكتاب ومؤلفه كاتبنا اليوم هو سيث ستيفنز الخبير الاقتصادي وعالم البيانات الأسبق بجوجل، والكاتب في صحيفة نيويورك تايمز. يحاول الكاتب من خلال هذا العمل أن يوصل لنا فكرة أن البشر يكذبون على أنفسهم أولا ثم على أصدقائهم ثانيا. ولكن لا داعي للقلق بالبيانات الضخمة المتوفرة الآن بفضل الإنترنت. ليس هناك أسرار. يترك البشر كل يوم آثارا لهم عندما يتصفحون الإنترنت. تلك الآثار هي بيانات ضخمة تساعدنا على فهم ما يريدون ماذا يفعلون ومن يكونون في الحقيقة بلا كذبا ولا تزييف.
في هذا الكتاب الكل يكذب يعرض لنا الكاتب بعد دراسة واسعة استمرت لأربعة سنوات بعض الحقائق عن أنفسنا بوصفنا بشرا والتي لم نكن نعرفها لولا محرك البحث جوجل، آملا أن نأخذ الإنترنت على محمل الجدية والأهمية عند عمل البحوث. استعد لقراءة، بعض الحقائق الصادمة والمثيرة. ولكن نود التنويه على أن نتائج البحث قد لا تكون دقيقة في بعض الأحيان، لأن الكتاب نشر في عام ألفين وسبعة عشر لأول مرة. ونحن البشر طباعنا في تغير مستمر. الكل يكذب دائما نقول إننا لا نريد أن نتتبع أصدقاءنا.
لكن في الواقع فيسبوكFacebook،يقدروا بخمسة وخمسين بليون دولار. نظرا لشهرته يقول الناس إنهم لا يفضلون الكتب التي تحتوي على عنف ج...... لكن كتاب ******** بيع منه أكثر من مائة وخمسة وعشرين مليونا نسخة عما تبحث أيها الإنسان. تستطيع أداة غوغل تريندز trends.google إجابتك عن هذا السؤال فهي أداة قيمة جدا تتيح لك معرفة أكثر الكلمات بحثا في مختلف السنين والمناطق،
ولكن كيف سيفيدونا ذلك؟ الإجابة هي سيفيدنا في أشياء كثيرة جدا قد يساعدنا مثلا أن نتوقع الكثافة المتوقعة في الانتخابات عن طريق عدد مرات البحث عن أماكن الاقتراع في كل مدينة أو توقع المرشح الفائز. والبحوث أثبتت أن الناس يميلون إلى وضع اسم من يفضلون أولا في جملة البحث. كما أثبتت النتائج أن الناس يبحثون عن كلمة الله، يوم الأحد بكثرة في ولاية ميسيسيبي Mississippi وألاباما. حسنا هذا شيء سهل معرفته بواسطة استطلاعات الرأي لأن الناس في الغالب لن تكذب فيه، لكن هناك موضوعات أخرى مثل الج..... سيكذب الناس فيها.
ألا تسبقنا. حسنا لتكمل القراءة. هل يمارس الرجال الجنس بكثرة كما يقولون؟ أقامت هيئة المسح الاجتماعي العام استطلاع رأي وهي واحدة من أكثر الهيئات ثقة في أميركا. فكانوا يسألون الناس عن عدد المرات التي يمارسون الجنس فيها. وكانت النتيجة أن متوسط عدد المرات للشخص الواحد هي خمسة وخمسون مرة في العام الواحد مستخدما الواقي الذكري في ستة عشرة بالمئة من هذه المرات، ما يجعلنا نتوقع أن الشركات تبيع بليونا ومئة واقي ذكري، في العام أليس كذلك؟ ولكن كان للإحصاءات رأي آخر فأثبتت أن الشركات تبيع أقل من ستمئة مليون واقي ذكري في العام الواحد.
من يكذب إذاً. تشير نتائج البحث في جوجل. أن المشكلة الأولى في الزواج هي قلة ممارسة الجنس، في حين أن الرجال تحت عمر الخامسة والستين يدعون أنهم يمارسون الجنس مرة أسبوعيا على الأقل. من ناحية أخرى، البحث عن كلمة زواج بلا جنس في غوغل يساوي ثلاثة أضعاف ونصف مرات البحث عن زواجا بلا سعادة وثماني مرات أكثر من زواجا بلا حب. ماذا يمكننا أن نعرف عن أنفسنا؟ ينتج البشر في المتوسط اثنين ونصف بليون بايت من البيانات يوميا.
تخيل الآتي امرأة ترفع على الفيسبوك صورة لها وهي في عطلة مع أصدقائها. ثم تقول لغوغل. الشعور بالوحدة عند البعد عن الزوج في الوقت نفسه. زوج هذه المرأة يبحث عن كيفية معرفة إن كانت زوجتك تخونه لك ورجل آخر يبحث عن كيفية جعل ابنته تفقد وزنا. وعن إن كان ابنه ذكيا بينما امرأة ثانية تضغط على رابط لتشاهد خمسة عشرة هرة لطيفة. ويتجاهل رجل آخر الرابط نفسه،
وبينما يفعل كل هؤلاء ذلك يبحث رجل رابع عن أعراض الاكتئاب، ثم يبحث عن قصص عن الاكتئاب ثم يلعب سولتير. كل هذه المعلومات لن نقولها لبعضنا بكل صراحة ولن نهتم بها. لكن في الواقع إذا نظرنا لها جيدا وحللناها بطريقة صحيحة ستكون سلاحا مهما جدا في تسويق منتجاتنا أو اتخاذ قرارات سياسية أو معرفة كم العنصرية في بلادنا أو أو أو. الأمثلة كثيرة نحن البشر متشابهون جدا. دعنا نأخذ النساء الحوامل على سبيل المثال. في أميركا أكثرية بحث النساء تكون عن كيفية منع علامات التمدد في الجسم وفقد الوزن وممارسة الجنس.
وفي الهند تكون عن النوم وممارسة الجنس بثلاثة أوضاع مختلفة مع توخي الحذر. أما في أستراليا عن الوزن والجنس وتمددات الجسم والنوم أيضا. وفي جنوب إفريقيا عن الجنس والوزن والنوم وتمددات الجسم. إذاً نستطيع أن نستنتج أن كل خواطرنا ومخاوفها متشابهة، لكن مع اختلاف الأولويات.
عالم البيانات وقصة الجدة.
علم البيانات، وإن صار متاحا أكثر ويحتوي على معلومات أكثر مع توغل الإنترنت في أوقات فراغنا فهو ليس وليد اليوم فقط. على سبيل المثال في إحدى تجمعات العائلية. يبدأ أفراد عائلتك في اقتراح مواصفات شركتك المستقبلية، فتقول أختك أنت تحتاج إلى شخص مجنونا مثلك. لكن يعارضها أخاك قائلا لا. أنت تحتاج إلى فتاة عاقلة لتحقق توازن. ثم تعترض الأم قائلة ابني ليس مجنونا فيعارضها الأب.
مؤكدا جنون ابنه. وتتعالى الأصوات. وتختلف الآراء حتى تتحدث الجدة ذات ثمانية وثمانين عاما، فتقول أنت تحتاج إلى فتاة لطيفة وذات جمال متوسط وذكاء لامع ودودة مع الناس واجتماعية كي تجعلك اجتماعيا مثلها، ويجب أن تكون خفيفة الظل لأنك خفيف الظل بعد كلام الجدة. يصمت الجميع لا احتراما بل تقديرا لخبرتها، فالجدة عالمة بيانات على طريقتها. لقد عاصرت كثيرا من الزيجات،
وحللت كثيرا من الشخصيات حتى صار لها تصور عن خصائص ثنائي الناجح. هذا ما يفعله عالم البيانات، وهذا أيضا ما يفعله الذكاء الاصطناعي. قد يخاف بعض الناس أو يظن أن علم البيانات شيء معقد. لكن في الحقيقة علم البيانات هو شيء بسيط نفعله يوميا كالطفل عندما يدرك أن بكاءه يجعل والدته تلتفت إليه. فعلم البيانات ببساطة هو ملاحظة الأنماط المختلفة ونتائجها. وتوقع النتائج الجديدة عندما تتغير المدخلات.
اعتقادات خاطئة.
قد تظن أن القلق منتشر أكثر في المناطق الغنية أو الواسعة، لأن العصبية الحضرية هي صورة النمطية الشهيرة، لكن البحوث أثبتت أن الناس في المناطق النائية ذات التعليم القليل يشعرون بالقلق أكثر. قد تظن أن الناس يبحثون عن النكات عندما يكونون تعيسين. لكن البحوث على غوغل تقول إن الناس أقل بحثا عن النكات في أيام البرد والمطر. ويوم الاثنين أول يوم عمل في الدول الغربية والذي يقول الناس إنهم يكونون تعساء فيه. لكن هل أنت فقط من تخطئ في اعتقاداتك؟
فهل كان عالم النفس سيغموند فرويد Sigmund Freud دائما على حق؟ مثلا؟ تساعدنا البيانات الضخمة في إثبات أو نفي النظريات العلمية لمصداقية الناس فيها كما تحدثنا من قبل. حتى وإن كانت هذه النظريات العلمية هي نظريات سيجموند فرويد Sigmund Freud نفسه. فمن النظريات التي مكنتنا البيانات الضخمة من اختبارها هي نظرية زلات فرويد. يدعي فرويد أن ذلاتنا تنم عن ما نريده في عقلنا الباطن، فإذا كتبنا بالخطأ كلمة ذات إيحاء جنسي يعني ذلك أننا نريد تلك الكلمة بالفعل.
ولكن هل كان محقا؟ يجيب مؤلف سيث ستيفنز في الكتاب الكل يكذب، عن ذلك، حيث اختبر أربعين ألف كلمة يكتبها الناس بالخطأ فتصبح ذات إيحاء جنسي مع زميل له من شركة مايكروسوفت، وأنشأ برنامجا يكتب هذه الكلمات مرارا وتكرارا، ووجدا أن ذلك البرنامج يخطئ تماما مثل الإنسان بالضبط. وهذا بالطبع ينفي نظرية فرويد. بالتأكيد إن كان فرويد يعلم بإمكانات البيانات الضخمة لكان سيهرع لها ويستخدمها في بحوثه. كل هذه البيانات ليست جديدة كونها رقمية زاد من صدقها ليس إلا.
شكرا كيم كارداشيان.
في عام ألفين وأربعة كانت أغلب البحوث على غوغل في نطاق الولايات المتحدة عن كيفية تصغير حجم المؤخرة. ولكن منذ ألفين وعشرة توجه الناس إلى العكس تماما فصاروا يريدون تكبير حجم مؤخراتهم إلى أن زاد معدل البحث لثلاثة أضعاف المعدل القديم في عام ألفين وستة عشر محققا واحدا من كل خمسة بحوث على غوغل. أثبتت البحوث على أحد المواقع الإباحية أن معدل البحث عن نساء ذوي صدر كبير أصبح أكثر بعشرين بالمئة من البحث عن ذوات الصدر الصغير.
وتشير البيانات الرسمية أن هناك ثلاثمئة ألف امرأة تجري جراحة لتكبير صدرها سنويا. ولا تتوقف البيانات الضخمة عند رصد تغير اهتمام البشر بالأنماط الجسدية، بل هي تنقل لنا إحصاءات عما هو أعمق وأهم من ذلك مثل العنصرية مثلا. هل تعتقد أنك إنسان عنصري؟ يميل الناس إلى إنكار أفكارهم العنصرية وإنكار حقيقة إطلاقهم للأحكام على الآخرين. لكن مجددا جوجل يفضحنا. قد يسأل الناس جوجل أحيانا أسئلة مثل لماذا السود ذو ذوق متدن؟ أو هل اليهود أشرار؟
ما يساعدنا في معرفة ماذا يظن بعض الناس عن الآخرين حقا؟ لنستعرض أول ثلاثة أو أربعة كلمات يوصف بها بعض المجموعات بالترتيب من حيث معدل التكرار في الأسئلة الموجهة إلى غوغل. يتساءل الناس على غوغل؟ هل الأميركيون قليلو الذوق عنصريون أو أغبياء؟ وهل اليهود أشرار وعنصريون وقبيحون وبخيلون؟ وهل المسلمون أشرار وإرهابيون وسيئون وعنيفون؟ وهل المسيحيون أغبياء ومجانين وعلى ضلال؟ وبالحديث عن العنصرية والتنميط هل تظن أن الولايات المتحدة صارت الآن متحضرة بلا عنصرية ولا تفرقة. ما رأيك إذا إن قلنا لك أن أغلب الناس يشيرون إلى كلمة الولايات المتحدة باستخدام ضمير الجمع لا المفرد.
هل اللغة تؤثر فينا أم نحن الذين نؤثر فيها؟
لقد استمرت الشعوب في استخدام ضمير الجمع آر بعد كلمة الولايات المتحدة بدلا من الضمير المفرد آز. لمدة خمسة عشر عاما بعد الحرب الأهلية. ذلك يثبت احتمالية عدم الوحدة. حتى بعد الاتفاقات السياسية فإن ك اتحدنا. فلغة لم تتحد بعد. في العموم صار الإنترنت يفرقنا. فبناء على استبيان أجري بواسطة الهيئة العامة للاستبيان. فاحتمالية مقابلة شخص برأي مخالف على الانترنيت هي خمسة وأربعون بالمئة فقط. فأنت تميل لإضافة أناس لهم توجهات شبيهة لك ومتابعة الجرائد. والصفحات الإلكترونية ذات التوجه المماثل لك.
الرجال والنساء.
بعد الحديث عن الشعوب والفرق دعونا نتحدث عن الرجال والنساء بشكل أخص. من الأمور المحيرة للكل في المقابلات الغرامية الأولى أو جلسات تعارف ما قبل الزواج هو سؤال هل سنلتقي مجددا بعد أول مقابلة؟ من حسن حظنا هذا الأمر أثار اهتمام العلماء أيضا المعلومات التالية عرفناها بواسطة دراسة أقيمت من خلال فريق مشترك من جامعتي ستانفورد ونورث ويسترن.
بدأ التحليل بناء على البيانات الجسدية مثل الطول والشكل وبعض التفضيلات مثل الهوايات، ومن ثم طلبوا من المشاركين أن يسجلوا أول مقابلة غرامية لهم. وكانت النتيجة إذا ضحك الرجل على نكات المرأة وخفض من حدة صوته عند محادثاتها فهو معجب بها. وإذا استخدمت المرأة كلمات مثل ربما كثيرا فهي في الغالب غير متحمسة لهذه العلاقة، وإذا بدأت الحديث عن نفسها فهي معجبة. أيضا لاحظ العلماء أن النساء تفضل الرجال الذين يظهرون الدعم في كلامهم على سبيل المثال يقولون أوو، هذا رائع.
أو يا أقدر حزنك. ومن أكبر العلامات التي تشير إلى احتمالية عدم استمرار العلاقة هي الأسئلة الكثيرة مثل كم أخ لديك أو ما هي هواياتك. هذه الأسئلة تدل عادة على الملل أو الضجر في أول مقابلة فإن كنت في حيرة من أمرك تجاه رأي الشخص الذي توعده فيك فابحث عن هذه الإشارات. والآن لننظر إلى أكثر الكلمات استخداما عند كلا الجنسين. نظرا لأهمية اللغة ودقتها في وصف البشر. حلل فريق آخر من العلماء الكلمات المستخدمة بكثرة في منشورات الفيسبوك في كل فئة عمرية.
ووجدوا أن النساء تستخدم كلمتي التسوق والشعر بقدر ما يستخدم الرجال كلمتي كرة القدم والإكس بوكس، لكن ذلك بديهي. ولم نكن نحتاج إلى فريق من علماء البيانات ليقول لنا ذلك. هذا الفريق وجد أن النساء تستخدم كلمة الغد أكثر من الرجال، في حين أن الرجال يستخدمون كلمة أتمنى أكثر من النساء، مما يشير إلى أن النساء يفكرون ويخططون للمستقبل أفضل من الرجال. من الاكتشافات المثيرة أيضا هي أننا يمكننا تقسيم عمر الرجل الأمريكي لثلاث مراحل ألا وهي الشرب واللعب في العشرينيات ثم العمل في الثلاثينيات والصلاة بعد ذلك.
ولكن كيف نحلل المنشورات. ابتكر بعض العلماء طريقة لقياس أمزجة الناس حسب كلماتهم التي استخدموها. الكلمات السعيدة مثل الحب والسعادة والروعة والكلمات التعيسة مثل الحزن والموت والاكتئاب. وبعد هذه الخطوة يعدونها عدا ذلك الكلمات السعيدة والحزينة ويقررون بناء على ذلك الحالة النفسية للشخص. وقد وجد أن الكريسماس من أكثر المناسبات المحفوفة بالسعادة في العالم. لكن فكر معي للحظة إن كنت تعيسا في مثل هذا الوقت في الغالب لن تنشر ذلك على موقع التواصل الاجتماعي.
سيفضحك جوجل إذا.
تخيل أن تستخدم طريقة تحليل المزاج تلك في الحد من الاكتئاب أو متابعة الصدمات الجماعية بعد الكوارث. سيكون ذلك رائعا بالتأكيد ولكن ماذا عن الأثر النفسي الذي قد يتركه بعض الآباء على أولادهم.
التحيز الجنسي تجاه الطفل.
ينكر الآباء دائما تفضيلهم لابن عن الآخر. أو تفريقهم بين الأبناء على حسب جنسهم. لكن لا تنسوا. الكل يكذب. يبحث الناس على غوغل عن إن كان أبناؤهم الذكور أذكياء. وإن كانت بناتهن زائدة الوزن. في حين أن الدراسات أثبتت أن خمسة وثلاثين بالمئة من الذكور يعانون من السمنة، في حين أن ثمانية وعشرين فقط من البنات يعانون منها أيضا. البحث عن هل ابنتي جميلة أكثر بمرة ونصف من البحث عنها بالنسبة للولد؟ في العموم يستخدم الآباء كلمات إيجابية أكثر عند وصفهم للأبناء الذكور.
لن يصارح ذلك الأب وتلك الأم من حولهم بما يبحثون عنه على غوغل. وربما أيضا لن يصارح أنفسهم بما يريدون حقا أن يشاهدوه على نتفليكس Netflix. الحقيقة عن عملائك ونتفليكس.
الدرس هنا أن الكل يكذب.
تعلمت نتفليكس منصة الأفلام الإلكترونية هذا درسا سريعا وصارت تتبع مبدأ لا تصدق ما يقوله الناس بل صدق ما يفعلون. في الماضي كان الناس يضعون ما يودون أن يشاهدوه بأنفسهم.
كانت تلك القوائم تحتوي على كثيرا من الأفلام الوثائقية التي لا يشاهدها الناس في النهاية ويشاهدون بدلا منها الأفلام الرومانسية والمسلسلات الكوميدية. لذلك صارت نتفليكس تقترح لك أفلاما بناء على مشاهدتك القديمة لا بناء على اختياراتك. وسنعقب على ذلك بمقولة لباحث معلومات في نتفليكس قال الخوارزميات تعرفك أكثر مما تعرف نفسك.
الناس لا يكذبون على الآخرين فقط، بل يكذبون على أنفسهم أيضا. إذا أين نجد الحقيقة؟ الكذب موجود في المنشورات والتعليقات على المواقع الإلكترونية وعدد مرات الإعجاب على مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات الشخصية على تطبيقات المواعدة، لكن الحقيقة موجودة فيها عدد الضغوطات والمشاهدات وكلمات البحث. وبما أننا نتحدث عن نتفليكس. هل تظن أن الأفلام العنيفة تزيد نسبة العنف في المجتمعات؟ أجرى باحثان اقتصاديان دراسة على البيانات منذ عام ألف وتسعمئة وخمسة وتسعين إلى عام ألفين وأربعة ليعرفوا هل تؤثر الأفلام في معدل الشغب والعنف أم لا.
فوجدوا مفاجأة ألا وهي أنه في عطل نهاية الأسبوع التي يعرض فيها أفلام عنيفة نجد أن معدلات الجرائم يقل بشدة في المدة التي تليها حيث إن الأفلام تشغل الناس. فهم يشاهدونها عوضا عن السهر والسكر ومن ثم ارتكاب الجرائم وهم سكارى. المشكلة في البيانات الضخمة. من عيوب البيانات الضخمة وجود كمية كبيرة من المتغيرات. في عام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعين.
اعتقد روبرت بلومين Robert Plomin، عالم الجينات أنه وجد جينا في كروموسوم 6،chromosome 6 يدعى آي جي إس تو آر مرتبط بنسبة حاصل الذكاء. جمع مجموعة البيانات التي حللها من مئات الطلاب، ولاحظ أن هذا الجين موجود بضعف الكمية عند الأشخاص ذوي معدل الذكاء العالي دونا عن الأشخاص ذوي معدل الذكاء المنخفض. ومع ذلك كانت هذه علاقة حظ. فعند تكرار الاختبار بعد عامين لم تعد هذه العلاقة موجودة هناك دائما احتمالية للصدف. ولكن السؤال هنا إن لم يكن ما وجدناه صدفة. هل باستطاعتنا تحمل الحقيقة؟ إذ لم تفشل نظرية روبرت.
كنا سنواجه بأسئلة أخلاقية صعبة مثلا. هل يجب علينا تعديل جينات الناس ليكونوا أذكياء؟ أو هل يستحق الجميع أن يكونوا أذكياء؟ دعنا نرى مثالا آخر. وجد بعض الباحثين من جامعة كامبردج وشركة مايكروسوفت أن تفضيلات الناس على الفيس بوك مرتبطة بمعدل ذكائهم. على سبيل المثال، وجدوا أن من يحبون موتسارت وسنزر ستورم ذا ذكاء عال، ومن يحب موتوسيكلات هارلي ديفيدسون Harley Davidson وفرقة الليدي آن بالام الموسيقية ذا ذكاء منخفض. فالسؤال هنا هل من العدل أن يرفض شخص في وظيفة بسبب ذوقه الموسيقي؟ وهل يجب على العلماء عدم نشر نتائج هذه البحوث؟
قبل أن ننهي ملخص كتاب الكل يكذب، هناك ثلاثة ملايين ونصف مليون عملية بحث متعلقة بالانتحار من غوغل google، كل شهر في الولايات المتحدة، ولكن هناك أربعة آلاف حالة انتحار فعليا فقط كل شهر! لا تتحرك الحكومات وفقا لهذه البيانات. وتتابع الأشخاص ذوي الميول الانتحارية احتراما لحريتهم وخصوصياتهم. لكن وجد بعض الباحثين في دراسة أجريت عام ألفين وستة عشر أن عمليات البحث على غوغل المتعلقة بالانتحار كانت مرتبطة في الواقع بمعدلات الانتحار الفعلية، لكن ذلك كان على مستوى ولاية واحدة فقط. بناء على هذه الإحصاءات.
أيهما تختار أمان الناس أم خصوصيتهم. هناك شعرة بين حماية الناس وزيادة الوعي وحبس شخص يميل إلى الانتحار في مصحة عقلية رغما عنه. هناك شعرة بين زيادة أفراد الأمن في الشوارع. عند ازدياد معدل البحث عن كلمات تحتوي على خطاب الكره تجاه فصيل معين على غوغل واعتقال الأفراد بتهمة كلمات البحث العنصرية. الإنترنت والبيانات الضخمة سهلوا البحوث وزادت معلوماتنا عن بني الإنسان وزاد فهمنا له، لكن كلما عرفنا زاد خوفنا، فمع العلم تأتي المسؤولية.
تحميل كتاب الكل يكذب pdf برابط مباشر على موقعنا مكتبة اقرأ كتابك. اضغط هنا لتحميل الكتاب.
قراءة كتاب الكل يكذب pdf بدون تحميل مباشرة أونلاين على موقعنا اضغط هنا.
إرسال تعليق