ملخص الكتاب علم النفس التحليلي | كارل غوستاف يونغ - مكتبة اقرأ كتابك

+ حجم الخط -

ملخص كتاب علم النفس التحليلي. تأليف كارل غوستاف يونغ

يقول الإنسان أحيانا لا أعرف ماذا جرى لي بعد أن يقول أو يفعل شيء ما، ولا يدري ما السبب الذي دفعه إلى ذلك؟ من هنا ينطلق علم النفس التحليلي الذي أسسه عالم النفس كارل يانغ وهو من أفضل كتب كارل يونغ. الذي يؤمن بأنه كي يفهم المريض ويعالجه عليه أن يصل إلى مكنونات النفس وخفاياها والتي سماها الخافية وهي ليست منحرفة أو مجرمة. 


أما ظاهر الإنسان فسماه الواعية وكل منهما تؤثران ببعضهما، لذا فتأثير النفس حاضر دائما سواء بشكل خفي أو ظاهري. أما المدهش في تحليلاته فهو أن الألم الفيزيائية سببه مشاكل نفسية، فما يحدث في النفس الداخلية ينعكس كأمراض فيزيائية خارجية مثل الشلل الهستيري والعمى والصرع وأمراض المعدة وغيرها. ويؤمن يونغ أيضا بأن الأحلام لغة رمزية تستعين بـ التشبيهات لتعبر عن خفايا النفس.


ملخص الكتاب علم النفس التحليلي | كارل غوستاف يونغ - مكتبة اقرأ كتابك


نبذة عن تأليف كارل غوستاف يونغ

كان كارل جوستاف يونج (1875-1961) طبيبًا نفسيًا وعالمًا نفسيًا سويسريًا أسس علم النفس التحليلي. اشتهر بعمله في سيكولوجية العقل اللاواعي، ومفهومه عن اللاوعي الجماعي.


درس يونغ الطب في جامعة بازل وعمل لاحقًا في مستشفى بورغولزلي للأمراض العقلية في زيورخ. أصبح مهتمًا بعمل سيغموند فرويد وطور الاثنان علاقة عمل وثيقة، ولكن في النهاية كان هناك خلاف حول وجهات نظرهما المختلفة حول طبيعة اللاوعي.


واصل يونغ تطوير نظرياته الخاصة، بما في ذلك مفهوم النماذج الأصلية، وهي أنماط رمزية عالمية للسلوك وسمات الشخصية الموجودة في اللاوعي الجماعي لجميع البشر. كما قدم مفهوم التفرد، وهي عملية إدراك الذات ودمج جميع جوانب شخصية الفرد.


بالإضافة إلى عمله في علم النفس، كان يونغ مهتمًا أيضًا بالروحانية والكيمياء والفلسفة الشرقية. كان يعتقد أنه يمكن الوصول إلى اللاوعي من خلال الأحلام والخيال النشط وأشكال أخرى من الرموز والاستعارة.


كتب يونغ العديد من الكتب طوال حياته، بما في ذلك "الأنواع النفسية" و "الإنسان ورموزه" و "الذكريات والأحلام والتأملات" و "كتاب علم النفس التحليلي" يستمر عمله في التأثير على علم النفس والروحانية اليوم، وقد تم تطبيق أفكاره في مجالات مثل الفن والأدب وحتى إدارة الأعمال.


بشكل عام، كان Carl Jung رائدًا في مجال علم النفس ولا يزال عمله مهمًا ومؤثرًا حتى يومنا هذا.

تظهر الأحلام خافية الإنسان ومنها نحلل نفسية الشخص

نقضي نصف حياتنا نائمين في حالة خافية وأحلامنا هي اللغة الخافية هذه. أما النهار فهو الجزء الواعي منا. ولكي نفهم ونحلل الأحلام يجب أن نؤمن أولا بوجود النفس الخافية العميقة التي تحتوي على الذكريات المنسية والذكريات المكبوتة، أي المنسية عمدا، والتي تظهر في الأحلام بشكل مبهم لتعبر عنها والتي يجب فهمها لأن بقاءها يعني أمراضا نفسية عدة كالـ عصاب، لذا تحليل الأحلام يساعد على الفهم لتحديد أسباب العصاب الذي هو اضطراب وظيفي في النفس مثل القلق والخوف. 


وعندما نبدأ في التحليل من المفيد أن نسأل ما الموقف الواعي الذي يعوض عنه هذا الحلم؟ مرت علي حالة لشخص في مركز مهم بعد أن ذاق مر الفقر كان يعاني من القلق وفقدان الأمن، وأحيانا يعاني من ثقل في الرأس وضيق في التنفس والإغماء ينتج عنه غثيان وهذه أعراض مرض الجبال. أخبرني بأنه رأى في أحد أحلامه بأنه كان يلحق بقطار، فحاول أن يركض ويسابق الوقت ليصل وصل، وكان القطار يمشي متعرجا. كان يعرف أنه سينقلب في النهاية، فحاول أن يحذر السائق ولكنه تجاهله فانقلب القطار. 


وفاق الرجل مذعورا. يظهر الحلم حقيقة حياة المريض وهو يركض ليتفوق ويحقق نجاحات أعظم. نقطة انقلاب القطار تمثل تفاقم العصاب عند المريض بعد أن أفنى جهده ليبتعد عن نشأته الوضيعة. كان من المفترض أن يهدأ قليلا فجاءه العصاب لا يحذره من طريقة عيشه. عندما يقول الطبيب لم أفهم الحلم يكون عاجزا عن فهمه وليس لأن الحلم غير قابل للفهم. فالجزء الأكبر من الفهم يقع على عاتق المريض وكيفية سرد حلمه للطبيب. وفي كل حلم جديد تظهر رحلة جديدة على الطبيب أن يخوضها لأنها مصدر معلومات مدهش، وهنا يأتي دور علم النفس التحليلي الفصل الثاني.


يكمن الهدف من العلاج النفسي بجعل المريض يتكيف مع مجتمعه

تتضمن الإنجازات الفعلية التي تحققت في علم النفس التحليلي أربع مراحل رئيسة وهي الاعتراف والتفسير والتعليم والتغيير. في المرحلة الأولى من المعالجة نبدأ بالبحث عن حقيقة قديمة مخفية. وهي ذات العملية التي تتمثل في رياضة اليوغا والتأمل والتي تسمى بالتطهير. فتظهر النفس وترغم على الاعتراف بوجود عاقبة مؤلمة، فنرى الأشياء التي نسيناها أو نكبتنا بها مثل الأسرار. فصاحب الهستيريا المفرط في عواطفه غالبا يكون صاحب سر. 


والعجيب أن الأسرار التي نعرف أننا نخفيه أقل ضررا من الأسرار التي لا نعلم بوجودها لأنها تتحول إلى عقدة. لكن لا يكفي أن نعترف لأن المريض يتعلق بالطبيب، وبمجرد أن تنقطع الصلة بينهما تتراجع حالته. لذا علينا إكمال مسيرة العلاج وأن نخطو والخطوة الثانية وهي التفسير. وهنا نطرح سؤالا لماذا قد لا يستجيب المريض للتطهير لأنه يكون قد تعلق بـ طبيبه ورأى به صورة الأب. فيعلق بما يسمى بالتثبيت، ولنتخلص من ذلك نعالجه بالتحويل فما الفرق بين التحويل والتطهير؟ التطهير يمسح الغبار ويظهر محتويات الواعية. أما عملية التحويل فهي تنير محتويات الخافية التي ترفض أن تظهر فورا. 


وهذا هو الفرق الرئيس بين مرحلة الاعتراف ومرحلة التفسير. لذا يسهم التحويل في جعل المريض مدركا لسبيل نيته وتعلقه في الطبيب فيقرر أن يتحرر من أوهامه. تظل مشكلته الآن هي أن يصبح كائنا اجتماعيا. وهذه بالضبط المرحلة الثالثة وهي التعليم. فيتم تعليمه عادات جديدة لا يمكن اكتسابها إلا بالممارسة اليومية. لا توجد مرحلة تحل محل المرحلة الأخرى، فالتغيير يصاحبه اعتراف بعد أن علم كل مجهول، وفي مرحلة التفسير عرفنا كيف نشأ العصاب، وبعدها تعلمنا كيف نكتسب عادات جديدة لتتحول إلى كائنات اجتماعية سوية. 


ونأتي الآن إلى مرحلة التغيير التي من خلالها نسد أي خلل قد حصل ونلبس حاجات لم تلبى وحاجات الأفراد تختلف، فالبعض يناسبه عيش حياة اجتماعية وآخرون لا. إذا طلب من المريض أن يصبح اجتماعيا أو يتكيف، يلزم الطبيب بذلك أيضا ليتحقق الهدف من علم النفس التحليلي. فالمعاناة تشملنا جميعا. وهذا ما يجعل من مهمة هذا العلم صعبة، وخصوصا أن معاناة كل شخص هي حالة فريدة بحد ذاتها.


كلما كان مريض العصابي أكبر عمرا صعب علاجه

طوال رحلتي في ممارسة العلاج النفسي. مرت علي حالات كثيرة لم أستطع شفائها ولكنها أثرت بي بشكل أكبر من التي نجحت فيها. الحالات الأصعب كانت من المرضى المتقدمين في السن ممن تجاوزوا الأربعين لأن عناصر النفس تتغير باستمرار. نستطيع علاج العصاب بسهولة عند الشباب كونه ينطلقوا في الحياة نحو غايات محسوسة مفعما بالطاقة والأمل. 


أما كبير السن فهو يكتفي ولا يرغب في تحقيق المزيد من النمو فينشأ عصابه من تعلقه بشبابه وبالتالي خوفه من الموت، كما أنه في سن المراهقة وحتى منتصف العمر تصطدم أحلام المرء وقناعات طفولته بواقعية الحياة، إذ تصبح مسلمات الماضي لا تتوافق مع الحاضر. وقد تنشأ المشكلات من الاضطرابات الداخلية لاختلال التوازن النفسي بسبب الدافع الجنسي أو شعور النقص، وهم في الغالب مصابون بالأعصاب. والجدير بالذكر أن المعطوب مريض يجهل مشاكله عكس صاحب المزاج الذي يعاني من مشاكل يعرفها ويشعر بها. 


بعض الحالات تعاني من عصاب غير قابل للتحديد سريريا لأن معاناتهم تنبع من عبث الحياة وفوضى هويتها. هؤلاء من الصعب علاجهم بالطرق التي تبنى على العقل. فماذا أفعل عندما يسألني أحدهم بما تنصحني؟ وأنا الذي لا أملك فلسفة حياة جاهزة، لذا كنت أختار الاستعانة بأحلامهم كي أجد دليلي. فتظهر وقائع حالية مثل الزواج أو المركز الاجتماعي أو رموزا وأساطير معروفة تقودني إلى أصل المشكلة لـ يعالجها. 


فأن نقلهم إلى الميدان التطبيقي في مجال الرسم والكتابة مثلا كي يفرغوا مشاعرهم ويشعروا بالإنجاز والثقة بالنفس إلى أن يقول الواحد فيهم أنا قادر على الانخراط في الحياة الاجتماعية. لهذا يجب على الطبيب أن يضع أهداف العلاج آخذا بعين الاعتبار عمر المريض وبنيته النفسية، و الانطوائية والانبساط سوية ونفسه الروحية والمادية.





ساعدت نماذج علم النفس الرئيسية على تصنيف المشكلات وعلاجها

قد تسأل لماذا تأخر علم النفس في التطور؟ منذ القدم استعان الإنسان بالتنجيم أو بقراءة الكف وغيرها للكشف عن خفايا النفس بالإضافة لما يسمى بنماذج الفنان والمحارب والعامل وغيرها والتي لا تمت لعلم النفس بصلة. قد نعتقد أننا نفهم أنفسنا لأنها قريبة منا أكثر من أن يفهمها ويعلمها طبيب. لكن الحقيقة أن الجميع يفهمنا أكثر من فهمنا لأنفسنا. النفس اللامكانية. هذه تتقلب باستمرار. 


فكلما شعرنا بأننا قد فهمنا الأمراض بـ أعراضها وتأثيراتها تتغير وتتوسع. وهذه بعض أسباب تأخر علم النفس في التطور. كان من الصعب علي أن أضع نماذج أساسية تنطبق على كل الناس. فمثلا الشخص الانطوائي لا يتصرف دوما كما عرفت الانطوائية بل على حسب الموقف. فهناك أشخاص يفكرون قبل الفعل وهؤلاء يستخدمون العقل بدلا من المشاعر بالتحكم في قراراتهم. في الواقع الشخص قد يرجح التفكير سواء أكان انطوائيا أم انبسط وطيبا. هناك أيضا فوارق بالشعور. 


ولكن مهلا، ألا يختلف الشعور عن الإحساس. فمثلا الشعور بالأسف يختلف عن الشعور بأن أسعار الألومنيوم ستتغير، لكن كليهما الشعور. أما الإحساس فهو متبوع بالحواس والحدس. والفرق هو أن الإحساس إدراك يحدث من خلال سياقات الحس الواعية. أما الحدس فهو ناتج من الروابط الخفية بدون خبرة واقعية. أجدني مضطرا لأن أكتب نقاطا رئيسة فيما يتعلق بالنظرية السيكولوجية في النماذج. 


والنتيجة هي أنني وضعت نموذجين عامين يندرجون تحت الانطواء والانبساط، وقمت أيضا بتصنيف رباعي يعود إلى وظائف التفكير والشعور والإحساس والحدس، وكل تصنيف يتغير حسب الموقف العام، إذ يصبح التقدم أسهل عندما يضع الإنسان نماذج محددة تحدد مسيره وتراجعه إلى المسار. إن شعر بالضياع. قد تتساءل عن الفرق بين وبين ما قاله فرويد عن النفس. إليك الإجابة فيما يأتي.


لكل من يونغ وفرويد نظرياته التي تفسر معاناة المريض

يبني الإنسان وجهات نظره وفق خبرته الذاتية ويعبر عنها بشكل مميز عن غيره. وهذا الفرق الجوهري بيني وبين عالم النفس فرويد عن طبيعة النفس فأن فرويد وضع تعبيرات صحيحة لما لاحظه بنفسه عن نفسه حتى عالم النفس ادلر إحدى تلاميذ فرويد قد درس وفهم مادة فرويد بشكل يختلف كليا عما تعلمه، فأنشأ مدرسة أسماها علم النفس الفردي والذي يربي فيها النفس البشرية من خلال التربية الاجتماعية. ليجعل منها كائنا متكيف مع مجتمعه. 


فهو يعتقد أن المرء يملك عقدة نقص تدفعه ليقال عن نفسه بالآخرين. من وجهة نظري ان مدرسة فرويد وادلب تفرط الان في التركيز على الجانب المرضي من الحياة على عكس انا الذي أفكر في الجانب الصحي. ففي الوقت الذي لم يركز فيه فرويد على الأديان فأنا على عكسه أؤمن بأهميتها اذ تعينني على فهم طريقة تفكير مرضاي والرموز التي في أحلامهم. 


يؤمن فرويد بأن جميع الأمراض أساسها نفسي بالدرجة الأولى وترتبط بطفولة الشخص، فمثلا الأفكار المكبوتة والغرائز البشرية والذكريات القديمة المزعجة ناتجة من عقدي ومشاكل الطفولة. ولهذا ينبغي الاهتمام بهذا العمر. أنا لا أنكر وجود الغرائز، لكنني أرى أنها تتصادم مع عنصر مهم وهو الروح، إلا أنني أنظر إلى خافية الإنسان نظرة سليمة. أما فرويد فيقوم دوما بالبحث عن الشر الكامن في الإنسان وينقله إلى الواعية ويشعره بالحيرة والذنب تاركا إياه يحل مشكلته بنفسه. والآن دعني أسألك أمرا. هل تظن أن بإمكان الطبيب النفسي أن يفسر الفنان من خلال أعماله؟


يستطيع الطبيب أن يفسر الفنان من أعماله

لماذا يوجد شخص مبدع فنيا وآخر ليس كذلك؟ ما العوامل التي تجعل منه مبدعا؟ هذه المهمة تقع على عاتق عالم النفس لأن النفس هي من تحتضن الفن ومنها ينتج ويكبر. قسمت الفن إلى نوعين، الأول هو السيكولوجي والثاني الرؤيوي. الأول يتعامل مع الجانب الواعي ويعرض تجربة الحياة مثل الصدامات العاطفية وآلام الحب. ففي الشعر يعرض الكاتب هذه الخبرة النفسية بطريقة شاعرية تجذب القارئ وتجبره ليصل إلى عمق الشعور. 


أما الأسلوب الرؤيوي فيبتعد عن الخبرة الإنسانية ويهتم بخاصية الإنسان مثل مخاوف الليل والأحلام التي تبعث على الارتياب لأنها غامضة بطبيعتها. فيتحدث الكاتب عالم النفس ليحلل الشخصيات، وهذا هو سر تأثرنا جميعا بالعمل الفني. فنحن نجتمع سويا بـ الخافية الجمعية التي تؤثر بكل البشر وليس الفرد بذاته. لكن ما هي أولوية العلاج النفسي؟ أهو الجانب الروحي؟ أم المادي.


أهمية العلاج الروحي تفوق علاج الجانب المادي

علم الأمراض النفسية هو الاسم العام الذي يطلق على مظاهر العقد النفسية كالصدق سمات الطفولة والذي نما بمساعدة الطب العقلي وعلم الأعصاب الذي يدرس الأمراض العصبية العضوية في الأمراض العصبية ليست أمراضا عقلية ما دامت لا تنشأ من نفس الإنسان. وفيما يخص العصاب فهو مرض أسبابه نفسية فيكون علاجه بالأساليب النفسية، ففي الوقت الذي قد تقدم تفسيرا أو مواساة للمريض يفشل الدواء العضوي بذلك. يحتاج المريض لكي يعيش أربعة أشياء وهي الإيمان والأمل والحب والحكمة، وهذه أشياء لا نعطيها ولا نأخذها لأنها خاصة بذات وخبرة الإنسان، إذ نستطيع أن نبني خبرات بأن نغامر ونكتشف أنفسنا. 


تظل المشكلة أن الطبيب يجهل كيف يساعد المريض على الوصول إلى الخبرة التي تمنحه الأربع هبات. لا نستطيع أن نقول له اعرف نفسك ونسكت لأنه يحتاج أن يختبر بذاته كي يشفى. كما لا يثق كثير من المرضى بالاستعانة برجال الدين ليجدوا معنى للحياة لأنهم مقتنعون بـ افتقاره للمعرفة السيكولوجية. أرى أن العصاب ينمو مع انحطاط الحياة الدينية وتجاهلها، ولكن بما أن المريض يرفض الاستعانة برجل الدين أو بالفلسفة المعاصرة صرنا بحاجة لوضع اعتبارات تطبيقية. صحيح أن النفس الإنسانية لا تزال غامضة. 


ولكن الواضح أن الجانب الروحي مهم أكثر من الجانب المادي. وهذه النقطة تذكرني بحالة الشاب الذكي الذي جاء إلي وقدم تحليله لعصام كان يعاني منه بعد أن درس الأدب الطبي باجتهاد، وسألني لماذا لم يشفى إلى الآن؟ بعد أن اطلعت على سيرته الشخصية، وجدت أنه كان يسافر في إجازته الشتوية. فسألته من يغطي تكاليفه. أخبرني بأنها معلمة فقيرة كانت تحبه فتحرم نفسها لأجله. عرفت السبب في عصابه وهو انعدام ضميره، فكثير من أمراض العصاب تنشأ من الروح.


فقرة بارزة من الكتاب علم النفس التحليلي

لا ريب في أن الحوادث النفسية تشكل خبرتنا الوحيدة المباشرة كل ما اختبره، فهو شأن نفسي حتى الألم الفيزيائي ما هو إلا حادث نفسي يرتد إلى خبرتي. حتى الانطباعات الحسية بكل ما تفرضه علي من عالم الأشياء. الكتيبة التي تتحيز المكان ما هي إلا الصور النفسية وهي وحدها خبرة المباشرة.


النفس المفهوم اللامرئي الذي حير العلماء وعذب المرضى على مدار سنين. إذا أنشئت مدارس وأفرع كثيرة لعلم النفس، ومنها علم النفس التحليلي الذي أنشأه كارل يونغ واستفاد الكثير بسببه. إذ قام بدراسة النفس دراسة وصفية قسم فيها النفس إلى ثلاثة أقسام هي الخافية اللاوعي والواعية والخافية الجمعية. ركز على خافية الإنسان كي يجد سبب الأمراض الفيزيائية وتعلم من الحالات التي فشل بها. 


قام بوضع الانطوائية والانبساط علية كنماذج ساعدته في تصنيف الحالات. وفي النهاية اكتشف أن العلاج يكون بناء على خلفية الشخص الثقافية وعمره ومخاوفه ومكانته. والأهم هو أن نبدأ بعلاج الجانب الروحي الذي ما إن تدهورت حالته سيكون منشأ للكثير من أمراض العصاب.


اقرأ أيضاً تفسير الأحلام

قراءة وتحميل كتاب علم النفس التحليلي كارل يونغ pdf

كتابة تعليق