كتاب شيفرة السكري - العلاج المناسب pdf

+ حجم الخط -

شيفرة السكري المنع أو الشفاء لمرض السكري diabetes من النوع الثاني. أطلق على مرض السكري مرض العصر، وعلى الرغم من أنه مرض قديم إلا أنه لم يكن متعارفا عليه كما هو الآن كما لم يكن انتشاره واسعا كذلك حيث كانت الصورة ضبابية حوله. أما الآن فقد أصبح سببه معروفا. وبالتالي صار من الممكن علاجه أو الوقاية منه لمن لم يصبه بعد.


كتاب شيفرة السكري - العلاج المناسب pdf



 قراءة تاريخية عن مرض السكري

عرف مرض السكري في الحضارة الفرعونية أي منذ حوالي 2500 عام قبل الميلاد، وقد وصف بأنه مرض إدرار البول لأن من أعراض مرض السكري كثرة التبول وقد كتب عنه أطباء الإغريق القدامى وأسموه بمرض العسل. كما عرف في الحضارة الهندية بنفس الاسم وقد عكف على دراسته الكثير من الأطباء ولم يستطع تفسيره إلا قلة. إذ لم يكن من السهل معرفته أو وصف دواء له دون معرفة جذوره وأسبابه حتى يستطيع إيجاد العلاج المناسب. ولعدم وجود الآلات والأدوات كما هو الآن، كان من الصعب التوصل إلى حقيقة هذا المرض حتى بداية القرن ال 20. 



ولكن استطاع العالم الإسكتلندي جون رولو قبل ذلك أن يحدد أن السبب هو الكربوهيدرات فنصح المرضى بالابتعاد عنها. أما مؤسس علم السكر الحديث أبولنير بوشرادت فقد استطاع أن يجد الحل بالصيام أو التجويع ليستهلك للجسم كمية السكر الزائدة. في حين أن مؤسسة علم الهرمونات السير إدوارد شاربي اكتشف أن هرمون الأنسولين هو المسؤول عن السكر. أما تسمية الهرمون فقد جاءت من الأصل اللاتيني إنسولا وتعني الجزيرة نسبة لخلايا جذور لانجر هامز في البنكرياس. 


أما في القرن ال 20 وفي الولايات المتحدة الأمريكية فقد استطاع ثلاثة علماء هم الأطباء فريدريك بانتينغ وجون ماكلور وتشارلز بيت أن يعالجوا المرضى بالأنسولين الذي تم أخذه من البقر. حيث قاموا ببحوثهم على بنكرياس البقر وعزل خلايا جزر لانجرهانز وكان ذلك سببا في حصولهم على جائزة نوبل في الطب. وأخذ بعد ذلك جائزة نوبل بالكيمياء العالم فريدريك سانجر الذي استطاع اكتشاف تركيبته كيميائيا وتصنيعه كدواء يباع في الصيدليات. 


أصبحت الحاجة ملحة لإيجاد الحل الجذري للحد من هذا المرض الذي انتشر بشكل كبير ولم يترك كبيرا أو صغيرا ذكرا أو أنثى. وبالرغم من اكتشاف العلاجات، إلا أن الأمر يزداد سوء وأصبح تكاليف العلاج تشكل عبئا ماديا على الحكومات والأفراد، فما علينا إلا البحث عن بدائل وطرق أفضل للعلاج والوقاية.




 أنواع مرض السكري وأسبابه وأعراضه


 يوجد نوعان لمرض السكري. الأول ينتج عن عدم قدرة الجسم على إنتاجه. أما في النوع الثاني فإن الجسم ينتج الأنسولين ولكن كميات الغلوكوز في الدم تبقى مرتفعة ويصاب به المرضى ولا يولدون به كما في النوع الأول. مريض النوع الثاني يصاب بالسمنة، أما مريض النوع الأول فلا يصاب بها. العلاجات والمحاذير لا تتشابه على الأغلب، ولكن العلاج المشترك هو الأنسولين الصناعي. 


النوع الأول يعد من أمراض المناعة الذاتية أي أن الجهاز المناعي هو من يقوم بتدمير الخلايا المصنعة للأنسولين فيبقى علاجها أصعب من النوع الثاني الذي من الممكن علاجه والوقاية منه. فعندما نتحكم بكميات السكر المتدفقة في الجسم نكون بذلك حرصنا على التخفيف قدر الإمكان من المسبب الرئيس الذي يتمثل بالسكريات والنشويات. التي يعجز الجسم عن استهلاكها جميعها بالطاقة، والفائض منها يقوم الجسم بتخزينه وحينما تمتلئ الخلايا بالجلايكوجين تقوم بتخزين ما تبقى على شكل دهون، وفي اليوم التالي نقدم لأجسامنا جرعات جديدة من السكر ولم يكن قد استهلك ما قد خزنه في السابق. 


وتكون الكميات كبيرة أكثر من الاحتياج اليومي. فيضطر إلى التخزين من جديد، لذا فإن الحل المناسب هو التوقف عن التزود بكميات جديدة من الطعام. ليقوم الجسم باستهلاك ما خزنه بالفترة السابقة، حينها سيعود الجسم ليستهلك ما تم تخزينه من السكريات والنشويات وخاصة المصنعة منها أو النصف المصنعة مثل شراب الذرة ورقائق الذرة. تتمثل أعراض مرض السكري من النوع الثاني بارتفاع الجلوكوز بالدم والبول، وكثرة التبول وجفاف الحلق والعطش، بالإضافة إلى زيادة الوزن والإرهاق الشديد وتغير رائحة النفس لتصبح مثل رائحة الفاكهة، كما تتغير رائحة البول لتصبح مثل رائحة الأسيتون. 


علاقة السكري بالسمنة والأمراض التي تنتج عنه


باتت صداقة هذين المرضين تشكل عبئا على أجسام المرضى. إذ تنتج لديهم أمراض كالسمنة الناتجة عن مراكمة الدهون والسكريات ومقاومة الأنسولين. أما دواء الأنسولين فإنه لا يجدي نفعا في إنقاص الوزن، بل هو عامل مساعد في الزيادة لذلك يطلق على السمنة مرضا وليس عارضا. أما بالنسبة لمن يلقي اللوم على السعرات الحرارية وقلة الحركة أو عدم ممارسة التمارين الرياضية، فإن ذلك ليس صحيحا ولن يجدي نفعا حيث سيبقى الأنسولين يفرز الأجسام المقاومة له وكل ذلك يؤدي إلى السمنة. 


كتاب شيفرة السكري - العلاج المناسب pdf



إن ازداد تراكم جزيئات السكر والدهون في الجسم لن تكون على الكبد وحسب بل ستنتشر لتصل أعضاء الجسم كافة. فتكون نتيجة الإصابة بأمراض الكبد إذ إن التراكمات تبدأ أولا على الكبد فيخزن الجلايكوجين ثم تتراكم عليه الدهون حتى تتأثر وظائفه، وكذلك الأمر بالنسبة للسمنة حيث تتراكم الدهون في كل الجسم ليصاب شخص بالبدانة بدءا بالبطن. ثم حول العضلات الهيكلية وفي البنكرياس. 


كما يسبب تراكم جزيئات السكر والدهون في الجسم أمراض العين والعمى والأزمات القلبية والجلطات التي قد تؤدي إلى الوفاة. بالإضافة إلى أمراض الأعصاب التي تبدأ من الأقدام وأمراض الدماغ كالزهايمر. يعمل الغلوكوز على تعطيل جهاز المناعة وبالتالي فإنه يؤدي إلى التهابات فطرية وبكتيريا إن زادت كميته عن حدها. 


والأمر ذاته بالنسبة للجلد والأظافر، إذ إنهما حين يزيد تراكم جزيئات السكر والدهون في الجسم، تبدأ البقع البنية بظهور عليهما. كما تظهر الزوائد الجلدية على جفن العين. وقد يزداد الأمر خطورة وتؤدي هذه الزيادة إلى الإصابة بأمراض الكلى والفشل الكلوي وتكيس المبايض عند النساء الناشئ عن الخلل الهرموني. وقد يؤول الأمر إلى الإصابة بالسرطان الناجم في الغالب عن الأدوية.



اقرأ كتاب أيضاً



علاج مرض السكري

يبدأ العلاج بمعرفة السبب والابتعاد عنه، فيجب أن نعالج السبب لا أن نعالج الأعراض. ولنبسط الأمر على النحو التالي نأكل الطعام ثم يرتفع الأنسولين في الدم، وبالتالي ترتفع السكريات والدهون المخزنة في الجسم. ولكن حين لا نأكل سوف يقل الأنسولين بالدم ومن ثم سوف تحرق تلك السكريات المخزنة وبعدها الدهون. الأمر أشبه بمعادلة ونقوم بعكسها. 


تمت هذه التجربة على الكثير من مرضى السكري من النوع الثاني وكانت النتيجة إنقاص الوزن وانخفاض نسبة الأنسولين بالدم، إلا أن بعض الأطباء قد وقع بالخطأ حينما قام بنفس التجربة تجربة الصيام على المرضى المصابين بالسكري من النوع الأول وكانت النتيجة الموت. إذ لم يستطع المرضى الصمود أكثر بسبب أن الأنسولين غير موجود أصلا. يجب الانتباه إلى نوع الأطعمة التي نتناولها بتحديد السكر. إن كان السكر الحلويات، السكروز أو سكر الفواكه، الفركتوز أو حتى السكر المصنع أو ما يسمى ببديل السكر. فجميعها تحتاج التحويل إلى الجلوكوز للاستفادة منها كطاقة والباقي يخزن. 


كتاب شيفرة السكري - العلاج المناسب pdf


من هنا تظهر كمية السكر بالدم حيث إنه يسبب تراكم الدهون ويزيد من الأنسولين في الدم مما يراكم الدهون في الكبد وبقية أعضاء الجسم ويرفع كذلك الأجسام المقاومة للأنسولين. وهي بدورها تزيد من الأنسولين مجددا حلقة لا تنتهي إلا بوقف المادة المسببة لكل ذلك، ولأنه يجب إعادة حرق الدهون المخزنة، فمن الأفضل إطالة مدة الصيام حد التجويع ليبحث الجسم عن كل المخزون لحرقه وتحويله. إلى طاقة، الأمر أشبه باستخدام حطب التدفئة أو الفحم لقطار البخار. 


أوجد بعض الأطباء حلولا أخرى ربما تكون الخيار الأصعب ولكنها كانت نافعة لكثير من المرضى خاصة المصابين بالسمنة وهي عملية جراحة البدانة أو التكميم ربط المعدة حيث تجعل المريض يستهلك كميات أقل من الطعام ولا يعود يشعر بالجوع. الذي يزيد من تناوله للطعام والبحث عن الأطعمة السريعة والحلويات. وكل ذلك كان السبب الرئيس في المشكلة منذ البداية.


 العلاجات المرتبطة بالوزن


قد ترتبط بعض علاجات السكري بالوزن، فهناك علاجات تزيد الوزن وعلاجات تثبته وعلاجات تنقص منه وكلها تصرف بالوصفات الطبية ومن الأفضل تناول بديلا لتلك الأدوية التي تزيد الوزن حتى لا تسبب ارتفاع الغلوكوز بالدم. وكذلك الأدوية التي لا تزيد من الوزن، ولكن هناك احتمال أن تثبته وهي ليست سيئة مثل المجموعة الأولى وإنما أقل سوءاً، أما المجموعة الثالثة فهي الأفضل بالتأكيد لأنها تنقص من الوزن وبالتالي ستساعد على الشفاء من مرض السكري.


ملخص كتاب شيفرة السكري

إن المسبب الرئيسي لمرض السكري من النوع الثاني هو ارتفاع نسبة السكر بالدم. حيث يؤدي بدوره إلى ارتفاع نسبة الأنسولين بالدم وإلى ارتفاع نسبة الدهون ومضادات الأنسولين التي ترفع إنتاج الأنسولين وبالتالي زيادة الوزن. كما أن ارتفاع نسبة الأنسولين بالدم ترفع من ضغط الدم فتكون سبب الإصابة بالنوبات القلبية والوفاة المفاجئة. ومن خلال ربط المشكلة الناجمة عن ارتفاع الجلوكوز بالدم وارتفاع الدهون الثلاثية بالدم.


تنشأ مشكلة متلازمة استقلاب الدهون التي تؤثر بالكبد بشكل مباشر لأنه المسؤول عن عملية استقلاب السكر. تصيب الجسم أمراض كثيرة وخطيرة وقد تسبب العمى الجزئي أو الكلي والفشل الكلوي أو الزهايمر أو أنواع السرطانات أو الجلطات والنوبات القلبية. وكل ذلك يؤدي إلى الوفاة، والحل بسيط وبين أيدينا إما أن نتفادى المرض منذ البداية لمن لم يصبه بعض أو أن نعالجه للمصابين، فلا يأس مع الحياة. فهذا المرض على الرغم من خطورته، إلا أنه يمكن علاجه، والحل هو باتباع الحميات الغذائية والصيام حد التجويع لأولئك المرضى الذين امتلأت أجسامهم بسميات السكر التي يجب حرقها بالصيام.

1 تعليقات

  1. شكرا على مرورك ولكن اغلب الزوار لموقعنا فقط يحمل الكتاب دون حتى قراءة الملخص

    ردحذف

إرسال تعليق