البيتكوين الذهب الرقمي

+ حجم الخط -

 البيتكوين

الذهب الرقمي البيتكوين Bitcoin. وقصة المليونيرات الذين حاولوا إعادة اختراع المال، هل تعلم كيف يعمل البيتكوين؟ لماذا تعد ثورة تكنولوجية؟ هل تتطلع لفهم تقنية العملات الرقمية ومصطلحات مثل شبكة البلوك تشين. والتعدين والتشفير والمحافظ الرقمية وتأثيرها في الاقتصاد العالمي.


البيتكوين الذهب الرقمي


يأخذ الاقتصاد الرقمي بعداً جديداً يوماً بعد يوم. والآن نكشف لك الستارة عن استخدامات البيتكوين السيئة والجيدة وكيف يمكن لتقنية البلوكشين أن تغير حياتنا.


 عن الكتاب الذهب الرقمي ومؤلفه ناثانيل بوبر صحفي بجريدة نيويورك تايمز ومتخصص في المقالات التقنية والاقتصاد الرقمي. في كتاب الذهب الرقمي يحكي لنا ناثانيل بوبر قصة نشأة البيتكوين وتطوره ومميزاته كشكل جديد للمال. ويجيب عن أسئلة مثل كيف تعمل عملة البيتكوين ونظام الحوالات على شبكة البلوك تشين؟ وكيف يمكن استخدامها في الاقتصاد العالمي؟


 لماذا تعد البيتكوين أفضل ثورة تكنولوجية منذ الإنترنت 


بعد انهيار النظام المالي في الأزمة المالية العالمية عام 2008 بسبب إفراط البنوك في إعطاء القروض بدت الحاجة ملحة لنظام مالي جديد. ومثل ما حل الإنترنت محل وسائل التواصل القديمة. والإعلام التقليدي يهدف البيتكوين إلى احتلال موقع البنوك والقضاء على سيطرة الدول على النظام النقدي. كيف؟ كانت فكرة إنشاء عملة مشفرة تجمع بين الخصوصية والأمان مطروحة منذ التسعينيات.

 بين مجتمع المطورين المهتمين بالتشفير، وبخاصة منتدى سايبربانك. الذي يتخذ اتجاها، يدعو للتحرر من سيطرة الحكومات وإنشاء عملة مستقلة. لا تكون الحكومة وصية عليها ولا تحتاج إلى وسيط يضمن المعاملات مثل البنوك.


وبالفعل أطلقت أكثر من تجربة أبرزها عملات هاش كاش وبيجي كاش ولكنها جميعا باءت بالفشل بسبب وجود ثغرات برمجية. كانت كفيلة بهدم الفكرة. بالإضافة إلى حاجتها إلى وجود وسيط مركزياً يضمن المعاملات مثل الشركات أو البنوك. ولكن في أغسطس عام 2008 حدثت المفاجأة. 

حيث تلقت قائمة سايبربانك البريدية رسالة من شخص يدعى ساتوشي ناكاموتوSatoshi Nakamoto، وهو اسم مستعار يخبرهم أنه توصل لكود برمجياً لعملة مشفرة أسماها البيتكوين. يحل كل المشكلات السابقة مطالباً المبرمجين بتجربة الكود وإبداء رأيهم فيه. في البداية رفض أغلبيتهم التجاوب مع ساتوشي. بسبب فقدانهم الأمل في إمكانية تطبيق الفكرة،


 قبل أن يبدأ المبرمج، هالفني بتجربة الكود ويثني عليه، ثم توالى المطورون على العمل لتطوير النظام البرمجي للبيتكوين شيئا فشيئا. لقد قدم ساتوشي ناكاموتو نظاما ماليا لعملة البيتكوين. يتسم بالخصوصية والأمان ويضمن إجراء حوالات من طرف لآخر دون الحاجة إلى وسيط، وبصفته برنامجاً مفتوح المصدر يمكن لأي مبرمج الإسهام في تطويره بدون سيطرة جهات بعينها. فيما وصف بأفضل شكل للمال عبر التاريخ.


 البيتكوين والبلوك تشين

بداية البيتكوين هي عملة رقمية غير ملموسة تحفظ في هيئة رصيد على محفظة رقمية على شبكة البلوك تشين على الإنترنت، ويمكن إرسال البيتكوين واستقبالها من أي محفظة رقمية لأخرى بدون وسيط. شبكة البلوك تشين عبارة عن برنامج يحتوي على سجلات أرصدة المحافظ الرقمية من البيتكوين. وتسجل المعاملات الجارية بينها. عندما تشتري عملات البيتكوين فإنك تستقبلها وتخزنها في محفظة رقمية. 


البيتكوين الذهب الرقمي


لها كلمة سر ويتم تسجيل أرصدة هذه المحفظة وكل المعاملات والحوالات. على شبكة البلوك تشين. وبمجرد تحميل برنامج البلوكشين على حاسوبك، فإنك تحتفظ بنسخة من هذه السجلات، وفي حال قام ملايين المستخدمين في العالم بتحميل برنامج البلوك تشين على أجهزتهم. فإنهم يحتفظون بنسخة من سجلات الأرصدة والمعاملات على شبكة البلوك تشين. وبذلك تؤسس لنظام لامركزي يضمن المعاملات دون الرجوع لقواعد بيانات يتحكم بها نظام مركزي كالبنوك.


ماهو تعدين البيتكوين بشكل مبسط؟

ما الدافع لمشاركة جهازك على شبكة البلوك تشين؟ بالطبع هناك حافز كبير. يتم تشغيل برنامج البلوك تشين على الحاسوب مقابل الحصول على مكافآت بعملة البيتكوين. ترسل فورا لمحفظتك الرقمية على الشبكة، وهو ما يعرف بعملية التعدين. ولكن الحصول على هذه المكافأة يتطلب استخدام طاقة كبيرة من الحاسوب. حيث تتنافس جميع الأجهزة على الشبكة على حل مسألة رياضية معقدة للغاية بمعنى حل الخوارزميات المعقدة.


البيتكوين الذهب الرقمي


وأول جهاز يتمكن من حلها يحصل على عدد من عملات البيتكوين تسمى ساتوشي. وهي أجزاء من عملة البيكوين. وكل 100.000.000 ساتوشي يساوي 1بيتكوين. وبمجرد حل المسألة تقوم جميع الأجهزة بتحميل سجلات البلوك تشين الجديدة تلقائيا. هذه العملية تمثل حافزاً لمشاركة جهازك على شبكة البلوك تشين ومن ثم يمكن أن تجذب البلوك تشين أكبر عدد من أجهزة الكمبيوتر في العالم وتحفظ سجلات الشبكة في ملايين الأجهزة.


البيتكوين بين عامل الأمان والثقة ومخاوف التضخم 


هل البيتكوين أمن ضد الاختراق فعلا؟ نعم ببساطة لأن شبكة البلوك تشين تستبعد أي جهاز يخترق من الشبكة لأنه يعطي بيانات مخالفة لبيانات أغلبية الأجهزة. وهذا ما يعرف بخوارزمية الإجماع. ومن ثم إذا حاول أحدهم اختراق جهاز أحد المشاركين في الشبكة فسيكون قد اخترق جهازا واحدا فقط من ضمن ملايين الأجهزة على الشبكة وسيستبعد. وهنا لو أجرى المخترق أي تغييرات على الجهاز فلن يتغير شيء على الشبكة. 


ومن ثم، فإن الحل الوحيد لاختراق البلوك تشين وتغيير بياناتها هو السيطرة على أكثر من نصف أجهزة الشبكة لتكون الأغلبية في يده، وبذلك يستحيل تقريبا التعديل في سجلات البلوك تشين، ما يعني إمكانية الاعتماد عليها دون الحاجة لوسيط ماليا مثل البنوك. ليسجل لنا الأرصدة والمعاملات، ماذا لو تمكنت جهة ما من السيطرة على أكثر من نصف طاقة الشبكة بالفعل؟ هذا الأمر يبدو شبه مستحيل لأن تكلفة السيطرة على 51% من الأجهزة المتصلة بالبلوك تشين


أكبر بكثير من مجموع المكافآت الناتجة عن التعدين بهذه الأجهزة. وبما أن من المفترض تزايد طاقة الأجهزة على الشبكة، وبما أنه من المفترض تزايد طاقة الأجهزة على الشبكة بمرور الزمان. سوف تزداد تكلفة الهجوم أكثر، كما أنه لو حدث ذلك الهجوم سيفقد الناس الثقة وينهار تماما سعر البيتكوين. ومن ثم سيخسر الطرف المسيطر خسارة ضخمة. 


في عام 2010 استطاع أحد المطورين التوصل لثغرة خطيرة في برنامج البلوك جاي ولكنه بدلا من استغلالها أرسل بريداً إلكترونياً إلى ساتوشي ناكاموتو وفريق المطورين يخبرهم فيها بالثغرة وطريقة حلها. لقد حاول المطور الحفاظ على سعر البتكوين، والثقة به لأن سعر مقتنياته من البتكوين هو الآخر، سينهار إذا انهارت الثقة بأمان البيتكوين. لتتأكد رؤية ساتوشي ناكاموتو في النظام الديمقراطي للشبكة. إذن يمكن للنظام حماية نفسه بنفسه. بما يحقق المصلحة للجميع ويجبرهم على حماية الشبكة بكل قدراتهم. 


هل يمكن اعتبار البيتكوين مالا حقيقيا؟ 


السؤال هنا هل تعد النقود حقيقة من الأساس؟ لقد نشأ النظام المالي قديماً على تبادل الذهب بوصفه وحدة للقيمة، لكن بسبب صعوبة تجزئته وتخزينه تم تأسيس البنوك، بحيث يخزن الذهب. وتعطى الناس صكوكا ورقية تمثل قيمة الذهب. وبعد الحرب العالمية الثانية، ومع امتلاك الولايات المتحدة  لأكبر كم من الذهب في العالم! 


أصبحت دول العالم تشتري الدولار على وعد منها بأن تمنح حامل دولار مقابله من الذهب في حال مطالبته بذلك. ولكن بعد عام 1970 حينما أفرطت الولايات المتحدة في الإنفاق على حرب فيتنام، واختل مخزون البلاد من الذهب مقابل كمية الدولارات المطبوعة. أعلن الرئيس نيكسون انتهاء اعتماد الذهب كغطاء للدولار، ومن ثم لن يمكنك أن تستبدل بالدولار الذهب. 


البيتكوين الذهب الرقمي


وقبلت معظم دول العالم بالتعامل به عبر الحدود. وهنا أصبحت الثقة بالدولار مستمدة فقط من الثقة بالولايات المتحدة، وليس لأنك ستحصل على ذهب مقابله. إذاً يمكن للثقة بنظام البلوك تشين أن تجعل البيتكوين نظيراً للمال، إذا قبل أكبر عدد من الناس التعامل به. ولكن المشكلة أن البيتكوين لا يمتلك جميع خصائص المال الثلاث: مخزون للقيمة ووحدة للحساب ووسيلة للتبادل. 

ففي حين أنه يمكنك تحويل عملة البيتكوين أو جزء منها من وإلى أي محفظة رقمية داخل البلوك تشين ويمكن الدفع بها. إلكترونيا، ما يعني اعتبارها وسيلة للتبادل لا يمكن بأي حال عدها وحدة للحساب بسبب تقلب سعر البيتكوين مقابل الدولار باستمرار. فيما يمكن عده مخزنا للقيمة فقط إذا راهن أكبر قدر من الناس على أن مستقبل البيتكوين أفضل. 


كيف يتصدى نظام البيتكوين لمخاوف التضخم؟


على عكس البنوك المركزية والنظام النقدي الحالي لا يمكن للبيتكوين طباعة عملات دون حد أقصى. يتم إنتاج عملات البيتكوين فقط عبر عمليات التعدين، ولكن هناك سقف للكمية الممكن إنتاجها من العملة بحد أقصى 21,000,000 مليون بيتكوين للأبد. ومن المتوقع أن تنتج آخر عملة بيتكوين في عام 2140، ومن ثم نتجنب البيتكوين عامل التضخم، بالإضافة إلى أن مكافئات التعدين، تنخفض للنصف كل أربع سنوات.


 في عام 2008 كان النظام يمنح مكافأة 50 بيتكوين قبل أن تنخفض المكافأة لستة بيتكوين فقط في عام 2020. لذا من الناحية النظرية على الأقل يمكن لهذه العوامل أن تجنب البيتكوين خطر التضخم. على عكس النقود التي تطبعها البنوك بلا حد أقصى، وتنخفض قيمتها عاماً بعد الآخر. لذلك لجأ مواطن اليونان وكينيا وقبرص والأرجنتين لامتلاك البيتكوين خوفا من عوامل التضخم المفرط لعملاتهم المحلية.


 أعمال غير مشروعة ومحاولة للتتبع 


هل يمكن للحكومات تتبع الأرصدة والمعاملات على شبكة البلوك تشين؟ الإجابة نعم، ولا في الوقت نفسه، لنقل مثال إن علاء يريد شراء عملة بيتكوين من هاني فعليه أولا أن ينشأ محفظة رقمية على شبكة البلوك تشين ويحول هاني البيتكوين من محفظته الرقمية لمحفظة علاء. يتم حفظ عملات البيتكوين في محفظة لها عنوان رقمي على الشبكة مكون من 30 رقما تقريبا. وحينما تحول رصيدك إلى محفظة أخرى فإن هذه الحوالة تسجل على شبكة البلوك تشين بوصفها حوالة بين العنوان الرقمي للمحفظة الأولى. 


والعنوان الرقمي للمحفظة الثانية، ومن ثم لا يمكن معرفة اسم مالك هذه المحافظ أو موقعه، ولكن في حال كنت تعرف من الأساس أن هذه المحفظة الرقمية تخص علاء، فيمكن تتبع أرصدته وحوالاته على شبكة البلوك تشين وبالفعل فرضت الحكومات في السنوات الأخيرة شروطاً على منصات تداول البتكوين. والأمر يشمل اشهر منصات تداول العملات الرقمية. مثل ضرورة تسجيل بيانات المستخدمين، ومن ثم تستطيع متابعة أرصدتهم. هذا لا يعد تتبعاً كاملا، لكن على الأقل يمكن تتبعها أفضل من المعاملات النقدية التي تتم يداً بيد. في النهاية، ربما انحرفت البيتكوين عن هدفها الأساسي المتمثل في الخصوصية والتخفي، لكنها أصبحت أكثر مشروعية بالنسبة لعدد كبير من الحكومات.


 كيف تستخدم البيتكوين في الأعمال غير المشروعة سيلك رود ودرس تاريخي


  لقد استخدمت البيتكوين في تجارة المخدرات. وعمليات غسيل الأموال والمواقع الإباحية وغيرها! بسبب تمتعها بميزة الخصوصية في بدايتها في عام 2011، أطلق المطور الشاب  روس أولبريكت Ross Ulbricht، موقع سِلك رود Silk Road. لبيع المخدرات والممنوعات حيث استفاد من تقنية التخفي في متصفح تور Tor Browser. بالإضافة لعامل الخصوصية في البيتكوين في ما يعرف بالإنترنت المظلم الدارك ويب dark web. وفي سبتمبر من عام 2013 كان هناك 1468 بائعاً في سلك رود يبيعون 25689 منتج في الشهر ليحصد Silk Road ثروة ضخمة من عمولة البيع والشراء وصلة أكثر من 50,000 بيتكوين.


قدر المبلغ 6,000,000.8 من عشرة من ال1,000,000 دولار في ذلك الوقت. ما يعادل 450 مليون دولار حاليا. حاولت السلطات الأمريكية الوصول إليه بأي شكل لسنوات عدة دون جدوى. فلم تتمكن من معرفة اسمه أو موقعه.  روس أولبريكت، كان يدير نظاماً متخفياً بالكامل ويوظف مساعديه عن بعد دون الكشف عن هويته ويرسل رواتبهم بالبيتكوين. حتى أنشأ ضباط من FBI حسابات على موقع سلك رود وتمكنوا من استدراجه والإيقاع به بصعوبة. حيث عرض أحد الضباط كمية ضخمة من الكوكايين للبيع. ليتدخل  روس أولبريكت ويفوض أحد مساعديه لاستقبال الشحنات في منزله. 


ومن ثم إرسالها للمشترين. وتمكنت السلطات من القبض على مساعده ثم حاول  روس أولبريكت التواصل معه خوفاً من تسريبه لقواعد بيانات الموقع ولكنه لم يرد، فطلب  روس أولبريكت من الضابط قتل جرين مساعده مقابل 80,000 دولار فأرسل الضابط صورا مزيفة. مؤكدا قتل مساعده وبعد ذلك كرر، روس أولبريكت هذا الطلب لقتل أكثر من عضو حاول ابتزازه. 


في النهاية تم الإيقاع بي  روس أولبريكت، عن طريق منشور له على منتدى عام يطلب فيه مطوراً مساعداً في سلك رود ورغم أنه حذف المنشور بعد نشره مباشرة فمحركات البحث التقطت الردود على المنشور وسجلت البريد الإلكتروني لروس. لقد بنى روس عالما وهميا. لا يخضع للسلطات ولا يتعامل فيه مع الناس وجهاً لوجه، ليتحول الأمر لما يشبه ألعاب الفيديو التي يريد الانتصار فيها والقضاء على الآخرين. 


دور البيتكوين في المعاملات المالية عبر الحدود


 تسيطر البنوك والدول وعلى الحوالات المالية بشكل يحقق العدالة للجميع. خاصة في الدول النامية. في الأرجنتين كانت معاملات بطاقات الائتمان عبر الحدود تسير عادة في طريق طويل ومكلف. قبل وصول الأموال لمستحقيها. في عام 2014 أراد عميل أمريكي شراء تذكرة مؤتمر من شركة ما في الأرجنتين سعرها 100 دولار. في البداية تخصم شركة بطاقات الائتمان credit cards نحو دولارين و50 سنتا من سعر التذكرة مقابل إرسال الأموال. إلى البنك الأرجنتيني الذي يتقاضى هو الآخر 3% عمولة مقابل تحويل العملات الأجنبية.


لكن المشكلة الكبرى تحدث عندما يحول البنك الأرجنتيني الدولارات إلى عملتهم المحلية البيزو لماذا؟ في الأرجنتين يغير البنك الدولار الواحد بي 6.3 من عشرة بيزو في الوقت الذي يباع فيها الدولار في السوق السوداء بي 9.7 بيزو وهي قيمته الحقيقية المتداولة في المعاملات، ولكن البائع مجبر على استلام حوالة  بسعر البنك أي 6.3 من عشرة بيزو فقط. ما يعني أن ال94 دولار و50 سنتا المتبقية من 100 دولار بعد خصم الرسوم ستساوي 595 بيزو فقط، والأكثر من ذلك عليه أن ينتظر 20 يوما لاستلام هذا المبلغ. وهنا تظهر الحاجة إلى بتكوين دولار


في عام 2014 أسست شركة بيت باجس طريقة ذكية لحل هذه المشكلة لتتم المدفوعات. في البداية. يشتري العميل ببطاقة الائتمان حيث تخصم عمولة قدرها. 5% ليتبقى 95 دولارا. وتحول الشركة المبلغ لما يعادله من البيتكوين وترسله للبائع، الذي سيبيع سعر البيتكوين مقابل الدولار أو البيزو في الأرجنتين، بسعره الحقيقي ليحصل على 920 بيزو. وفي وقت أسرع، هل يمكن أن يقلل البيتكوين من سيطرة البنوك والدول؟ الفكرة الأساسية كانت لدى ساتوشي ناكاموتو، هي إعادة القوة للناس في السيطرة على أموالهم. ويبدو أنه اختار الوقت المناسب للظهور.


في عام 2013 عانت قبرص من ضغوطات مالية جعلت البنوك تفرض حظرا على أصحاب الأرصدة وتخصم منها 10% إجبارية. ما جعل المواطنين يتجهون للبيتكوين كحل بديل لتخزين مدخراتهم. وفي فنزويلا عانى الشعب والحكومة معا من العقوبات الأمريكية. لتتجه البلاد للبيتكوين والعملات الرقمية كحل لشراء وارداتها من الخارج، بينما تندد بعض الدعوات الأميركية في الولايات المتحدة باستخدام الحكومة لأموال الشعب في الحروب الخارجية، حيث يمكن للبنك المركزي طباعة المزيد من الدولارات. 


من أجل الإنفاق على الحروب ومن ثم تنخفض قيمة الدولار. في أيدي الناس، وهو ما حدث حينما أفرطت الولايات المتحدة في الإنفاق على حرب فيتنام وغيرها. بالطبع تتكرر هذه الحالة في معظم بلدان العالم. حينما تفرط الحكومة في نفقاتها وتستمر في طباعة الأموال لتنهار قيمة عملتها المحلية. وتنخفض مدخرات الشعوب، لذا يمكن لنظام مثل عملة البيتكوين أن يحرر شعوب من سيطرة الحكومات ويقيض أيديها ضد الإفراط في الإنفاق، لأنه ببساطة لا يمكن طباعة المزيد من الأموال في هذا النظام. لتظل الحاجة إلى الدولة فقط متمثلة في ضمان العقود والاتفاقات. هو ما يمكن أن تلغيه خاصية العقود الذكية smart contracts على شبكة البلوك تشين أيضا.


 كيف تؤدي العقود الذكية دورا في مجال الأعمال


 في مايو من عام 2011 أضاف ساتوشي ناكاموتو ميزة أخرى لتقنية البلوك تشين وهي العقود الذكية. إذ يمكن من خلالها وشرط لإتمام معاملة معينة. وبذلك يمكن إبرام عقود على البلوك تشين. على سبيل المثال، في عقود الإيجار ستحول الشبكة قيمة الإيجار من محفظة المستأجر لمحفظة البائع في تاريخ محدد كل شهر، وفي حالة البيع والشراء يمكن وضع شرط أنه بمجرد أن يؤكد المشتري استلام شحنته. 


لتنتقل الأموال من حسابه إلى حساب البائع أوتوماتيكيا، يمكن استخدام العقود الذكية في عدد لا نهائياً من التطبيقات بداية من ألعاب الكومبيوتر إلى الصفقات التجارية عبر الحدود. حيث تسجل شبكة البلوك تشين كمية هائلة من البيانات والشروط. بالإضافة إلى أنه لا يمكن تعديل أو حذف أي بيانات مدخلة للبلوك تشين. ولذلك يمكن لهذه التقنية أن تحل محل المؤسسات الحكومية في ضمان العقود. 


إذا جرى اعتمادها بشكل أوسع في المستقبل، ويمكن استخدامها في المؤسسات الحكومية نفسها، وهو ما يعني احتمالية القضاء على الفساد والتزوير والتلاعب ببيانات السجلات. وبالفعل بدأت العديد من الدول مثل الإمارات العربية المتحدة واليابان في تبني أنظمة شبكات البلوك تشين، وإنشاء شبكتها الخاصة لتسجيل بيانات السجلات الحكومية.


في ختام ملخص البيتكوين الذهب الرقمي

على الرغم من البداية المثيرة للجدل لتقنية البلوك تشين. وارتباطها الوثيق بتجارة المخدرات وجرائم غسل الأموال، فإنها في النهاية تقنية أثبتت وجودها مع الوقت، وتم اعتمادها في كثير من البلدان في أنحاء العالم في تطوير النظام المالي والإداري ومعالجة الحوالات عبر الحدود. في النهاية مثلها مثل السكين. يمكن مستخدموها في تحضير السلطة أو في ارتكاب الجرائم في العالم.


تحميل كتاب الذهب الرقمي pdf برابط مباشر. اضغط هنا لتحميل الكتاب.

قراءة كتاب الذهب الرقمي pdf مباشرة أونلاين على موقعنا بدون تحميل. اضغط هنا لقراءة الكتاب.

كتابة تعليق