كتاب صناعة الجوع
إن تشخيص الجوع بأنه نتيجة لندرة الغذاء والأرض هو لوم للطبيعة على مشكلات من صنع البشر. ملخص كتاب صناعة الجوع. خرافة الندرة Food First: Beyond the Myth of Scarcity. تأليف فرانسيس مورلابيه. يشكل الوصول إلى الأمن الغذائي هدفا بالنسبة للكثير من الأشخاص في هذا العالم. فهو الذي يغير موازين القوى على المستوى الاجتماعي في دولة ما أو على مستوى دول بأسرها. ويتمثل ذلك بوجود بعض الأقليات التي تتحكم في توزيع الغذاء في الدول.
أو بسيطرة بعض الدول العظمى على سلال الغذاء العالمية إلى حد أصبح فيه الغذاء أشبه بالسلاح السياسي الذي يستخدم لفرض القوة. ونشر الفقر والجهل والتحكم في مصير الأفراد. ولكن ذلك لا ينفي أن التكنولوجيا الحديثة وتطور المفاهيم والطرق الزراعية ساهمت في زيادة الإنتاج العالمي من الغذاء بشكل ملحوظ. وذلك ما يقودنا إلى السؤال الذي يطرحه هذا الكتاب؟ إذا كان العالم ينتج غذاء كافيا لكل أفراده. فلماذا إذا هناك جوعة وفقراء في كل مكان.
تحميل كتاب صناعة الجوع
الفصل الأول- كمية الغذاء في العالم تكفي جميع الأفراد ما لم يتأثر بالظروف الاجتماعية والإنتاجية.
بالقياس العالمي. هناك من الغذاء ما يكفي لكل فرد في العالم. على الرغم من عدم استغلال جميع الأراضي الزراعية. إذ إن العالم لا يستغل كل ما وارده بسبب سيطرة قلة من الأفراد. على مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والتوزيع غير العادل لكل ما يحسن الإنتاجية الزراعية من أدوات ومعدات. وتتباين دول العالم في حجم الأراضي الزراعية مقارنة بعدد السكان. لكن ذلك لا ينعكس بشكل حتمي على حصة كل فرد. فقد يضطر بعض المزارعين الفقراء إلى بيع محصولهم لسد احتياجاتهم المختلفة.
ما يعني عدم تبقي شيء منه إلى موعد الحصاد التالي. ومن هنا تبدأ أشكال الفقر المختلفة بين السكان بالظهور. وينعكس ذلك فيما بعد على ظهور الجياع وحدوث حالات سوء التغذية. وتعد دولة بنغلادش نمطا للدول التي تعاني من زيادة التعداد السكاني مقارنة بالموارد الغذائية. إضافة إلى سوء استخدام الموارد وتوزيع الغذاء. مما يخلق فجوة بين الطبقات الاجتماعية تجعل فئة من السكان قادرة على سد احتياجاتها مقابل حصول بعضها على الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة. كما أن ثلثي سكان بنغلاديش يعانون من نقص الفيتامينات والبروتين. وكل ذلك برغم وجود الأراضي الخصبة والغاز الطبيعي والقوى العاملة الكافية لإنتاج الغذاء للجميع.
الفصل الثاني- تزداد الإنتاجية الزراعية بوجود المورد البشري. ولكنه أحيانا يصبح عقبة في طريق الإنتاج.
ليس هناك ارتباط بين وجود كثافة سكانية عالية في إحدى المناطق مع وجود إنتاج عالي من الزراعة فيها. لكن زيادة عدد العاملين في الأراضي الزراعية. هو ما يرفع من وتيرة الإنتاج. ومع وجود كثافة سكانية لا تستوعبها الأراضي الزراعية، فقد زاد توجه الفائض البشري للهجرة نحو قطاعات التصنيع. مما يقلل من مساحات الأراضي المستغلة على المدى الطويل. ومع تطور الوسائل التقنية ودخول الآليات الزراعية حيز العمل، فقد تأثرت الزراعة التقليدية.
وتم الاستغناء عن عدد أكبر من العمال لتتركز الثروة الزراعية في أيدي كبار المقاولين والشركات الأجنبية الكبرى. لقد أثرت القوة الاستعمارية على المورد البشري والإنتاجية الزراعية بوضع بعض الشروط والمتطلبات على المزارعين المحليين. كزراعة المحصول الواحد أو ما يعرف بمحصول التصدير. لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة في الأسواق الأجنبية. مما أثر على توزيعات الحصاد طيلة المواسم الزراعية. وتسبب بفقدان صغار المزارعين لأراضيهم وتراجع أحوال العمال. لينظر إليهم كعقبة في المنظومة الاقتصادية. بينما لا يكون العامل عقبة إلا في المنظومة الاقتصادية. التي تهتم بمصلحة المقاول متجاهلة رفاهية السكان وحاجاتهم.
اقتباس.
"إن النجاح الاقتصادية لأمة من الأمم لا يعتمد على الموارد الطبيعية الغنية بقدر ما يعتمد على الكفاءة في تحفيز شعبها وفي استخدام عمله"
الفصل الثالث- تحديد النسل بطريقة منظمة وآمنة. يساعد على تنظيم وإدارة الجانب الاقتصاد.
في الوقت الذي من المفترض فيه أن زيادة أعداد أفراد الأسر يزيد من فقرهم وجوعهم في دول العالم الثالث. فإن هذه الأسر تنظر إليه في الغالب على أنه سبب بقائها واستمرارها. فالأطفال يساعدون على كسب المزيد من المال عندما يعملون. كما أن نسبة الوفيات العالية بين الأطفال في هذه البيئات الفقيرة تتطلب الإنجاب بغزارة لتعويض الأطفال المفقودين. وقد أدت قلة الوعي بأهمية استقلالية النساء وعدم قدرتهن على اتخاذ قرار الإنجاب المناسب لحالهن. إلى زيادة أفراد الأسر الريفية، وعلى العكس من ذلك فإن الإغراق في تحديد النسل فيها يتسبب بأضرار جسدية للنساء نتيجة قلة الوعي والرعاية الصحية.
والأصل تحقيق التوازن بأن يكون تحديد النسل بطريقة منظمة وليست عشوائية. وفي النهاية فإن أساس مشكلة زيادة معدل الإنجاب يكمن في عجز الفقراء وبؤسهم وليس في جهلهم بمصلحتهم. كما تتأثر البيئة الزراعية سلبا بالإجراءات التي يتخذها المسيطرون على الثروة والمستعمرون. بقدر يفوق تأثير الضغط السكاني عليها. ومن أمثلة ذلك ما حدث في منطقة الكاريبي وإفريقيا. وكان ذلك بمصادرة الاستعمار للأراضي الزراعية الكبرى. واستنزافها بزراعة محاصيل التصدير والمحاصيل الأحادية. ونفي المزارعين المحليين إلى المنحدرات أو المناطق النائية والهامشية. كما أثر الرعي العشوائي أو الجائر لمحتكري الأراضي الزراعية سلبا عليها.
الفصل الرابع- أدت سياسات الولايات المتحدة في مجال القوة الغذائية إلى خلق ندرة ورفع أسعار صادراتها الزراعية.
كانت أزمة ارتفاع أسعار الغذاء في عام 1972 نتيجة سياسات القوة الغذائية الأمريكية. والتي حصدت ارتفاع الأسعار بعد زيادة الطلب على السلع بسبب ندرتها. على سبيل المثال، تم تخفيض إنتاج القمح مع تخفيض قيمة الدولار. ليصبح القمح أرخص للتصدير. ثم تم فتح باب التصدير إلى أوروبا، وبذلك زاد الطلب على القمح في السوق الأوروبي بشكل كبير مما أدى إلى اعتباره بضاعة نادرة.
وبذلك أدى إلى ارتفاع سعره لاحقا. فكانت فضيحة الصفقة الكبرى للقمح مع الاتحاد السوفيتي. الطعم الذي ألقته الولايات المتحدة لأوروبا. حيث قدمت تمويلا كبيرا للسوفييت لشراء القمح. مما جذب السوق الأوروبي للقمح الأمريكي. وما جعل هذا الأمر فضيحة أن جل القمح الذي استورده السوفييت كان لإطعام الماشية وليس لإطعام الجائعين. كما تتأثر الأسواق بالدورات السلعية.
وعندها يحدث نقص من الإنتاج في مواسم تليها مواسم من الفائض. مما يحدد أسعار السلع بناء على توقعات الارتفاع أو الانخفاض في أسعارها. وهذا ما يعرف بمواسم التخمة والنقص فعند ارتفاع أسعار الماشية مثلا يربي المزارعون الماشية أملا في تحقيق أرباح مستقبلية. وبعد عدة أشهر يحدث فائض عام في عددها نتيجة لتوجه المزارعين نحو تربيتها. مما يخفض أسعارها لزيادة العرض.
اقتباسات من كتاب صناعة الجوع
اقتباس.
"لم يكن من الممكن محو تأثيرات الاستعمار ببساطة بمجرد ظهور إعلان الاستقلال"
الفصل الخامس- تحدث المجاعات غالبا لسوء إدارة العوامل الاجتماعية والاقتصادية في الدول.
الاستعمار يؤثر على ظهور المجاعات الغذائية في العالم. وذلك بتطبيق سياسات تصدير الغذاء بالرغم من شح الموارد الطبيعية والغذاء والماء. ومن أمثلة ذلك مجاعة البنغال في الهند عام 1944. فقد أمر الهنود والجنود البريطانيون في الهند بالعيش على مواردهم عندما قطعت اليابان الأرز عنهم. وارتفعت الأسعار بشكل حاد نتيجة جشع التجار وتصدير الأرز رغم نقصه الحاد محليا. مما أدى إلى أرباحا طائلة لجهات معينة ووفاة آخرين جوعا.
كما قد يلعب الطقس دورا في حدوث بعض المجاعات لكنه يعد ثانويا مقارنة بسوء النظام الاجتماعي والاقتصادي. لا يمكن التخلص من تأثيرات الاستعمار بمجرد الحصول على الاستقلال. فغالبا ما تكون له تركة ثقيلة من المشاكل الاقتصادية والزراعية والصناعية. فتنحصر معظم العمليات التجارية في العاصمة، وينخرط الناس في المزارع الاستعمارية الضخمة، وتنتقل ملكية الأراضي الزراعية لغير المهتمين بها.
مما يؤدي إلى تشويه الزراعة التقليدية والحد من الثروة الزراعية وزيادة الفقر، لتتأثر بذلك المنظومة الأخلاقية للمجتمعات في الأرياف بتدمير العلاقة بين الزعماء التقليديين في الأرياف مع المزارعين. إذا أصبح المستعمر المسؤول عن حماية وإدارة الأمور. مع قمع سلطة الزعيم ثم بإدخال النقود كأساس في التعاملات التجارية بعد أن كانت العلاقات الخاصة مع الزعماء الأساس في عملية تبادل السلع.
الفصل السادس- ينبغي التركيز على أسباب الجوع قبل النظر إلى زيادة إنتاج الغذاء.
ليست هناك علاقة بين زيادة إنتاج الغذاء وأعداد الجوعى. بدليل ظهور ما يعرف بالثورة الخضراء. إذا ازدادت كمية الإنتاج الغذائي على مستوى العالم دون انخفاض ملموس في أعداد الجوعى. ففي المكسيكي مثلا، تدفقت القروض والمساعدات والخدمات الصحية والتعليمية وخدمات محو الأمية. فتضاعف الإنتاج الزراعي أربع مرات منذ عام 1935 وللسنوات الثلاث التالية. وذلك مع بداية عمليات تطوير الأصناف الزراعية.
بعد ذلك جاءت مرحلة السير العكسي بدعم استيراد الآليات الزراعية وشراء الأراضي الخصبة للعائلات ذات النفوذ السياسي. وتجاهل صغار المزارعين. وبدأ تصدير الثورة الخضراء ببيع البذور المحسنة والجديدة إلى آسيا وإفريقيا. وكانت عالية الاستجابة للسماد والري، لكنها أكثر حساسية للفيضانات والجفاف، وتتطلب معرفة خاصة وينبغي تجديد كميتها كل عام. ولقد أدى إلى ارتفاع ديون الراغبين فيها. وأن تكون حكرا على طبقة رفيعة من المزارعين.
الفصل السابع- تقدم المعونات للدول النامية في الغالب بهدف السيطرة على الغذاء فيها وليس لمساعدتها.
في الوقت الذي تمنح فيه المعونات للدول النظامية بسبب حاجتها إلى التجديد والنهضة وتقليل الجوعى. فإنه ينظر إليها من قبل المانحين على أنها وسيلة لخدمة المصالح السياسية. الدول التي تمنح المعونات هي مصدر لصناعة الغذاء وتصديره إلى الدول الصناعية والمتقدمة. وعليه، فإن مزاعم الندرة المطلقة التي يروج لها في سبيل منح المعونات والتضييق على الدول النظامية. تهدف إلى السيطرة على عمليات الإنتاج فيها. وزيادة سلطة والثروة دول على حساب دول أخرى.
كما أن معظم ما يمنح من معونات للدول النظامية يكون على شكل ديون وقروض بفائدة مستقبلية. ومع مرور السنوات تضغط هذه الديون على الموارد السنوية للدول المقترضة. وتنمو أقساط الديون بصورة تزيد على قيمتها، وهنا تضطر الدول النامية إلى طلب المزيد من المعونات لسداد احتياجاتها ولو مؤقتا. وهذا ما يوجهها إلى التصدير للحصول على العملة الأجنبية لسداد الديون على حساب مشاريع تطوير المدارس والقطاعات الصحية والتعليمية في البلاد
فقرة بارزة من الكتاب صناعة الجوع
وهكذا فإننا بغير فهم لكيفية خلق الجوع في الواقع، سنظل عديمي الحيلة في مواجهة شعور منتشر وقوي بالذنب. الذنب لمجرد كوننا بين القلة المحظوظة المرفهة. لقد صنعوا من الجوعى تهديدا قويا وفي نفس الوقت مسؤولية مرهقة. ونحن ممزقون بين الاثنين.
الخاتمة من كتاب صناعة الجوع
إن التغلب على نقص الغذاء وزيادة أعداد الجوعى مرهون بتحقيق العدالة في توزيع الثروات بين سكان الأرض وزيادة استغلال الأراضي الزراعية. وتعزيز قدرتها الإنتاجية بالطرق الصحية التي تضمن إنتاج الغذاء الآمن للأفراد. أما ندرة الغذاء فهي خرافة خلقها المسيطرون على الثروات ليضمنوا تعزيز سلطتهم الاجتماعية وزيادة نفوذهم الاقتصادي على حساب الفقراء والمعدمين.
تحميل كتاب صناعة الجوع pdf مباشرة برابط مباشر على موقعنا مكتبة اقرأ كتابك. اضغط هنا لتحميل الكتاب.
قراءة كتاب صناعة الجوع pdf مباشرة أونلاين بدون تحميل. على موقعنا مكتبة اقرأ كتابك. اضغط هنا لقراءة الكتاب.
إرسال تعليق