العبقرية
إن العبقرية أيا ما كانت كنار الكامنة في حجر الصوان، لا تنشأ إلا بقدح الحجر بما يناسبه من مواد. ملخص كتاب العبقرية مقدمة قصيرة جدا. تأليف أندرو روبنسون. رغم أن درتهم في حياتنا ولكنهم مواقع موجود وحقيقة لا جدل فيها العباقرة. الكائنات الاستثنائية التي سطرت أسماءها على لوحة التاريخ لتدوم إلى الأبد، ولكن هل هم صناعة وتربية؟ أم أن هناك جين خاص بالذكاء يغذي إبداعاتهم؟ كان هذا السؤال ولا يزال يؤرق العلماء والباحثين في الأسباب التي تقود الشخص ليصبح عبقريا. في الواقع، هناك من يدعي أن العبقرية موهبة فطرية.
إما أن تنمو أو تطمسها الظروف والأحداث اليومية للحياة. بينما يرى آخرون بأنها نظام تربية مميزة يهدف إلى إنتاج العباقرة وفق آليات محددة. ويرى غيرهم أن العبقرية ليست أكثر من اجتهاد خارق للعادة يفضي بصاحبه لنيل هذا اللقب نظيرا لإنجازه المفيد للبشرية، إلا أن الكاتب الصحفي المختص بالعباقرة أندرو روبنسون يملك رأيا مختلفا، بل وربما هو الأقرب إلى واقع الأمر. سوف نستعرضه في الفصول الآتية.
كتب تتحدث عن العبقرية
الفصل الأول- العبقرية لا تورث، وتعريفها لا يزال محل جدل.
استخدمت كلمة عبقري جينيس(genius) في اللغة اللاتينية للإشارة إلى وصف الروح الحارسة. ومع بزوغ عصر التنوير اكتسبت الكلمة معناها المعاصر وهو الفرد ذو القدرات الاستثنائية والتي تكون إما فطرية أو مكتسبة. وبسبب الاختلاف في تعريف هذه الكلمة ومعنى العبقري عموما، فقد بات التمييز بين الموهبة والعبقرية أمرا صعبا، خاصة أن مفهوم الموهبة لا يزال أيضا دون تعريف واضح ودقيق.
بينما أفضل ثلاثة استطلاعات رأي لنتيجة واحدة. وهي أن الموهبة مكون للعبقرية لكنها لا تكفي لصنعها. ولا تزال أكثر جوانب الموهبة جدلا هو الخلاف الدائر بين مدعي أن الموهبة موروثة جينيا وبين من يدعي بأنها مكتسبة من البيئة المحيطة للشخص، بينما يعد التدريب أهم من القدرة المتوارثة لأن الثانية وحدها لا تكفي. لبلوغ النجاح.
ويدل على ذلك حصول سبعة أزواج من الأبناء والآباء في العلوم على جائزة نوبل. إذ يمكن تدريب الأبناء على العلوم بسبب طبيعتها التي تعتمد على قوانين ثابتة، بينما من الصعب التدريب على الأدب مثلا لأنه يعتمد على الموهبة الفطرية للشخص. خلاصة القول فالموهبة مزيج من الفطرة والاجتهاد. مع ذلك، فما زالت الأسس التي تدعم فطرية الموهبة ضئيلة، ويخشى أن يتسبب الاعتقاد في فطرية الموهبة في حرمان الأطفال البارعين من أن يكونوا بالغين موهوبين بدعوة فقدهم لموهبة متوارثة.
كتاب العبقرية PDF
وتعد العبقرية أكثر تعقيدا من الموهبة لكنها متفقة معها في أن جزء منها وراثي. ولكن هذا لا يعني أن بإمكاننا توريث العبقرية. إذ لا يمكن توريث سوى نصف جينات العبقري لأن الطفل يحصل على النصف الآخر من الطرف الثاني من والديه، كما أن هذا الطفلة لم يخض نفس الظروف الشخصية التي بلورت تجربة العبقري. ما يبرر استحالة توريث العبقرية، ولكن ذلك لا ينفي تأثير الأسرة على نشأة العبقري. لتعرف أكثر، تابع ملخص كتاب العبقرية.
الفصل الثاني- للأسرة والتعليم الرسمي أثرهما على مستقبل العبقرية.
الأسرة والتعليم كلاهما مؤثران في بلورة العبقرية. فالأسرة بدعمها أو إعاقتها متدخلة في تشكيل مسيرة العبقري. ويشاع أن اليتم وثيق الصلة بالعبقرية. فكشف بحث أجرته عالمة النفس. آن رو Anne Roe عام 1953. على علماء أمريكيين أن فقد أحد الوالدين قبل حلول سن الخامسة عشر تكرر بين المبدعين بنسبة 26% مقارنة ب8% بين العاديين. ويعتقد أن هذا الفقد ترجم إلى عبقرية كرد فعل ساخط على المجتمع أو أنها وسيلة لتجاوز مشاعر الحزن، وربما شعور اليتيم بأن المكانة التي يحصل عليها العباقرة قادرة على منحه الأمان النفسي والمجتمعي بدوره.
اعترض عالم النفس ميهاي تشكسنتميهاي Mihaly Csikszentmihalyi. على ضرورة اليتم لإبراز العبقرية. معتقدا أن البيئات الدافئة أيضا قادرة على إنتاجها. مع ذلك تشير الدراسات إلى أن المبدعين ممن عاشوا الحرمان أكثر عددا من هؤلاء الذين حظوا بطفولة مشجعة. وبهذا يأخذ دور الأسرة في تشكيل العبقرية ثلاثة مستويات، وهي الأسرة الرعاية الموفرة لبيئة دافئة ومحتضنة لأطفالها كحالة موزارت Mozart. والأسرة المهملة كأسرة ليوناردو دافنشي Leonardo da Vinci.
والأسرة الوسط بلا إهمال أو تشجيع مثل أينشتاين Albert Einstein. كما أن للتعليم الرسمي دوره المؤثرة على العبقرية، وهناك اعتقاد بأن إسهاماته جميعها سلبية بدليل أن عباقرة كثر لم يتعرضوا لتعليم الرسمي. ويقول العالم توماس يونغ Thomas Young. إن من يبلغون دور التفوق هم بالضرورة من علموا أنفسهم بأنفسهم. بينما طرأ مؤخرا تغيير على هذا الاعتقاد. فبات المرور على التعليم الجامعي ضروريا في العلوم، أما الفن فما زال التعليم الأكاديمي بلا إضافة حقيقية.
اقتباس من كتاب العبقرية
"ما من طرق مختصرة لبلوغ العبقرية والإنجازات التي تحققت على أيدي العباقرة لم تتضمن سحرا أو معجزات. فقد كانت وليدة العزم البشري لا، نتاج هبة جبارة"
الفصل الثالث- الذكاء ليس شرطا لبلوغ العبقرية، بل هو مجرد مقياس للإنجاز
ليس شرطا أن يكون العباقرة أذكياء في الغالب يمثل ذلك مفاجأة بالنسبة لك في ظل الاعتقاد بحتمية ذكاء العبقري لكن هذا غير صحيح خاصة إذا ما عرفنا أن فيزيائيا مثل. ريتشارد فينمان Richard Phillips Feynman. قدرت مدرسته مستوى ذكائه بأقل 10 درجات من متوسط الذكاء المتفق عليه آنذاك. وتتلقى اختبارات الذكاء انتقادات لاذعة. لأن أحدا ممن حصلوا على تقديرات ذكاء عالية لم ينجح في الحصول على جائزة نوبل، بل العكس في اختبارات الذكاء التي طبقها لويس ماديسون تيرمان Lewis Madison Terman.
رفضت ويليام شوكلي William Bradford Shockley. الحاصل على نوبل بعد اختباره مرتين. لذا في اختبارات الذكاء تقف عند التنبؤ بزيادة الإنجاز لا العبقرية. إذ يمكن قياس الذكاء، ولكن من الصعب تعريفه، ويعود السبب في صعوبة الربط بين الذكاء والعبقرية إلى اختلاف العلماء في تعريف الذكاء. وبشكل عام اكتشف جيمس فلين James Robert Flynn. منتصف الثمانينيات أن متوسط نسب الذكاء يتصاعد في البلدان المتقدمة. كلما جاء جيل جديد ولم يعرف السبب وراء هذا الارتفاع، ولكن يبدو أن زيادة المعلومات والتقدم التكنولوجي هو ما يجعلنا أكثر ذكاء من أجدادنا.
الفصل الرابع- لا وجوده لسمات موحدة للشخصية العبقرية.
يكاد يكون هناك اتفاق على وجود سمات مشتركة لشخصيات العباقرة. لكن هذا غير صحيح، فحتى عباقرة المجال الواحد يختلفون ورغم ما حققه تخصص دراسة شخصية بشكل عام من تقدم بعدما استقر العلماء على نموذج العوامل الخمسة لقياس الشخصية وهي الانبساط والعصابية والاجتهاد والقبول والانفتاح. فلم تلقى دراسة شخصية العباقرة نصيبا فظلت سمة الانفتاح المعنية بقياس العبقرية الأكثر غموضا بين السمات الخمس. يضاف إلى ذلك تحدي تقلب شخصيات العباقرة، فكلما زاد إبداع الشخص زادت أوجه شخصيته ما يصعب من مسألة دراسة شخصياتهم.
هذا لا ينفي أن سيمات مثل الحماس والنجاح أشياء بديهية في شخصياتهم. كما واستقر في أذهاننا الربط بين الجنون وشخصية العباقرة. بينما يعتقد أن الدافع لهذا الربط هو غيرة العاديين من المبدعين، لكن الدراسات لم تؤكد بشكل حاسم وجود أي علاقة بين الجنون والعبقرية. إحدى هذه الدراسات أجريت على فنانين تشكيليين من عصر النهضة الإيطالية وخرجت. لندرة حالات المرض العقلي بينهم رغم أن هذا العصر كان أعظم عصور الإبداع. نانسي أندرياسن Nancy C. Andreasen.
أستاذة الأدب في عصر النهضة. كانت لها دراسة في هذا الخصوص، وافترضت أن اضطرابات المزاج التي خلصت إلى مرور العباقرة بها. قد تكون مصدر إبداع ويعزز ذلك تراجع مستوى إبداع. بعض العباقرة عندما تناول عقاقير. لمرض نفسي رغم ذلك، فمن المستحيل تأكيد ارتباط قاطع بين المرض العقلي والإبداع في الوقت الحاضر، إلا أن علماء نفس يتفقون على أن شيئا ذا علاقة بالجنون يمكن أن يثري فهمنا للعبقرية.
اقتباس.
"حينما قيل للفنان إدفارد مونك Edvard Munch. راسم لوحة الصرخة، إن العلاج النفسي يمكن أن يخلصه من كثير من متاعبه. رد قائلا إنها جزء مني ومن فني ولا يمكن فصلها عني"
الفصل الخامس- التطور التدريجي يسبق لحظات الاستنارة في الأهمية.
التناقض بين العلم والفن وخاصة الأدبي أمر متفق حوله. فالحقيقة الرياضية مستقلة وثابتة مع مرور الوقت، أما اللغة فمن اختراع الإنسان ومتغيرة بمرور الزمن على العكس حاول توم لير Tom Lehrer. أستاذ الرياضيات وأحد أكبر كتاب الأغاني الساخرة طرح وجهة نظر تستند إلى إيجاد نقاط تقارب بين الفرعين. فأعتقد أن التفكير المنطقي موجود في الرياضة كما في الشعر وآلية عمل الأرقام تشبه الكلمات، وامتدادا لهذا الطرح يتدخل الطابع الشخصي للعالم في طريقة تواصله لاكتشافه العلمي، وبهذا يتساوى الاكتشاف العلمي مع الإبداع الفني. في حاجتهما للطابع الفردي. هذا لا يغير حقيقة التباعد بين الحقلين ومجتمعاتنا ما زالت تنقسم إلى إنساني وعلمي.
إن لم يكن بنفس الدرجات القديمة، ومع ذلك تتزايد الفجوة كلما زاد العلم تخصصا وتطورت التكنولوجيا، ولكن المؤكد أن العبقرية تحتاج إلى لحظات الاستنارة وهي اللحظة التي تسفر عن إنجاز كتلك التي توصل فيها نيوتن Isaac Newton. إلى الجاذبية من سقوط تفاحة. وسواء كانت روايات العلماء عن هذه اللحظات موثقة أم مشكوكا فيها، وحتى لو اتفقت هذه الروايات مع خبراتنا الشبيهة بهذه اللحظات، فيبقى الأهم هو التطور التدريجي للعبقرية والذي يحتاج إلى الاجتهاد في الطريق نحو الإنجاز. عن هذا يقول الكيميائي الفرنسي لوي باستور Louis Pasteur. عندما يتعلق الأمر بالملاحظة فالصدفة لا تختار إلا العقل المستعد.
أي العقل الذي استغرق وقتا في التفكير والجهد حتى يصل إلى إنجازه. وطالما توافر الجهد، فليس من الضروري المرور بلحظة الاستبصار من عدمه للتوصل إلى الإنجاز. ويحدد قانون العشر سنوات للطبيب النفسي جون هايز john hayes. فترة الكاد لأي إنجاز عبقري بالعشر سنوات كحد أدنى مثل نسبية أينشتاين التي احتاجت إلى عشر سنوات قبل ظهورها إلى العلن. إلا أن هناك العديد من الاستثناءات لهذه الفترة تحديدا في الفيزياء التطبيقية، إذ يمكن للعالم بلوغ إنجازه في فترة أقل.
الفصل السادس- لا يبشر العصر الحديث بعبقرية لافتة.
تحكمت الموضة بشدة في حكمنا على عبقرية الأعمال بدليل أن أعمالا واختراعات حظيت باهتمام في وقتها برغم أنها لم تثبت جدارتها بعد ذلك. لذا من المنطقي التساؤل عما إذا كان بريق الفنان بيكاسو Pablo Picasso. سيستمر. ولكن أين جائزة نوبل من ذلك، وهل تعتبر تسجيلا دقيقا للعبقرية التي ولدت في القرنين التاسع عشر وال 20؟ ليس بشكل كامل فربما نجحت في القيام بدورها في مجال العلوم لكنها لا تفعل بنفس الجودة في مجالات الأدب والسلام والاقتصاد، إذ تبقى هذه المجالات ضمن الاختلاف في رأي الخبراء عبر العصور. ورغم تحسن الأداء الملحوظ في المجالات كافة. إلا أن المستقبل لا يبشر بعبقريات مرتقبة لأسباب منها.
اتساع المعرفة لدرجة تجعل الشخص عاجزا عن الإلمام بكل المتاح والضروري لتحقيق العبقرية. يضاف إلى ذلك التعمق في التخصص المتزايد تحديدا في مجال العلوم، ما يحرم المبدع من خبرات تغذي إبداعه، هذا إلى جانب العامل التجاري الذي لا ينتظر عشر سنوات من الكد. التقدم في علم النفس والطب النفسي هو الآخر عائق إذ باتت توقعاتنا عن العبقرية الحديثة. أكثر تعقيدا، كما أن النخبوية المتجسدة في العبقرية تدفع الأشخاص العاديين نحو نبذها وتقديرها في نفس الوقت. وأخيرا فالعبقرية ليست أسطورة ويمكن لأي فرد التطلع إليها إذا دفع الثمن المناسب لها.
فقرة بارزة من الكتاب العبقرية مقدمة قصيرة جدا
إن أفضل خدمة يمكن أن نسديها للإبداع هو أن ندعه يزهر دون عرقلة ونزيل كل العوائق التي يمكن أن تعترض سبيله وأن نرعاه أينما وحيثما وجدناه. نحن على الأرجح لا يمكننا ترويضه، لكننا نستطيع أن نحول دون تعرضه للخنق بفعل القواعد والأنظمة وأصحاب القدرة المتوسطة الحاسدين.
الخاتمة من كتاب العبقرية مقدمة قصيرة جدا
طوال العقود الماضية، حظيت العبقرية بنوع من القدسية والاعتقاد في استحالة بلوغها هذا ما نفاه روبنسون عندما فند هذا المسمى الغامض بموضوعية. ويعد أهم ما توصل إليه أن العبقرية خيار متاح لأي فرد شرط الالتزام بالجهد اللازم لتحقيقها. مما يمكن أن يقودنا إلى لحظة استنارة خاصة تدفعنا إلى تحقيق إنجاز عبقري. هذا لا يعني أننا في انتظار مزيدا من العبقريات.
فاتساع معرفة والطابع التجاري للعصر وأسباب أخرى تعيدنا بعبقريات أقل، ولكن ما يمكننا أن نؤكده حتى هذه اللحظة. أن العبقرية لا تورث لاكتساب الطفل جيناته من الأم والأب وليس العبقري منهما فقط. ولأنه من الاستحالة محاكاة ظروف الأبوين التي عاشا فيها بالضبط. أما الذكاء فهو ليس شرطا للعبقرية ويمكن قياسه، لكن لا يمكن تعريفه. ثم إنه لا يوجد سمات موحدة للشخصية العبقرية، كما أن وجود الأهل أو فقدهم ووجود دعمهم أو عدمه في التأثير على العبقرية للفرد ليس شرطا لثبوتها.
تحميل كتاب العبقرية مقدمة قصيرة جدا pdf برابط مباشر. على موقعنا مكتبة اقرأ كتابك. اضغط هنا لتحميل الكتاب.
قراءة كتاب العبقرية مقدمة قصيرة جدا pdf مباشرة أونلاين بدون تحميل على موقعنا. اضغط هنا لقراءة الكتاب.
إرسال تعليق