ملخص كتاب هوس العبقرية - حياة ماري كوري السرية pdf
ملخص كتاب هوس العبقرية الحياة. السرية لماري كوري تأليف باربرا جولد سميث. تبدأ القصة بامرأة ضعيفة في مجتمع ذكوري، فقيرة لا تستطيع متابعة دراستها، مكلومة من حبيب ينتمي لطبقة أسيادها. ولكن القصة لا تنتهي عند هذه الحدود الحزينة، فسرعان ما تلج هذه المرأة. عالم الذكور المتسلط وتصعد في دراستها فوق كل أقرانها. وتقع بحب رجل يستحقها أكثر من الجميع. وهي أول امرأة تحصل على جائزتي نوبل في الفيزياء والكيمياء.
لا أظن أن أحدا يجهل ماري كوري marie curie فهي عبقرية زمانها. وأول من اكتشفت مع زوجها بيير كوري Pierre Curie ظاهرة النشاط الإشعاعي وعنصري البولونيوم Polonium، والراديوم Radium، وأحرزت إنجازات غير مسبوقة. فكانت أسطورة بحق. تيمن بها أو بقصة كفاحها العديد من الناس. وسميت العملات والسيارات والشوارع باسمها. فماذا تحمل حياتها من أسرار جعلت منها مثالا لسيدة وعالمة لن ينساها التاريخ؟
عاشت ماري كوري طفولة محرومة وحياة صعبة وفقيرة في بداية حياتها
ولدت ماري سكوودوفسكا كوري marie curie في 7 نوفمبر 1867. على أرض بولندا الخاضعة للاحتلال الروسي آنذاك. وقد امتزجت حياتها بطفولة محرومة من عاطفة الأم. التي فارقت الحياة مبكرا. وبعنصرية عصفت بها بوجهين. قبيحين أولهما. لأنها امرأة وسط مجتمع ذكوري. والثاني لأنها بولندية وسط احتلال يسعى لطمس هويتها. لكن والدها فلاديسلاف سكوودوفسكي ملأ ثغرات الطفولة الناقصة. وأشبعها رفقا ورعاية في فترة مرض والدتها.
وكان الداعم الأول بمسيرتها التعليمية والمساندة الرؤوم. عندما أصابها الاكتئاب بعد وفاة والدتها وأختها الكبرى. جمعت ماري كوري عندما أتمت السادسة عشر من عمرها بين الدراسة والعمل بالتدريس الخصوصي برفقة أختها بروينا. وذلك بهدف جمع المال. لتجسد رحلة من الكفاح الشاق لتحقيق أحلامهما المنتظرة. لكن ماري قررت أخيرا التضحية بحلمها العزيز ومتابعة العمل وحدها. حتى تفسح المجال أمام أختها بروينا التي كانت تكبرها بعامين. للالتحاق بكلية الطب في جامعة السوربون Sorbonne بباريس.
فعملت مربية أطفال لدى عائلة غنية، وهي عائلة آل زورافسكي Zuravsky، وكانت تقتصد من راتبها شهريا مقدار نصف. لترسله لشقيقتها بروينا. من أجل مصاريف الجامعة. في البداية رحبت أسرة زورافسكي بـماريا كثيرا واحتضنتها كابنة لهم، لكن شعورها بأنها فقيرة ومنبوذة. لم يفارقها بسهولة وخاصة بعد وقوعها في حب كازمير الابن الأكبر لعائلة زورافسكي ورفض والده الصارم ارتباطه بـماريا.
فقد كشف ذلك عن النظرة الطبقية الفوقية التي كانوا يدعون عدم وجودها. وبالرغم من ذلك لم تستطع ماريا حينها الدفاع عن عزتها. بترك آل زورافسكي بسبب حاجتها الماسة للنقود. فكانت تكتب لعائلتها وتبث حزنها وتشكو فقرها إلى أن جاء اليوم الذي استطاعت فيه الخروج من قاع المهانة تلك، وذلك عندما أخبرها والدها أنه استلم وظيفة براتب ممتاز، وبأنه سوف يتكفل بتأمين مصاريف دراسة شقيقتها برونيا. وفي عام 1892 وافت ماريا كوري أختها إلى باريس وسجلت في جامعة السوربون. فما الذي غير حياتها ومنحها الشهرة والعظمة؟
تزوجت ماري من بيير كوري، اكتشفا سوياً ظاهرة النشاط الإشعاعي
كان لقاء ماري الأول مع بيير كوري عمليا بحتا، فقد أرادت مساحة من المعمل والتعلم من الخبرة التي لدى بيير كوري، إلا أنها استطاعت أن تأخذ مساحة أكبر في قلبه فيما بعد. عندما شغف بها ووافقت على الزواج به. بعد أن رأت إدراكه لأهمية العمل بحياتها، فكانت حياتهما الزوجية مزيجا من العمل والدراسة. بيد أن شغف العلم المتقد بقلب ماري كوري لم يؤثر على فطرة سيدة المنزل فيها.
فكانت الزوجة التي تطبخ بلمسة عالمة كيمياء ماهرة. وأذن الثاني عشر من أيلول عام ألف 1897 بوظيفة جديدة لماري، حيث أصبحت أمًا لطفلة اسمها إيرين فكانت ترعاها وكأنها مشروع علمي. كانت الأمومة حملا ثقيلا على الصعيد الجسدي والنفسي بحياة ماري، فانتقل الدكتور يوجين كوري والد بيير للإقامة منزلهم والعناية بإيرين. وبعد عودة حياة ماري للاتزان.
بدأت بدراسة أشعة بيكيريل Becquerel العائد اكتشافها لأنتوان هنري بيكيريل، وقد أرادت في البداية قياس الأشعة فائقة الطاقة من اليورانيوم، لكن الأشعة الصادرة من البيتشلند pitchblende بعد انتزاع اليورانيوم منه أثناء تجاربها أثار فضولها. فمهدت هذه الدراسات التي قامت بها. لما يعرف بظاهرة النشاط الإشعاعي. والتي اعتمدت فيما بعد كخاصية ذرية لاكتشاف العناصر الجديدة، وبهذه الطريقة اكتشف الراديوم. بعد أن قدم آل كيوري بحثهما عن المواد المشعة الجديدة والأشعة التي تبثها.
والذي كان قد بني على أبحاث بيكيريل. استطاعت ماري كوري اكتشاف عنصري البولونيوم والراديوم. نظريا فقط، وانطلاقا من رغبتها بإثبات وجود هذه العناصر الجديدة لمجتمع الكيميائيين، بدأت بعملية فصل البولونيوم والراديوم بمساعدة زوجها. وكانت رحلة فصل عنصر الراديوم والتي طالت لعدة سنوات صعبة وشاقة، فقد عملا في معمل مهجور يشبه الإسطبل. ولولا حب بيير وماري المتبادل والشغف للعلم الذي كان يقدح في قلبيهما رغم سيل العراقيل لما أثمرت أبحاثهم ذلك النجاح الأسطوري والذي توج بعد ذلك بجائزة نوبل.
فازت ماري وزوجها بيير كوري بجائزة نوبل في الفيزياء. عن ظاهرة النشاط الإشعاعي
تكفل بيير بدراسة نشاط الراديوم وطبيعته فيزيائيا. فيما كانت تقوم ماري بعملية العزل للوصول إلى أملاح الراديوم النقي. وبمساعدة الجمعية المركزية أصبحت عملية استخلاص الراديوم تحدث على مستوى صناعي ما سرع عملية الاستخلاص. وفي يوليو من عام ألف 1902. وبعد سنوات من معالجة عشرات الأطنان من بقايا البيتشبلند، استطاعت ماري فصل الراديوم وأنتجت بضع حبيبات من الراديوم النقي.
ورغم صغر الكمية التي أنتجتها. إلا أن هذه الكمية كانت كافية لتحويل ماء بوزنها من حالة التجمد إلى الغليان خلال ساعة واحدة. أهلها إنجازها العظيم للترشح لجائزة نوبل. ولكن التمييز ضد المرأة كان شائعا في زمنها، فحاول أربعة علماء. إسقاطها من المنافسة. واستبدالها بهنري بيكيريل. لنيل جائزة نوبل بالفيزياء عام 1903.
ولولا موقف بيير العالم والزوج الذي هددهم برفض الجائزة إذا أسقطوا ترشيح ماري لنجحت نواياهم بإبعادها. وهكذا فاز بيير وماري كوري بجائزة نوبل مناصفة مع هنري بيكيريل. ولم تكن ماري تعلم أن اكتشافاتها العلمية ستؤثر بشدة على صحة زوجها.
تأثرت ماري بوفاة زوجها بيير وطغى على حياتها اليأس والحزن
عاشت ماري كوري مع زوجها بيير. فترة من الهدوء والسعادة بعد تسلمهما جائزة نوبل. ووضعت طفلة أخرى وأصبح جلياً أن ولعها بعائلتها طغى على ولعها بالعلم، إلا أن ما كان يقض مضجعها هو صحة بيير التي بدأت تتراجع بشكل ملحوظ، إذ لم يعلما أن عنصر الراديوم ينخر عظامه بصمت أثناء تجارب فصله.
لهذا أصبح آخر أيامه يعرج من ساقه ويتألم من أوجاع جسده بشكل عام. وفي أحد الأيام وأثناء خروجه للعمل دهسته عربة مسرعة مما أدى لوفاته. وبذلك انتهت حياته الحافلة بالمجد والشهرة وكان عمره آنذاك 49 عاما. نزل خبر موت بيير على ماري كوري كالصاعقة فأصبحت فارغة التعابير حزينة ووحيدة ولا تفتر تؤنب نفسها بشدة لأنها رفضت مرافقته للمعمل يوم وفاته.
وكان ألمها يعتصر كلما تذكرت أن آخر كلماتها له لم تكن كلمات حب. ووسط صراع مشاعرها عادت للعمل بصعوبة. واستمرت بإجراء التجارب على النشاط الإشعاعي والأشعة غير المرئية بشكل موسع، وأنهت كتابا كان بيير يقوم بتأليفه رافضة نسب أي شيء يخص ذلك الكتاب لنفسها. لقد هجرت ماري كوري الحياة في اليوم الذي هجرت فيه روح بيير للسماء، فهل أقفلت قلبها عن الحب من بعده؟
تعرضت ماري لفضيحة كبرى انتهت مع بداية الحرب العالمية الأولى كما شاركت بإنقاذ الجنود بعلمها
بعد أربع سنوات من وفاة بيير لاحقت ماري فضيحة مرتبطة بقصة عشق سرية لرجل متزوج يدعى بول لانجفين. وهو أحد تلاميذ بيير القدامى. وعندما اكتشفت زوجة بول خيانته لها مع ماري. نشرت رسائلهم السرية وأبرزت علاقتهما الغرامية وتحريضات ماري لعشيقها بول ليترك زوجته. وتزامنت الفضيحة مع تلقي ماري خبر فوزها بجائزة نوبل الثانية بالكيمياء لإنتاجها الراديوم والبولونيوم. كانت ماري في بروكسل لحضور مؤتمر سولفاي.
وعند عودتها لباريس تأججت الفضيحة وانقلبت الجماهير عليها. ووصفوها بـالخائنة. عانت ماري أسوأ أيام حياتها فتعرضت لانهيار عصبي وفقدت الكثير من وزنها، ولكن مع الوقت بدأت تستعيد عافيتها وأسست معمل كيوري عام 1914 لكن الحرب العالمية الأولى بدأت تقرع أجراسها، فشاركت ماري فيها برجاحة عقلها، إذ جاءت بفكرة الأشعة السينية المتنقلة. التي تقوم بتشخيص الجنود الجرحى قبل علاجهم. ولم تكن الوحيدة من آل كوري التي خدمت فرنسا بالحرب. فقد حلت إيرين مكان والدها كشريك لها. وفي الوقت الذي كان فيه العلماء يخترعون أسلحة لتدمير البشر، كانت ماري وعائلتها ينقذون العالم. فما الإرث الذي قدمته ماري لعائلتها؟
توارث الأجيال في عائلة كوري إرث ماري وتضحياتها في سبيل العلم
في فجر الثالث من يوليو عام 1934. استطاع تأثير الراديوم المستفحل بجسد ماري كوري إنهاء حياتها وكان عمرها وقتئذ يناهز 67. وقد شخص الطبيب وفاتها بمرض فقر الدم الخبيث. إذ لم يصمد نخاعها أكثر من ذلك بسبب تعرضه للإشعاع لفترة طويلة. غادرت ماري كوري الحياة بعد أن نقلت إرثا عظيما بعلمها وتضحياتها ووطنييها لابنتيها. فحصلت إيرين وزوجها فرديريك على جائزة نوبل للكيمياء عن اكتشافهما ظاهرة الإشعاع الصناعي.
لتصل بذلك شعلة ماري لابنتها الحفيدة هيلين، والتي كانت رائدة علمية بمجال الفيزياء بفرنسا. رغم إصرار ماري على رفض فكرة غدر الراديوم بها، أو أنه كان سبب مرضها. إلا أن خطورته حقيقة لا يمكن إنكارها. إشعاعات الراديوم كانت سببا بتشويه العديد من العلماء وقتلهم.
فحتى إيرين لم تسلم من آثاره إذ توفيت في التاسعة والخمسين من عمرها متأثرة بسرطان الدم الذي سببته أشعة الراديوم والبولونيوم. وتبعها زوجها بعد عامين. بسبب الإشعاع أيضا. غدر الراديوم بعائلة كوري فقتلهم رغم عشقهم له، إيمانا منهم بالفائدة التي كانوا يقدمونها للمجتمع العلمي، فأصبحوا مثالا حيا يؤكد على أن الاكتشافات العظيمة تتطلب التضحيات.
ملخص كتاب هوس العبقرية
إنني من هؤلاء الذين يعتقدون أن في العلم جمال رائع. إن العالم في معمله ليس مجرد فني إنه أيضا طفل وضع أمام خاصية طبيعية أذهلته مثل قصة خيالية.
بدأت ماري كوري حياتها بالحرمان والفقر لكن هذه الصعوبات صقلت شخصيتها واستطاعت بمساعدة زوجها بيير وبالصبر والمثابرة اكتشاف النشاط الإشعاعي وعنصري الراديوم والبولونيوم مما أدى إلى نيلهم جائزة نوبل. وقد تركت وفاة زوجها فراغا وحزنا في قلبها لعدة سنوات، إلا أن ذلك لم يثنيها عن متابعة أبحاثها.
فنالت جائزة نوبل مرة أخرى في الكيمياء وقد ساهمت وقفتها مع فرنسا في الحرب العالمية الأولى بإنقاذ حياة الكثير من الجنود وعلاجهم. وفي النهاية من المحزن إضافة أن سبب نجاحها أدى إلى موتها. فقد تأثر جسدها بالإشعاعات الناجمة عن الراديوم حتى قضى عليها فانتهت حياتها الحافلة بعد أن سلمت إرثها العلمي لعائلتها وللعالم أجمع.
في عام 2016 تم إنتاج فيلم ماري كوري يحكي قصة الفيزيائية والكيميائية، والتي كانت أول امرأة تحصل على جائزة نوبل مرتين.
تحميل كتاب هوس العبقرية pdf برابط مباشر على موقعنا مكتبة اقرأ كتابك. اضغط هنا لتحميل الكتاب.
قراءة كتاب هوس العبقرية pdf مباشرة أونلاين بدون تحميل على موقعنا. اضغط هنا لقراءة الكتاب.