كتاب الوعي مقدمة قصيرة جدا - سوزان بلاكمور -pdf

+ حجم الخط -

 كتاب الوعي

أدمغتنا الذكية تعالج كل المعلومات بطرق معقدة على نحو مدهش، إلا أننا لا نعرف على نحو واع إلا القليل عنها?


ملخص كتاب. الوعي. مقدمة قصيرة جدا. تأليف سوزان بلاكمور. تعد قدرة الإنسان على الشعور بذاته وإدراك ما حوله بطريقة منطقية حالة من اليقظة يطلق عليها الوعي ونحن البشر الكائنات الوحيدة التي نعرف أنها واعية بأفكارها ومشاعرها وقادرة على تحويل هذا الوعي إلى حضارة منتجة ومتطورة. ويمكننا هذا الوعي من تحليل كل ما تحمله أدمغتنا من أفكار وخيالات لتطويرها إلى أفكار عملية وإنتاجية. ولكن كيف تتم هذه العملية غير المرئية وهل هي حقا موجودة أم أنها مجرد عمليات حيوية في أدمغتنا؟ 


أسئلة كثيرة حيرت العلماء والفلاسفة ولا تزال إجاباتها مفتوحة في الحقيقة إن إدراكنا لعقليتنا الواعية يأتي بالكثير من المسؤولية على عواتقنا فذلك يعني أننا قادرون على الاختيار من بين الأفكار الكثيرة التي تنضوي عليها أدمغتنا أو التي يمكننا اكتسابها من كل ما يحيط بنا. ولذلك بات من الضروري أن نتعرف على هذا الوعي المجهول أكثر، وهذا ما سوف تتناوله بشكل معمق عالمة النفس سوزان بلاكمور لتقدمه لنا بأبسط صورة في هذا الكتاب. 




كتاب الوعي مقدمة قصيرة جدا - سوزان بلاكمور -pdf



أفضل كتب الوعي الذاتي

الفصل الأول- يصر البشر على أنهم كائنات واعية مدركة لما حولها. هل فكرت يوما ما المقصود بالوعي؟ 


ذلك السؤال ليس إلا تجسيدا معاصرا لمسألة العقل والجسد التي جادل فيها العلماء كثيرا فنجد في التجربة الإنسانية المعتادة جانبين مختلفين لإدراك الواقع من حولنا، إذ تبدو تجربتك مع اللون الأخضر. مختلفة عن تجربتي، كما أنني أجد رائحة القهوة مختلفة عن ما تجدها أنت، وذلك لأن لكل شخص منا تجربة ذاتية مختلفة وهي نتيجة التعامل مع جانبين مختلفين في كل تجربة، وهما الجانب المادي الذي يتعامل معه الجسد. والمتمثل بالأشياء المادية من حولنا ذات الطول والحجم والوزن الذي يمكن قياسه، بينما يمثل الجانب العقلي كل ما يتعلق بإدراك الأشياء والشعور بها مثل الشعور بالألم. ومن هنا يبدو أننا نعيش في عالمين مختلفين هما العالم الخارجي والعالم الداخلي. 


ونتيجة للإيمان بوجود هذين العالمين المنفصلين، اقترح ديكارت في القرن السابع عشر ما يسمى ب الثنائية الديكارتية. كما واقترح ديكارت أن العالمين المادي والعقلي يتفاعلان في الغدة الصنوبرية الدقيقة في منتصف الدماغ ولكنه لم يقدم تفسيرا. بإمكانية وطريقة حدوث هذا التفاعل، ونتيجة لذلك رفض الكثير من الفلاسفة فكرة الثنائية لصالح فكرة الأحادية التي تجعلنا نعيش في عالم مادي من جانب واحد وهو ما نراه وتدركه حواسنا بينما اعتبر بعض الفلاسفة العقل. هو العنصر الأساسي الذي نرى العالم من خلاله، وهكذا نشأت مشكلة أطلق عليها المشكلات الصعبة والتي تبحث في تفسير التجربة الذاتية نفسها مع حل الخلاف الدائر بين الفلاسفة حولها، إلا أن البعض زعم أن هذه المشكلة. 


غير موجودة. بل وأطلقت عليها الفيلسوفة الأمريكية تشيرش لاند اسم المشكلة الخداعية. وفي خمسينيات القرن ال20 طرح الفيلسوف الأمريكي توماس ناجل السؤال الآتي هل يمكن للخفاش أن يجيب لأنه كائن ناعم. فلو قلنا إنه يطير ويأكل وينام مقلوبا فذلك يجعله واعي بتصرفاته ولكن هل هو يفكر بهذه التصرفات؟ فإن لم يكن يفكر بها ويستطيع التعبير عنها بالكلام فهو غير واعي بها. ومن خلال هذه الإجابة، حاول ناقل تعريف الوعي ولكنه خلص إلى أننا لا نجد إجابة مرضية لأننا لا نعلم ما يدور في عقل الخفاش، وأن الوعي نفسه قد يبقى عصيا على فهمنا إلى الأبد. 


وفقا لذلك فسر الفيلسوف بلوك نظرته إلى العالم الداخلي بوجود جانبين للوعي هما ال ظاهرتي والتأملية فالأول يتمثل بشرح الكيفية التي تكون عليها عندما تكون في حالة معينة كالذي يحصل مع الحيوانات عندما تواجه الخطر. فدعى بوجوده ولذلك تلجأ إلى الفرار. بينما الوعي التأملي خاص بالإنسان وينشأ بعد التفكير في المشكلة ثم اتخاذ القرار بالفعل بعد التفكير المنطقي. 


الفصل الثاني- العمليات في الدماغ موزعة ولا وجود لمكان مركزي يتحكم به الوعي. 


ظهرت نظرية ضدها بأن الوعي يمكن أن يشبه المسرح أو تيار الأفكار تجعلنا متلقين للوعي ولسنا فاعلين فيه مما يعني أننا كالزومبي. نملك الوعي ولكن لا نتأثر به في حياتنا، تخيل معي إن عقلك بمثابة مسرح وانت في داخله وهذا المسرح يجعلك تشعر باللمسات والروائح والأصوات والمشاعر ويتيح لك استخدام خيالك. كل هذه الأشياء هي محتويات الوعي. بينما أنت بمثابة الجمهور الذي لا يستطيع التدخل فيما يحدث على المسرح. هناك أيضا فكرة أخرى تقول إن الوعي يشبه التيار بأن حياتنا عبارة عن تيار دائم التدفق من الصور واللمسات والأصوات والعواطف والمشاعر بأشكالها وكلها تحصل بالتوالي ولكننا لا نملك الإرادة والقدرة للتحكم بها. 


يعترض الفيلسوف دانيال دينيت على هذه النظريات ويرى بأننا نفكر بالوعي وبالتالي تتأثر حياتنا به لأن الدماغ نظام معالجة تفرعي غير مركزي وأجزائه تؤدي وظائفها وتتواصل مع بعضها عند الحاجة ونحن نتحكم بعمل الدماغ. ونتأثر بأفكاره لتفهم أكثر تابع في الفصل الآتي، كيف تعمل أدمغتنا؟ 


اقتباس. 


"على الرغم من أنه ليست لدينا إرادة حرة للفعل، فإن لدينا إرادة حرة لعدم الفعل"



الفصل الثالث- تخدعنا أدمغتنا أحيانا، مما يعني أن الوعي ربما يكون وهما. 



كتاب الوعي بالذات والعلاقات pdf

عندما تشاهد المباراة فأنت في حالة انتباه أنت متأكد بأنك من قمت بقرار الانتباه بوعي إلا أن العلاقة بين الوعي والانتباه ما زالت محل خلاف. يصر البعض على أنه لا يمكن أن يكون هناك وعي بدون الانتباه، ويرفض آخرون هذه الفكرة توضح ظاهرة القيادة دون وعي هذا الخلاف. قد تنغمس بأفكارك بينما تقود سيارتك متجها إلى مكان مألوف كبيتك أو مكان عملك فتصل إلى وجهتك دون أن تشعر، بالرغم من أنك تقف عندما تصبح الإشارة حمراء وتخفف السرعة عند الحاجة إلى أنك لا تتذكر التفاصيل. 


ما الذي حدث إذا؟ يقترح البعض أنك لم تكن منتبها عندما اتخذت هذه القرارات المهمة أثناء القيادة، وأن ما حصل هو تنفيذ آلي لمهمة اعتاد عقلك عليها سابقا. ولكن. إن كانت دماغ قادرا على تنفيذ المهمات دون الانتباه وبالتالي دون وعي، فهل ذلك يعني أن الوعي وهم؟ في الحقيقة قد تكون فكرتنا عن الوعي خاطئة؟ فنحن نتعرض بشكل يومي للكثير من المدخلات التي تعالج بدون أن نشعر بها، ولكن أدمغتنا تتأثر بها كمحاولة البحث عن الفرق البسيط بين صورتين متشابهتين في مثل هذه الحالات. مصاب ب.


 وهم التشابه بين الصورتين فتخدعنا أدمغتنا التي تحتاج إلى بعض الوقت كي تدرك الاختلاف بينهما. باختصار نحن لا نستطيع رؤية الشيء ما دمنا لم نركز انتباهنا عليه وهذا يجعلنا نشك فيما إذا كانت الرؤية بحد ذاتها وهما. من وجهة نظر علمية، أدمغتنا لا تحتاج إلينا كي تنجز عملها، ولكننا كبشر نرفض ذلك ونشعر بأننا موجودون، ولهذا فإن ذاتنا تصر على أنها تتدخل وتتحكم بالدماغ عن طريق الوعي، 


الذاكرة مقدمة قصيرة جدا

وكان الفيلسوف ديفيد هيوم. قد أشار إلى أن حياتنا ما هي إلا سلسلة من التصورات، والتي تظهر لنا وكأنها تنتمي إلى شخص واحد، غير أنها في الحقيقة ترتبط ببعضها من خلال الذاكرة لتشكل ما ندعوه بذاتنا أو شخصيتنا، وذلك يعني أننا لا نملك شخصية محددة. وإنما هي مجموعة من الذكريات والصور التي عايشناها. وبما أننا لا نملك ذاتا محددة إذا لا يوجد وعي خاص بنا، وهذه الأفكار كانت المؤسسة للنظرية الحزم ولكن تم تحييدها لأنها هربت من المشكلة أكثر من السعي في حلها. 


الفصل الرابع- الإرادة الواعية تعنى بالأفعال الإرادية والقرارات الشخصية الخاصة بنا. 


لو طلب منك أن تمد يدك أمامك ثم تقوم بثني رزقك، فقمت بعمل ذلك أو رفض في كل الحالات. لقد قمت باتخاذ قرار من الذي اتخذ القرار وبدأ بالفعل هل ذاتك الداخلية أم قوة الوعي؟ لو كانت هناك ذات موجودة فلا زلنا نجهل الكيفية التي تؤثر الذات بها على اتخاذ القرار، نحن نعرف بوجود مناطق معينة في الدماغ تتحكم في الأفعال الإرادية، وأن هناك خلايا عصبية تكون نشطة عند قدوم المعلومات الحسية وتخطيط الأفعال وتنفيذها. هناك شيء آخر يمنحنا حرية الاستجابة. ربما يكون الوعي أو الذات. 


من هنا تبرز مشكلة الإدارة الحرة التي تحملنا مسؤولية أخلاقية تجاه أفعالنا وتصرفاتنا. أول تجربة في علم الأعصاب للإجابة على سؤال هل نملك إرادة حرة أم لا؟ كانت تجربة العالم باليمين لبيت اختصاصي علم النفس العصبي ربط المشاركين بأجهزة لقياس موجات الدماغ وطلب منهم إصدار حركة في وقت محدد وكانت النتيجة مثيرة إذ لاحظ أن النشاط الدماغي الذي يتسبب بالفعل يحدث حتى قبل أن يقرر الشخص بوعي حاجته. للقيام بهذا الفعل، وذلك يعني أننا لا نملك وعيا ناتجا عن إرادة حرة، 


وإنما هي مجرد عمليات كيميائية تحدث في الدماغ وتقودنا للفعل. لم يقبل للبيت فكرة أن الإرادة الحرة وهم، وإنما قال إن دور الوعي في الفعل الإرادي يقتصر على منع الفعل، إذ لاحظ أن بعض المشاركين في تجاربه امتنعوا عن تنفيذ الحركة المطلوبة حتى بعد أن بدأت أدمغتهم نشاطها المؤدية للفعل. في الواقع، لو أنك اقتنعت بأن الإرادة الحرة وهم فهل ستستمر بنفس الطريقة التي تعيش بها حياتك أم أنك ستقول إنه لا معنى من فعل أي شيء؟ غالبا لن تتوقف عن فعل أي شيء، 


فحتى النهوض من السرير هو فاعل والأكل كذلك هو فعل ونحن بحاجة لأن نشعر باستمرار بأننا نملك زمام الأمور وأننا نملك إرادة حرة تجعلنا نسيطر على أفعالنا. اقتباس. ان كل المناقشات والتجارب تلقي بظلال الشك على فكرة أن الوعي هو سبب افعالنا غير انه يظل لدينا إحساس لا يتبدل بأنه كذلك. لذا من المفيد أن نستكشف كيف تولد لدينا هذا الإحساس. 




الفصل الخامس- درجات الوعي عند الإنسان تتغير حسب الحالة العقلية. 



أسمعت يوما عن حالات الوعي المتغيرة؟ الحالة المتغيرة هي أي حالة ذهنية من الوعي ناتجة عن أي نشاط أو عامل فيزيولوجي أو نفسي أو دوائي. يعرف عالم النفس تشال ستارت حالة الوعي المتغير على أنها تغير كيفي في النمط العام للأداء الذهني. بحيث يشعر المار بها بأن وعيه يختلف على نحو جذري عن الطريقة التي يكون عليها في الأحوال العادية. فعلى سبيل المثال، تؤدي العقاقير النفسية الى تقليل النشاط العصبي وتؤثر على الوظائف العقلية. أحد أنواعها هي العقاقير المخدرة التي تؤدي إلى فقدان تام للوعي. 



وقد نفذت العديد من الدراسات والأبحاث باستخدام العقاقير المخدرة بهدف تخدير المنطقة الخاصة بالوعي في الدماغ لتحديد مكانها بالضبط. نعتقد أننا قد نستطيع معرفة ماهية الوعي ان زدنا أو قللنا جرعة المخدر، ولكن في الغالب يكون تأثير هذه العقاقير كاملا على دماغ وليس على جزء معين يفترض أنه يحتوي على الوعي مما يعني عدم وجود أي دليل. لوجودي مركز للوعي في الدماغ. 



الفصل السادس- قد يكون الوعي بمثابة ميزة انتقائية لدى البشر. 


تمنحنا اللغات القدرة على التفكير في الماضي والمستقبل، وهي ما نتفرد به دونا عن الكائنات الأخرى التي تملك طرقها الخاصة والمختلفة للتواصل. من هذا المنطلق يبدو أن البشر وحدهم من يملكون الوعي. وبما أننا نمتلكه، فلا بد أن له وظيفة تطورية جعلتنا نكتسبه دون الكائنات الأخرى، وهذا ما يجعلنا نتساءل ما الذي أضافه الوعي لنا؟ وهل ساعدنا على التكيف مع التغيرات البيئية من حولنا حقا؟ يرى عالم النفس نيكولاس همفري أننا ملكنا الوعي لأن أسلافنا كانوا كائنات إجتماعية يقيمون علاقات وطيدة مع بعضهم، فمثلا الأشخاص الذين يملكون هبة التنبؤ بأفعال الآخرين يملكون ما يميزهم عن غيرهم وهي ميزة انتقائية. 


بسبب امتلاكهم لما يسمى بالعين الداخلية أو ملاحظات الذات، وبذلك صرنا قادرين على تأمل الذات، وبالتالي أصبحنا واعين ولكنها نظرية لاقت اعتراضا لأنها تقودنا إلى نظرية الثنائية التي طرحناها في الفصل الأول. في الناحية الأخرى، يرى العلماء الماديون أن الوعي جزء من القدرات العقلية مثل الإدراك الحسي والتفكير والذكاء وربما لو فسرنا هذه القدرات سنعرف ماهية الوعي. وحتى ذلك الحين نحن بحاجة لأن نبتكر طرقا جديدة لتفسير مفهوم الوعي. 


فقرة بارزة من الكتاب


تظهر الدراسات الخاصة بمرحلة الاحتضان هذا أن الناس عندما يعملون باجتهاد من أجل حل مشكلة ما ثم يوقفون التفكر فيها ليفكروا في شيء آخر يقفز حل المشكلة في بعض الأحيان فجأة إلى ذهن الشخص دون جهد اواع على الإطلاق من جانبه. يحدث شيء مماثل مع العلماء والفنانين المبدعين فالابتكارات والحلول المبدعة للمشاكل العلمية لم تظهر لهم مصادفتها. 



خاتمة عن الوعي


تعددت أفكارنا الخاصة ونظريات العلماء عما يسمى بالوعي فيراه البعض مسرحا أو تيارا للأفكار والصور المتدفقة التي لا نملك القدرة على التحكم بها، بينما يراه آخرون ميزة انتقائية تطورنا بها وهو الشيء الذي يميز البشر عن باقي المخلوقات. في حين يعتقد آخرون أنهم مجرد وهما آخر مثل الخدع البصرية، وهو حالة متغيرة تعتمد على أدمغتنا، وحتى نحل لو نتعرف على ماهية الوعي بشكل صحيح من الضروري أن نبدأ بتغيير أفكارنا وأن نكون على إستعداد. لرحلة بحثا فريدة عنه. 



تحميل كتاب الوعي مقدمة قصيرة جدا - سوزان بلاكمور -pdf برابط مباشر على موقعنا مكتبة اقرأ كتابك. اضغط هنا لتحميل الكتاب.


قراءة كتاب الوعي مقدمة قصيرة جدا مباشرة أونلاين بدون تحميل على موقعنا. اضغط هنا.

كتابة تعليق