كتاب الشخصية النرجسية
تعرف الكثير منا على أشخاص لديهم غرورٌ مفرط ويحبون التباهي بأنفسهم، وعادةً ما يُشار إليهم بـ "النرجسيين"، وعلى الرغم من أن النرجسية غالبًا ما تُفهم على أنها سمة شخصية مُزعجة، فإنها قد تكون أيضًا اضطرابًا مرضيا يُعرف باسم "اضطراب الشخصية النرجسية".
يتسم هؤلاء النرجسيون - المُشار إليهم أحيانًا بـ "النرجسي الخبيث" بفقدان التعاطف، وبشعورٍ متعالٍ بالذات، واستغلال الآخرين لتعزيز ذواتهم، بالإضافة إلى صفات أخرى ذكرتها الباحثة شهيدة عربي في كتابها "القوة، النجاة، والتعافي بعد سوء المعاملة النرجسية" الذي نُشر في عام 2017.
في هذا الكتاب القوة، توضح شهيدة عربي الخصائص، واستراتيجيات التلاعب التي يتبعها النرجسيون الخبيثون، وتؤكد على أهمية فهم النرجسيين وسلوكهم، حيث يمكن لأي شخص أن يصبح ضحية لهم، فالنرجسيون يبدون في مراحلهم الأولى من الألعاب العقلية شركاءً مثاليين.
وتشير إلى أن فهم اضطراب الشخصية النرجسية يمكن أن يساعد في التعرف على أن الإساءة ليست أبدًا بسبب الضحية، ويمكنه بذلك بدء عملية الشفاء شهيدة عربي حاصلة على درجات عُليا في علم الاجتماع وعلم النفس، وقد كانت ضحية للإساءة النرجسية.
وقد كتبت العديد من الكتب حول الإساءة النرجسية منها كن كابوسا للنرجسي، وقامت بإجراء واحدة من أولى الدراسات البحثية واسعة النطاق على الناجين من أشخاص لديهم سمات نرجسية.
في هذا الملخص عن كتاب القوة والذي يقدم نظرة عامة على اضطراب الشخصية النرجسية، ويوصف استراتيجيات التلاعب الخاصة بالنرجسيين التي يجب الانتباه إليها، ونستعرض نصائح الكاتبة عربي للتعافي بعد تعرض الشخص للإساءة.
لنبدأ إذا، وركز معي ولننطلق في هذه الرحلة المفيدة والممتعة معا النرجسيون وخصائصهم يُرجى ملاحظة أن البعض قد يستخدم مصطلح النرجسي لوصف أشكال غير مرضية وأقل شدة من النرجسية، والتي يمكن أن يظهرها الأشخاص على طيف متنوع من السلوكيات والخصائص النرجسية،
لكننا في هذا الملخص نقصد بالنرجسي الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية، وذلك لتبسيط الأمور. ما هو اضطراب الشخصية النرجسية؟ تقول الكاتبة شهيدة عربي إن التعريف السريري لاضطراب الشخصية النرجسية يتضمن الصفات التالية.
- يشعر النرجسيون بأنفسهم أفضل من الآخرين.
- يتوقون للتأكيد المستمر والثناء على تفوقهم.
- يعانون من الحسد المرضي.
- ويفتقرون إلى التعاطف ويسعون لتعزيز ذواتهم على حساب الآخرين.
وبناءً على بحثها وخبرتها تضيف، أنهم يميلون إلى التحكم والاعتداء بطرق استراتيجية ومُعذّبة. يعني هذا أنهم يستمتعون بإهانة الآخرين وجعلهم يشعرون بالدونية، لأن ذلك يُعزز نظرتهم المتعالية لأنفسهم.
ونظرًا لعدم قدرة النرجسيين على التعاطف، فإنهم سيبذلون جهودًا كبيرة لجعل أنفسهم يشعرون بتحسن عبر استخدام الإساءة النفسية (وأحيانًا العنف الجسدي أيضًا). و يقول بعض الخبراء النفسيين أن بعض العوامل قد تزيد احتمالية العنف الجسدي، على سبيل المثال، ماضي العنف يجعل من المرجح أن يكون الشخص عدوانيًا جسديًا، والمشاكل الخارجية مثل الصعوبات المالية يمكن أن تدفع النرجسي للانفعال بشدة،
لأن المشكلة تهدد شعوره بالتفوق. كما توضح المؤلفة، من الصعب التعرف على بعض النرجسيين في مراحل مبكرة، لأنهم ماهرون في اكتشاف ما يجذب الآخرين، ويظهرون شخصية ساحرة لجذبك، ثم يكشفون عن طبيعتهم المتلاعبة القاسية، بعد أن تستثمر الوقت و الجهد وتصبح مولعا بهم.
مما يجعل من الصعب عليك الابتعاد، يقول الباحثون أن اضطراب الشخصية النرجسية غالباً ما يتداخل مع حالات نفسية أخرى. قد يكون من الصعب التعرف على اضطراب الشخصية النرجسية في الآخرين، لأنه لا يظهر دائماً بشكل واضح.
في كثير من الأحيان يترافق مع حالات نفسية أخرى ويمتلك صفات مشابهة لحالات أخرى من الأمراض النفسية. يمكن أن تكون هذه الحالات صعبة في التمييز بينها، واندماج اضطرابات الشخصية الأخرى يمكن أن يزيد من الاتجاهات المسيئة في الأفراد.
على سبيل المثال "المثلث المظلم " هو مجموعة من الصفات المتداخلة، بما في ذلك النرجسية، والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى سلوك خطير بشكل خاص لدى الأفراد. الصفتين الأخريين هما السيكوباتي (المميزة بفقدان التعاطف والاندفاع)، والمكيافيلية.
(حيث يكون الشخص على استعداد للتلاعب بشدة لتحقيق مصالحه). وعلى الرغم من أن المثلث المظلم ليس تشخيصاً رسمياً، إلا أنه يعتبر الأكثر تشابهاً مع اضطراب الشخصية المنفصلة اجتماعياً المصنفة طبيا. بعد أن شرحنا ما هو اضطراب الشخصية النرجسية، سنستكشف ما يسبب هذا الاضطراب.
الشخصية النرجسي
وفقًا لكتاب سيكولوجية التلاعب النفسي والعاطفي للشخصية النرجسية للمؤلفة شهيدة عربي، لم يتم تحديد سبب قطعي لهذا الاضطراب النفسي من قبل خبراء علم النفس. وتوضح أن هناك عدة عوامل بيولوجية وبيئية. تتداخل في الأفراد وتسبب احتمالية حدوث اضطراب الشخصية النرجسية.
والنقطة الأكثر أهمية التي تشير إليها، هي أن الناس يتطورون نحو اضطراب الشخصية النرجسية أثناء الطفولة، فالسبب ليس الضحية، بمعنى آخر، لست أنت من يثير سلوك النرجسي.
ومع أن اضطراب الشخصية النرجسية يبدأ في التطور والتشكل خلال فترة الطفولة، ولكن الأطباء النفسيين لا يُشخصونه في الأشخاص إلا عندما يبلغون على الأقل سن الثامنة عشر. ويرجع ذلك إلى أن المراهقين غالبًا ما يكونون أكثر توجهًا نحو الذات بشكل طبيعي، حيث يركزون على احتياجاتهم الخاصة ولا يفكرون بشكل كبير في رغبات واحتياجات الآخرين.
ومع تطور المراهقين ليصبحوا بالغين، يتعلمون عادة التعاطف أكثر مع الآخرين ويصبحون أقل توجهًا نحو الذات. وبالتالي، ينتظر الأطباء النفسيون لتقييم وجود هذا الاضطراب. ومع أن النرجسية قد تنشأ غالبا في عمر مبكر، وسلوك الشخص النرجسي قد لا يكون قادرًا على التحكم فيه.
إلا أن الكاتبة تؤكد أن أي إساءة يقوم بها، هو خيار يتخذه بوعي، وبالتالي يجب محاسبته عليها. أن أي إساءة يقوم بها، هو خيار يتخذه بوعي، وبالتالي يجب محاسبته عليه في كتاب "لماذا يفعل ذلك؟"، يحدد لندي بانكروفت بعض المؤشرات التي تدعم التأكيد على أن العنف والإساءة هما اختيار متعمد للنرجسي.
فهو يُظهر شخصية ساحرة وجذابة أمام الناس ولكنه يظهر طبائعه العنيفة والمسيئة فقط أمام من يسيء لهم، و يدعي كذلك أنه لا يتجاوز حدوداً معينة و لا يصل إلى مستوى العنف أو الإساءة الشديدة، وهذا يعكس اعتقاده أن أفعاله مبررة وغير مستحقة للعقاب، وعادة لا يؤذي نفسه عندما يكون عنيفا تجاه الآخرين.
فمثلا، قد يتجنب تدمير ممتلكاته الخاصة أثناء تصرفه العدواني على المستوى البيولوجي، النرجسية هي سمة يمكن أن تكون وراثية، (ولكن ليس دائمًا)، بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن أدمغة النرجسيين مختلفة، وتحديدًا في المناطق المرتبطة بالتعاطف والرأفة.
تشير الأبحاث إلى أن الأجزاء المحددة في الدماغ التي تتأثر لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية هي اللوزة الأمامية والقشرة الدماغية. وأظهرت دراسة باستخدام صور الدماغ أن النرجسيين لديهم مادة رمادية غير طبيعية في كلا هذه المناطق.
مما يقلل من قدرتهم على الشعور التعاطف مع الآخرين. يمكن أن ينشأ اضطراب الشخصية النرجسية أيضًا عندما يتربى الأطفال في بيئة تسبب في ارتفاع مفرط أو انخفاض مفرط في تقدير الذات، فإذا تربى الطفل بدون قواعد أو حدود، أو يتلقى باستمرار الثناءً والإشادة بلا حدود وتقديرًا مفرطًا.
فيصبح الطفل مستحقًا للانتباه الإيجابي ويتوقعه دائما من الآخرين، من ناحية أخرى، الأطفال الذين يعانون من الإهمال من قبل آبائهم، يكونون أيضًا عُرضةً لأن يصبحوا نرجسيين. في هذه الظروف، قد يطوّر الأطفال اضطراب الشخصية النرجسية (نوع محدد يسمى "النرجسية الضعيفة")
للتعويض عن شعورهم بعدم التقدير. في حالة كل من الإفراط في التدليل أو الإهمال، الأطفال الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية لم يتعلموا كيف يقيمون أنفسهم بشكل صحيح، ولا يرتبط احترامهم الذاتي بمن هم كأشخاص. بدلاً من ذلك،
يعتمد احترامهم الذاتي بشكل غير صحي على مظاهر خارجية مثل المواهب التي يملكونها، أو مظهرهم الجسدي، أو الصفات التي يعتبرونها مرغوبة. كذلك العيش في بيئة نرجسية يزيد من خطر الإصابة باضطراب الشخصية النرجسية، لأن الأطفال قد يتعلمون تقليد سلوكيات الوالدين النرجسيين.
وحتى إذا لم يصبح الطفل نرجسيا، إلا أنه قد يجعله أكثر عرضة لأن يصبح ضحية للاستغلال النرجسي في وقت لاحق من حياته، فقد تم تأطيره منذ صغره لكي يحاول جاهدا، أن يعيش وفقا لمعايير توقعات بيئته النرجسية. وتشير الأبحاث إلى أن أطفال الوالدين النرجسيين يعانون من تطور غير طبيعي للدماغ في منطقة الأميجدالا Amygdala.
(التي تلعب دورًا في العواطف مثل الخوف والخجل والشعور بالذنب) والهيبوكامبوس Hippocampus) (التي تؤثر على عملية التعلم وتكوين الذاكرة).
وتؤدي الإساءة التي يتعرضون لها إلى انكماش هذه الأجزاء من الدماغ، مما يُقلل من قدرتهم على التحكم في العواطف مثل الخجل، في وقت لاحق من حياتهم، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة في ردود الفعل المرتبطة بالخوف واضطرابات الهلع. بعد أن تعلمنا ما هو اضطراب الشخصية النرجسية، و ما يمكن أن يتسبب فيه، وأن أن الهدف الرئيسي للنرجسي هو الحصول على إعجاب من الآخرين، مما يعزز شعوره بالتفوق،
اضطراب الشخصيه الفصاميه
الآن، سنوضح تكتيكات النرجسي للتلاعب بك. تقول عربي إنه من خلال فهم هذه التكتيكات، يمكنك تجهيز نفسك للتعرف عليهم والهروب منهم بأسرع وقت ممكن. التكتيك الأول نمط البناء والهدم في هذا السلوك يستخدم النرجسي المديح والمودة واللطف لجذبك، ثم يقوم بتدميرك نفسيًا من خلال الإهانات الخفية والهجمات المباشرة.
تقول عربي إن هذا النمط ينتهي عادة بتخلي النرجسي عنك بطريقة قاسية، ولكنه من المحتمل أن يحاول الاحتفاظ بالسيطرة والبدء من جديد في هذا النمط بوعود زائفة بتغيير سلوكه. وتشير إلى هذا النمط بأنه "دورة التثمين- التقليل - التخلي". هذه الاستراتيجية فعالة على المستوى العصبي الحيوي؛ حيث تؤسس إدماناً بيوكيميائياًعلى الشخص النرجسي،
السحر الزائف للنرجسي وتعبيراته المبالغ فيها
تجعلك تتعلق به بسرعة وتؤدي إلى زيادة كبيرة في مستوى المادة الكيميائية الدوبامين في الدماغ . التي تسبب الشعور بالسعادة عندما يبدأ النرجسي في تغيير سلوكه ويمتنع عن إظهار المودة، ستسعى جاهدًا لإرضائه مجددًا لتحصل على نفس مستوى الدوبامين. الذي كنت تشعر به في البداية عن طريق التذبذب بين إظهار بين المحبة والقسوة، يصنع النرجسي ما يسمى بـ "المكافأة المتقطعة" والتي تزيد من شدة إفراز الدوبامين كلما عاملك بلطف بعد القسوة.
تتشابه هذه الحالة مع مدمني آلات القمار، حيث يستمرون في اللعب بسبب التوقعات العشوائية للفوز. وللإشارة فقط، حسب أحد المقالات، تستخدم الكثير من شركات وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا ظاهرة المكافأة المتقطعة، لجذب الناس للاستمرار في استخدام التطبيقات مثل فيسبوك وإنستجرام، فمثلا، خوارزمية إنستجرام مبرمجة لتمنع عرض "الإعجابات" على المنشورات، ومن ثَم تقدمها بدفعات كبيرة ومتكررة، وهذا يؤدي إلى إحباط المستخدم في البداية لعدم تلقي التأكيد الاجتماعي.
وبالتالي يصبح يفحص إشعاراته بشكلٍ قهري، وأخيرًا الشعور بسعادة الدوبامين عندما يتلقى عدة إعجابات، مما يشجعه على المواصلة في نشر المزيد من المحتوى، والتعلق أكثر بالتطبيق. التكتيك الثاني مهاجمة احترامك لذاتك تقول عربي أنه خلال مراحل إيذائك نفسياً، قد يلجأ النرجسي إلى إهانات صريحة، مثل "أنت سيئ للغاية في عملك" أو تكتيكات أكثر سرية بحيث يحاولون إخفاء خبثهم وراءها.
على سبيل المثال، قد يعبرون عن قلق زائف بقولهم، "أنا قلق من أنك لا تجني ما يكفي من المال لتلبية احتياجاتك" على الرغم من أنهم يعلمون تمامًا أن هذا ليس صحيحًا، وهذا النوع من العبارات غير الصادقة، يهدف إلى جعلك تشعر بأنك عديم القيمة وغير ملائم (مما يجعل النرجسيين يشعرون بالرضا عن أنفسهم).
وبسبب حسدهم المرضي سيستهدف النرجسيون بشكل خاص المناطق التي تكون فيها ناجحًا وواثقًا. قد يضر النرجسيون أيضًا باحترامك لذاتك من خلال التحدث بشكل سيء عنك للآخرين، وغالبًا بتوجيه عيوبهم الخاصة نحوك. على سبيل المثال، قد يخبرون كل شخص في مجموعة أصدقائك أنك تتحكم وتتلاعب بهم ووقح معهم.
يُعرف هذا بـ "حملة التشويه" ويهدف إلى تدمير سمعتك بحيث تصبح معزولًا اجتماعيًا، وبالتالي تصبح أكثر اعتمادًا عليهم، ومن ثم تصبح أكثر عرضةً لسيطرتهم. وتقول الكاتبة أن ذلك أيضًا يقلل من مستوى قدرتك على الثقة بالآخرين والتحدث إليهم حول التعامل السيء الذي تتعرض له.
مما يجعل من احتمالية محاسبة المعتدي على أفعاله أمرا بعيدا أخيرًا، تشير الكاتبة إلى أن النرجسيين غالبًا ما يستخدمون تكتيكا استراتيجيًا يتمثل في التحدث عن الآخرين بطريقة تجعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك بالمقارنة معهم، وعادةً ما تكون المعلومات التي يقدمها غير صحيحة.
مثلا قد يتحدث النرجسي بشكل مستمر عنهم ويبرز مواهبهم المميزة أو صفاتهم الإيجابية الأخرى. يستهدف النرجسي بذلك إما المجالات التي تحبها في نفسك لكي يقلل من ثقتك بالنفس، أو يستهدف المجالات التي تشعر بالضعف بها بشكل خاص، لكي يجرحك نفسيًا بشكل أكبر.
تزييف الحقائق تكتيك التلاعب الذي يستخدمه النرجسي هو تزييف الحقائق.
حيث يشوه الواقع وكأن الإساءة لم تحدث بالفعل، أو أن رد فعلك السلبي تجاه الإساءة غير مبرر، أو مبالغ فيه، قد يحققون ذلك بإنكار صارخ، مثل "هذا لم يحدث أبدًا" أو بالتظاهر بالبراءة والتلميح إلى أنك مفرط في الحساسية. فمثلا، قد يستخدمون عبارات مثل "لم أكن أعرف أنك ستغضب من ذلك - لم أقصد أي ضرر"
حتى عندما يتعمدون جرحك وإيذاءك. وتشرح عربي أن هذا التكتيك يكون ضارًا للغاية، حيث يُجعلك تشكك في حدوث الإساءة فعلًا، ويُشعرك بالخجل بسبب كونك حساسًا أو نقديًا بشكل زائد. هذا في النهاية يمنح النرجسي مزيدًا من الأدلة لكي يسبب أذى إضافيًا، ويقلل من قدرتك على محاسبته التكتيك الرابع "السحب" يستخدمه النرجسيون لتلبية حاجتهم المتواصلة للانتباه.
وهو محاولة استعادتك أو جذبك مرة أخرى، تشرح عربي أنهم سيحاولون استعادت، ليس لأن لديهم أي ندم حقيقي على أفعالهم أو لأنهم يحبونك، ولكن لأنهم يرغبون في المزيد من استغلالك والتلاعب بك. في أحد أشكال هذا التكتيك، سيحاول جذبك مرة أخرى من خلال الاعتذار وإظهار الندم والوعود الكاذبة، وقد يستغل أيضًا شفقتك، أو يستدرجك من خلال طرق مثل التهديد بإيذاء الذات.
بعد ذكر هذه التكتيكات، تشير عربي أن بعض الأشخاص يظهرون السلوكيات التي ذكرت سابقا، لكنهم لا يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية، ولكنها قد تكون نتيجة لعدم النضج العاطفي لدى هؤلاء، بعبارة أخرى، قد يتم ملاحظة بعض التشابهات في السلوك بين النرجسيين والأشخاص الغير ناضجين عاطفيا وليسوا نرجسيين.
وتشير الكاتبة إلى أن الفرق الرئيسي. بين شخص يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية وشخص غير ناضج عاطفيًا يكمن في أن النرجسي غير قادر على الشفقة، ومن المرجح أنه لا يرغب في التغيير لأنه يحصل على ما يريد من خلال إيذاء الآخرين والتحكم بهم. بالمقابل، يمتلك الشخص غير الناضج عاطفيًا القدرة على النمو والتطور.
خاصة عندما يدرك تأثير أفعاله على الآخرين ومع ذلك، توصي بأنه عند مواجهة أي نمط مكرر من هذه السلوكيات، فإنه من الأفضل الابتعاد عن هذا الشخص بغض النظر عما إذا كان يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية أم لا. لكن هل هناك علاج لاضطراب الشخصية النرجسية؟ كما تشير عربي ويؤكد العديد من الخبراء، فإن معالجة اضطراب الشخصية النرجسية تعتبر صعبة.
نظرًا لأن النرجسي عادة ما يكون غير مستعد للاعتراف بأن هناك أي مشكلة لديه، وعادة ما يتفاعل بشكل سلبي مع المعالج إما عن طريق التلاعب به أو بالانفعال العدواني تجاهه ويشير أحد الخبراء إلى أنه لتحقيق تحسين في سلوك النرجسي، يجب أن يستوفي ثلاثة شروط أساسية:
عليه أولاً أن يدرك أن لديه مشكلة خطيرة وأن يفهم كيف تؤثر سلبًا على الآخرين، ثم يجب أن يكون لديه الدافع لتحسين سلوكه، سواء لخوفه من عواقب سلبية محتملة مثل فقدان وظيفته أو فقدان العلاقات العائلية، وأخيرًا، يجب أن يبقى ملتزمًا بالعلاج وبذل الجهد اللازم لإحداث التحسين في سلوكه.
ويضيف هذا الخبير أنه حتى إذا أعرب شخص يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية عن استعداده للتغيير، فإن المحاولة عادةً لا تدوم لأنه لن ينخرط في التفكير الذاتي الحقيقي ولن يتحمل مسؤولية عيوبه. وعلى الرغم من هذه التحديات.
يشير مقال بحثي آخر إلى أن مرضى اضطراب الشخصية النرجسية يمكن أن يستفيدوا من الأدوية مثل مضادات الذهان، ومثبطات المزاج، ومضادات الاكتئاب، بالإضافة إلى العلاج الطويل الأمد الذي يركز على العلاقة بين المريض والمعالج. بعد أن تعرفنا على استراتيجيات التلاعب للنرجسي. وإمكانية شفائه، سننتقل إلى التعافي أو الشفاء لمن يعيش مع شخص نرجسي.
أو ابتعد عنه مع جروح وآثار نفسية الشفاء بعد الإساءة النرجسية سواء كنت تعيش مع شخص يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية أو أنهيت بالفعل علاقة مع شخص يظهر السلوكيات التي تم ذكرها تقدم عربي نصائح حول كيفية استعادة السيطرة على حياتك وبدء عملية التعافي.
توصي بأن تسعى جاهدًا من خلال استراتيجيات العلاج هذه إلى أن تكون متعاطفًا مع نفسك من خلال فهم أن الإساءة ليست خطأك أبدًا، وأن تحيط نفسك بأشخاص يحبونك بصدق وسيدعمونك طوال رحلتك. الابتعاد عن النرجسي وفقا لعربي، الطريقة الوحيدة لحل الإساءة النرجسية هي الابتعاد، و قطع كل الاتصال، (ويُشار إليها في كثير من الأحيان بـ "عدم التواصل")، أو الحد من الاتصال إلى أقصى حد ممكن (ويُشار إليها بـ "التواصل المنخفض")
وبعض الأسباب العديدة التي تجعل من الصعب إنهاء علاقة مع شخص نرجسي مُعتد منها : الإدمان العصبي الناجم عن تكتيك استخدام المكافآت المتقطعة "الارتباط النفسي بالصدمة" (حيث يقوم الضحية بتكوين رابطة عاطفية قوية مع المعتدي للتكيف مع الاعتداءات)
الخوف من الانتقام بسبب الانفصال.
نقص الاستقلال المالي أو الأمان السكني.
الضرر الناجم عن الاعتداء لمراكز صنع القرار التنفيذية في دماغ الضحية.
وتكتيكات التلاعب المصممة لكسب الضحية.
ونظرًا للتحديات الكامنة في الابتعاد عن شخص نرجسي، تقدم عربي أيضًا بعض الاستراتيجيات لتعزيز إحساسك بالذات وزيادة قدرتك على محاسبته إذا كنت لا تزال تعيش مع شخص نرجسي.
أرفض المشاركة: محاولة محاورة شخص نرجسي هي جهد ضائع ووقت ضائع، لأنهم ببساطة لا يريدون حل النزاع، ولا يمكنهم التعاطف معك، ولن يتحملوا مسؤولية أخطائهم. ولذلك، أفضل طريقة للتعامل عندما يشنون هجومًا نفسيًا هي رفض المشاركة من خلال وضع حدود صارمة. وللإشارة، الناس يواجهون صعوبة أيضًا في وضع الحدود واحترامها حتى مع غير النرجسيين.
في كتاب "الأساسيات" يقدم جريج ماكيون بعض النصائح حول كيفية التصدي للأشخاص، الذين يميلون إلى تجاوز حدودك بطلبات غير معقولة لوقتك وطاقتك. يوصي برفض تحمل المسؤولية باستمرار عن مشاكل الآخرين (خاصة في بيئات العمل)، ووضع قائمة بأنواع الطلبات التي يمكنك التعامل معها، ووضع خطة مُعدة مسبقًا لصدها.
التعافي بعد الابتعاد تقول عربي إنه حتى بعد الابتعاد عن النرجسي، قد تكون للإساءة تأثيرات طويلة الأمد، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، الشعور المنخفض بالذات، تآكل هويتك الأساسية، التناقض الإدراكي (حيث تحاول التوفيق بين تصورات مختلفة للمعتدي والإساءة)، الاكتئاب، والعزلة الذاتية. وبسبب هذه التأثيرات المتنوعة، يمكن أن يستغرق الشفاء وقتاً طويلاً قد يمتد لسنوات.
وتشير كذلك إلى أهمية أن تكون لطيفًا مع نفسك خلال عملية الشفاء، بإعطاء نفسك الوقت الكافي، والسماح لنفسك بالشعور بالمشاعر المختلفة. قد تكون هناك العديد من المشاعر المتناقضة مثل الحزن، الغضب، الخوف، والإحباط. وبدلاً من أن تكون قاسيًا على نفسك أو تحاول قمع هذه المشاعر، فإنه من المهم أن تتعاطف مع نفسك وتسمح لنفسك بالشعور بالمشاعر الطبيعية.
وتعطي نفسك الوقت اللازم للتعافي الرعاية الطبية النفسية يمكن للمحترفين في مجال الصحة النفسية مساعدتك في تحديد الرعاية اللازمة لعلاج أعراض الصدمة وتأثيرات نفسية أخرى. لكن كما ذكرنا سابقا، يمكن أن يكون الابتعاد عن النرجسي أمرا صعبا للغاية، قد يخشى الضحايا أنهم لن يُصدقوا، ويشعرون بالخجل أو الاحراج بسبب ما حدث لهم.
حتى أنهم قد لا يدركون أنهم ضحيا للاعتداء بسبب التلاعب النفسي، أو يفتقرون إلى الثقة في النظام الطبي، أو يخشون الانتقام، ونظراً لهذه التحديات، يمكن لتدخل صديق أو قريب لتقديم موارد لشخص يُشتبه بتعرضه للإساءة، أن يحقق فارقا كبيرا.
الرعاية الذاتية: بالإضافة إلى البحث عن الرعاية المهنية.
هناك العديد من السبل للشفاء من خلال استراتيجيات يمكنك تنفيذها بمفردك. توفر هذه الأساليب طرقًا لاستعادة ثقتك بنفسك وممارسة التعاطف مع الذات ومعالجة تجربتك وعواطفك. يمكنك تنفيذ بعض هذه الاستراتيجيات بشكل فردي أو مع الأشخاص الداعمين الذين يقدرونك ولا يحكمون عليك أو يلومونك على الإساءة التي تعرضت لها.
في كتاب لا مزيد من الانغماس في هموم الآخرين " تعرّف ميلودي بيتي العناية الذاتية بأنها العيش بمسؤولية من خلال الانتباه إلى احتياجاتك، رغباتك، مشاعرك ومسؤولياتك نحو نفسك والآخرين، وهذا التعريف يشمل الانفصال عن الآخرين، من خلال تجنب تحمل المسؤولية عن احتياجاتهم، على الرغم من أن نصيحة بيتي تستهدف العلاقات الاعتمادية بشكل عام، إلا أن توصيتها قد تنطبق أيضًا على ضحايا الإساءة الذين يشعرون بالمسؤولية عن رفاهية أو مشاعر من أساء معاملتهم.
الأنشطة الصحية المحسنة للمزاج النوع التالي من الرعاية التي توصي بها عربي هو البحث عن أنشطة صحية تُحفّز إفراز مواد كيميائية تحسّن المزاج مثل الأوكسيتوسين والدوبامين والسيروتونين.
وهذه الاستراتيجية مفيدة لأنه قد يحدث لديك أعراض انسحاب من هذه المواد الكيميائية بعد الابتعاد عن النرجسي، وتحل هذه الأنشطة محل إدمانك الكيميائي على النرجسي . بأنشطة آمنة تتحكم فيها بنفسك يؤكد بعض الباحثين أن الأوكسيتوسين يساهم في الاستقرار النفسي وبناء الثقة والاسترخاء، وهي وظائف مهمة جميعها للتعافي بعد التعرض للإساءة.
ومن الطرق لتعزيز إفراز الأوكسيتوسين هي ممارسة التمارين الرياضية. الدوبامين هو مادة كيميائية تجعلنا نشعر بالسعادة، قد تلقيتها سابقًا من خلال اللطف المتقطع من النرجسي بين فترات الإساءة، يمكنك العثور على مصادر جديدة من خلال محاولة أنشطة جديدة، والقيام بالأشياء بشكل عفوي سيزيد أيضًا من تدفق المتعة التي تحصل عليها من تجربة شيء جديد.
لكن مع أن الكاتبة تركز على تلبية احتياجاتك من هذه المواد الكيميائية التي تبعث على الشعور بالسعادة لأغراض الشفاء، يحذر آخرون من الوقوع في فخ البحث الإجباري عن هذه الأنواع . من المواد الكيميائية العصبية بطريقة تؤذيك في كتاب أمة الدوبامين، تشرح آنا ليمبكي. كيفية استعادة السيطرة على سلوكك، عندما تقودك الرغبة في الدوبامين إلى الإفراط في الانغماس في أشياء مثل وسائل التواصل الاجتماعي والوجبات السريعة.
يشير هذا إلى أن عنصر الاعتدال قد يكون أيضًا جانبًا مهمًا لإيجاد مصادر جديدة للدوبامين السيروتونين هرمون يعمل على استقرار مزاجك واحترامك لذاتك، توصي عربي بزيادة مستويات السيروتونين من خلال قضاء وقت في أشعة الشمس المعتدلة، تناول مكملات فيتامين ب، التركيز على ذكريات سعيدة، ممارسة التمارين الرياضية.
وتظهر بعض الأبحاث أن السيروتونين يشجع أيضًا السلوك الاجتماعي الإيجابي (مثل عدم الرغبة في إيذاء الآخرين) ويقلل من العدوانية، مما قد يفسر سبب استخدام الأدوية المعدلة للسيروتونين لعلاج أعراض اضطراب الشخصية النرجسية. أخيرا صديقي، إذا كنت تشك أن أحد معارفك يتعامل مع شخص نرجسي، فلا تتردد في مشاركة هذا الملخص معه،
الشخصية النرجسية
الشخصية النرجسية هي حالة نفسية تتميز بالانغماس الشديد في الذات والثقة المفرطة بالنفس. يتميز الأفراد ذوو الشخصيات النرجسية بالعديد من السمات البارزة، بما في ذلك:
1-الغرور المفرط: يظهر الشخص النرجسي غالبًا بغرور شديد حيال ذاته ويعتقد أنه فوق الآخرين.
2- الشهوة للانتباه: يبحث الشخص النرجسي دائمًا عن الانتباه والإعجاب من الآخرين ويحب أن يكون محط الأنظار.
3- انعدام التفهم لمشاعر الآخرين: يكون الشخص النرجسي عادة عديم الاهتمام بمشاعر واحتياجات الآخرين ويركز بشكل رئيسي على احتياجاته الخاصة.
4- استغلال الآخرين: يمكن للشخصية النرجسية استغلال الآخرين لتحقيق أهدافها الشخصية دون أي تراعي لعواقب ذلك على الآخرين.
5- عدم الاستقرار في العلاقات: يكون من الصعب الاستمرار في علاقات مع الأفراد ذوي الشخصيات النرجسية بسبب عدم قدرتهم على التعاطف والتفاهم.
يمكن أن تكون الشخصية النرجسية مشكلة خطيرة إذا لم تتعامل معها بشكل صحيح. إذا كنت تعتقد أن لديك أو لديك شخص في حياتك يعاني من هذه الصفات، فقد يكون من الضروري البحث عن مساعدة من محترفين في مجال الصحة النفسية للتعامل مع هذه القضية.
صفات الشخصية النرجسية
صفات الشخصية النرجسية تشمل مجموعة من الصفات البارزة التي تميز هذا النوع من الشخصيات. إليك بعض هذه الصفات:
الغرور المفرط: الشخص النرجسي يعاني من غرور شديد ويعتقد أنه فوق الآخرين. يروج لنفسه ويعتبر ذاته استثنائية.
الشهوة للانتباه والإعجاب: يبحث الشخص النرجسي دائمًا عن الانتباه والإعجاب من الآخرين. يسعى جاهدًا لأن يكون محط الأنظار في أي موقف.
عدم التفهم لمشاعر الآخرين: الشخص النرجسي يفتقر إلى القدرة على فهم ومشاركة مشاعر الآخرين. يركز بشكل رئيسي على احتياجاته ورغباته الخاصة.
استغلال الآخرين: يمكن للشخص النرجسي استغلال الآخرين لتحقيق أهدافه الشخصية دون مراعاة لعواقب ذلك على الآخرين.
العائق في العلاقات: يكون من الصعب الاستمرار في علاقات صحية مع الأفراد ذوي الشخصيات النرجسية. يمكن أن تكون العلاقات معهم سامة وغير مستقرة.
الحساسية للانتقاد: الشخص النرجسي يكون عادة حساسًا جدًا للانتقاد ويميل إلى الرد بغضب أو إهانة على الأشخاص الذين ينتقدونه.
التعالي والاستعراض: يمكن أن يتجلى تعالي الشخص النرجسي في التصرف بشكل مزعج أو استعراضي، ويميل إلى تقديم نفسه بشكل متكبر.
نقص التعاطف والتفاهم: الشخص النرجسي يفتقر إلى القدرة على التعاطف مع مشاعر الآخرين والتفاهم العميق لاحتياجاتهم.
يجب ملاحظة أن هذه الصفات ليست دائمًا تظهر بشكل كامل في جميع الأشخاص ذوي الشخصيات النرجسية، وقد يكون هناك تنوع كبير في مدى وشدة ظهورها.
إرسال تعليق